مقالة خاصة: المساعدات الصينية تعزز قدرة العراق لمجابهة فيروس كورونا
أشاد مسؤولون كبار بوزارة الصحة العراقية وممثلون عن وكالات إنسانية بالمساعدة الطبية الصينية للعراق، التي عززت وبشكل فعال قدرات العراق على إحتواء فيروس كورونا المستجد.
وأرسلت الصين في السابع من مارس الماضي أول دفعة من المساعدات وألاجهزة الطبية، وفريق من سبعة خبراء في إختصاصات الوقاية من الأمراض المعدية ومكافحتها، وعلم الأوبئة، والعلاج الطبي المكثف، وإختبار الحمض النووي، لمساعدة العراق في التصدي لفيروس كورونا.
وقام الفريق الصيني بإنشاء المختبر البيولوجي الجزيئي في مدينة الطب وسط بغداد خلال سبعة أيام، تبلغ قدرته إجراء أكثر من ألف فحص يوميا للحالات المشتبة بإصابتها بفيروس كورونا المستجد، ما زاد من قدرات العراق في الكشف عن المصابين بهذا الفيروس.
وزار فريق الخبراء عدة محافظات جنوبي ووسط وشمالي العراق، وألقى محاضرات عن كيفية التعامل مع فيروس كورونا وطرق الوقاية منه والأساليب المستخدمة في مواجهته، ونقل التجربة الصينية الرائدة في هذا المجال للعراقيين وقام بتدريب الكوادر العراقية.
كما أرسلت الصين مساء أمس الأول الدفعة الثانية من المساعدات الطبية والتي وصفها المسؤولون العراقيون بأنها "مهمة جدا" وتشمل مساعدات لوقاية الكوادر الطبية وجهاز متقدم للكشف والتشخيص الشعاعي عن الاصابة بفيروس كورنا للرئتين، والذي يعتبر من أكثر الأجهزة دقة في تشخصيه للفيروس حتى في مراحله الأولى، بالاضافة إلى مستلزمات مختبرية.
وقال الدكتور جاسم الفلاحي وكيل وزارة الصحة العراقية لوكالة أنباء (شينخوا) "نشعر بامتنان كبير لجمهورية الصين الشعبية لمساعدتها للعراق بصورة عامة ووزارة الصحة بصورة خاصة، في جهودها لمكافحة فيروس كورونا المستجد".
وأضاف " أن الدفعة الاولى من المساعدات لعبت دورا كبيرا في زيادة قدراتنا على الفحص وتشخيص الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، وستدعم الدفعة الثانية المزيد من موظفينا لزيادة قدرة التشخيص".
وأوضح أن العراق بدأ مرحلة المسح الميداني للفيروس والتي تحتاج إلى مزيد من القدرات الخاصة بالمختبرات وإجراءات التشخيص بما في ذلك الأشعة المقطعية المحمولة شديدة الحساسية والتي تشخص بدابة الفيروس في الرئتين، مبينا أن المساعدات الصينية ستساهم في انجاح هذه المرحلة.
وتابع " أن المساعدة الصينية تشير إلى المستوى العالي للعلاقة بين شعبى البلدين، وهذا يمثل رسالة إنسانية بيننا" ، معربا عن اعتقاده بأن التعاون مع الصين سيقود إلى النجاح في وقت قريب وإعلان العراق خاليا من فيروس كورونا المستجد.
وأشاد الفلاحي بالخبراء الصينيين قائلا " لقد لعبوا دورا كبيرا ليس فقط في تنشيط عمل موظفينا الطبيين، ولكن أيضا في الدعم النفسي للشعب العراقي عندما يجدون الخبراء الصينيين إلى جانبهم".
وتابع " جميعنا نشعر بالامتنان للدور العظيم الذي لعبه الخبراء الصينيون، ونقدر عاليا هذا الدور الإيجابي في دعم الجهود العراقية".
وختم قائلا " أنا متأكد من أنه وبمساعدة أصدقائنا، وفي مقدمتهم الصينيون، سنتجاوز كل هذه العقبات، وأعتقد أنه في سجل شعبنا وذاكرته، لن ينسى الشعب العراقي أبدا ، لن ينسى أبدا، لن ينسى ابدا،، الموقف الإنساني الكبير للصين".
ويمتلك العراق قبل انتشار فيروس كورونا ، مختبر واحد هو مختبر الصحة العامة المركزي في بغداد، يقوم باجراء الفحوصات للحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا ولا تتجاوز قدرته على 400 فحص يوميا، لكن بعد المختبر الذي أنشاته الصين أصبح بامكان العراق إجراء أكثر من 1500 فحص في اليوم.
من جانبه وصف رئيس جمعية الهلال الأحمر العراقية ياسين أحمد عباس المساعدات الصينية للعراق بأنها حيوية ومهمة جدا، لأن العراق كان في لحظة حرجة وبأمس الحاجة للحصول على هذه المساعدات وتواجد الخبراء لدعم نظامه الصحي.
وقال عباس لـ (شينخوا) " إن مختبر الفحص البيولوجي الجزيئي، الذي أنشأه الخبراء الصينيون ضروري للغاية وفي الوقت المحدد ، وقد حققنا زيادة في عدد الاختبارات بشكل كبير بعد وصول هذا المختبر وتركيبه في العراق".
وأوضح أنه أجرى مناقشات مع فريق الخبراء بشأن الحاجة إلى مزيد من مجموعات الاختبار والفحص"، مشددا على أن عمليات الفحص هي واحدة من الطرق الرئيسية لمنع تفشي الفيروس.
وخلص إلى القول "إن المساعدات الصينية ، هي تفسير حقيقي للصداقة،، عندما تقف معي في الأزمات وهذا دليل على الصداقة الكبيرة بين الشعبين الصيني والعراقي، شكرا للصين على جهودها الكبيرة في مساندتنا".
يذكر أن النظام الصحي في العراق يعاني من الكثير من النقص في البنى التحتية والأجهزة والمعدات الطبية بسبب الحروب التي خاضها هذا البلد الشرق أوسطي.
إلى ذلك قال فريد عبدالقادر مدير مكتب الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر في العراق لـ (شينخوا) "أعتقد أن العراق محظوظ للغاية لتلقي المساعدات من الصليب الأحمر الصيني، خاصة وأن الصين لديها خبرة كبيرة وناجحة في التصدي لمكافحة فيروس كورونا المستجد".
وأضاف عبدالقادر " أن المساعدات الصينية ساعدت الشعب العراقي كثيرا وخاصة معدات الحماية والأجهزة التقنية، والخبرة التي تم تلقيها، ونحن نتعلم من الصينيين الذين حققوا بالفعل نجاحا في مجابهة فيروس كورونا المستجد".
وخلص إلى القول "إن الشيء الأكثر أهمية هو أن لديك شخصا جاء لمساعدتك ووقف إلى جانبك في هذا الوقت العصيب، لذا فإن التبرع الصيني الضخم بعث رسالة قوية جدا من الشعب الصيني إلى الشعب العراقي ".
وحسب أخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة العراقية يوم الجمعة فقد بلغ عدد الاصابات المؤكدة بفيروس كورونا في عموم البلاد 1279 إصابة فيما بلغ عدد الوفيات 70 وفاة، وبلغ عدد حالات الشفاء 550 حالة.