شي يلتقي ضيوفا مشاركين في منتدى الينابيع الإمبراطورية الدولي ويدعو إلى دعم التعددية
قال الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الثلاثاء إنه يتعين على جميع الدول تحمل مسؤوليتها الخاصة، وإجراء حوار بنّاء والسعي إلى التوصل إلى أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات جانبا ودعم التعددية، من أجل بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وأدلى شي بهذه التصريحات خلال اجتماعه في بكين مع المندوبين الأجانب الذين جاءوا إلى الصين لحضور منتدى الينابيع الإمبراطورية (إمبريال سبرينجز) الدولي الذي عقد في قوانغتشو، حاضرة مقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين يومي 1-2 ديسمبر الجاري.
وقال شي إن النظام الدولي يقف الآن على مفترق طرق حاسم، حيث يواجه العالم الاختيار بين التعددية أو الأحادية.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن النظام الدولي الحالي ليس مثاليا، إلا أنه يمكن الحفاظ عليه بعناية من خلال الإصلاحات والتحسينات، بدلا من إلغائه أو بدئه من جديد.
وقال الرئيس الصيني إنه في الوقت الذي يشهد فيه العالم تغييرات عميقة نادرا ما شهدها خلال قرن، فإن العلاقات بين الصين وبقية العالم تشهد أيضا تغييرات تاريخية.
وأوضح أنه "باعتبارها دولة كبيرة يبلغ عدد سكانها نحو 1.4 مليار نسمة، يمكن للصين أن تقدم أكبر مساهمة للمجتمع البشري من خلال إدارة شؤونها الخاصة بشكل جيد. إننا أيضا على استعداد لتحمل التزاماتنا ومسؤولياتنا الدولية الواجبة."
وأطلع شي المندوبين الأجانب على حوكمة الدولة الصينية وآرائه حول الوضع الدولي الراهن.
وقال إن التمسك بطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية هو السبب الأساسي الذي جعل جمهورية الصين الشعبية تحقق تنمية واستقرارا مستمرين خلال الـ70 سنة الماضية.
وأضاف شي "سنواصل بثبات السير على الطريق الذي اخترناه"، مؤكدا التزام بلاده بالإصلاح والانفتاح، ومعبرا في الوقت نفسه عن ثقته الكاملة في مستقبل الصين.
وأشار إلى أن الصين لطالما أكدت على حق سكان مختلف البلدان في اختيار مسار التنمية الذي يناسب ظروفهم الوطنية. وأشار إلى أنه لا يمكن لبلد أو أمة تحقيق تنميتها وازدهارها من خلال تقليد الآخرين، ولا يوجد طريق معين يمكن أن يوجه جميع البلدان والأمم نحو الازدهار.
وأكد شي أن الصين مصممة على أن تثبت بممارستها الخاصة أن الأمة القوية ليست بالضرورة تسعى للهيمنة، وهذا ما يقرره، أولا وقبل كل شيء، التقليد التاريخي والثقافي للصين الذي يمتد على مدى 5 آلاف عام، والذي يدعو إلى المثل الأعلى المتمثل في "السعي وراء قضية عادلة من أجل الصالح العام"، بدلا من عقلية اللعبة الصفرية.
وقال إن الصين ملتزمة بالحفاظ على المساواة والمنفعة المتبادلة في العلاقات الدولية، وزيادة التفاهم المتبادل وتنفيذ التعاون متبادل المنفعة مع جميع البلدان من أجل بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وأشاد المندوبون الأجانب، بمن فيهم رئيسة لاتفيا الأسبق فيرا فيكي فريبيرغا، والرئيس التنزاني الأسبق بنيامين ويليام مكابا، ورئيس الوزراء الياباني الأسبق يوكيو هاتوياما، بمساهمة الصين المهمة في حماية السلام العالمي وتعزيز التنمية المستدامة.
وأعربوا عن أملهم في أن تواصل الصين لعب دور قيادي رئيسي في مواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك تغير المناخ.
وأخبروا شي بأن العالم بحاجة إلى دعم التعددية، وتحسين الحوكمة العالمية، وبناء نظام دولي أكثر عدلا وإنصافا وتنوعا.
كما تعهد المندوبون الأجانب بالعمل مع الصين لدعم التعددية، وبناء الحزام والطريق بشكل مشترك وكذلك بناء نوع جديد من العلاقات الدولية التي تتميز بالاحترام المتبادل والتعاون المربح للجميع.