مقابلة خاصة: وزير مصري سابق: نجاح الصين في مواجهة الفقر "معجزة حقيقية"

التاريخ: 2019-11-26 المصدر: شبكة شينخوا
fontLarger fontSmaller

اعتبر الدكتور زياد بهاء الدين وزير التعاون الدولي الأسبق في مصر، أن نجاح الصين في مواجهة الفقر "معجزة حقيقية".

وزار بهاء الدين، الصين لمدة خمسة أسابيع متواصلة خلال شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين، لتقديم دورة عن القانون الاقتصادي في المنطقة العربية لطلبة معهد الدراسات القانونية الدولية التابع لجامعة بكين في مدينة شنزن، في تجربة وصفها بأنها "عظيمة جدا".

وقال بهاء الدين، في مقابلة مع وكالة أنباء (شينخوا)، "لقد كانت هذه أول زيارة لي إلى الصين منذ 32 عاما، حيث سبق أن زرتها عندما كنت طالبا في الجامعة في عام 1987، وقمت خلال زيارتي الأخيرة بأكثر من رحلة داخل الصين".

ورد على سؤال حول التغيير الذي لمسه في الصين خلال زيارته الأخيرة مقارنة بالأولى، بالتأكيد على أن "الأمر يتجاوز التغيير، فما فعلته الصين شئ مذهل بكل المعايير، لدرجة تجعل الشخص كأنه يقارن بين بلدين مختلفين.. الفرق مذهل بالنسبة لي".

وأضاف أن شنزن على سبيل المثال تحولت من قرية صغيرة في عام 1987 إلى مدينة يسكنها أكثر من 15 مليون شخص حاليا، وثالث أكبر مدينة فى الصين اقتصاديا، حيث تجاوز اقتصادها هونغ كونغ ودولة سنغافورة، كما أن بورصة شنزن أصبحت ثامن بورصة فى الحجم عالميا.

وتابع أن شنزن أكبر تعبير عن الصين والتغير الذى حصل بها، حيث تحولت من قرية صغيرة إلى أنجح منطقة اقتصادية في الصين ومركز لصناعة السيارات والتكنولوجيا وكل الأجهزة الحديثة، لتصبح رمزا للتجربة الصينية ونجاحها الاقتصادي.

وأردف بهاء الدين، أن "الناس عندما تذهب إلى الصين تنبهر وتندهش بأشياء كثيرة، فقد ذهبت إلى بكين لثلاثة أيام أثناء التدريس واعتقد أنها أصبحت مختلفة تماما.. هناك تحولات مدهشة فى التكنولوجيا والمعمار والبناء والنظافة والقطارات".

واستدرك " لكن الأمر الذى اعتبرته يعبر عن معجزة حقيقية هو نجاح الصين في النزول بمعدل السكان تحت خط الفقر من 88% في عام 1980 إلى 2.5% فى العام الحالي، ما يعني أن 850 مليون شخص خرجوا من تحت خط الفقر إلى الطبقة الوسطى".

وزاد أنه "في العام القادم لن يكون هناك فقر فى الصين.. ويوجد أكثر من عامل ساهم فى هذا النجاح المذهل، أهمها هو أن السياسة الاقتصادية مستمرة ولا تتغير"، وهو ما أدى إلى تحقيق معدلات نمو مرتفعة بشكل متواصل، وبالتالي تحقيق طفرة هائلة.

ومن بين العوامل أيضا "الاستثمار فى تطوير البشر ورفع قدراتهم المهنية والإنتاجية، إذ أنه من أهم المؤشرات الاقتصادية فى التجربة الصينية هو معدل زيادة إنتاجية الفرد، حيث ذكرت إحدى الدراسات أن 40% من النمو الصيني خلال الـ 35 عاما الماضية ناتج عن عنصر زيادة الإنتاجية فقط، وهذا رقم مذهل"، وفقا للوزير المصري الأسبق.

ورأى أن "التجربة الصينية (في القضاء على الفقر) تقترب من المعجزات، فلا يوجد أي دولة فعلت هذا.. والنجاح الصيني في هذا الأمر لم ينقذ شعب الصين فقط وإنما أنقذ العالم أيضا".

وأشار إلى أنه " من الواضح أن طريقة الحكم الصيني أحد أسباب تحقيق هذا النوع من النمو الاقتصادي والنهضة الاجتماعية غير المسبوقة فى أي تجربة إنسانية".

وقال بهاء الدين، إن " أبرز ما يميز التجربة الصينية أنها طرحت نفسها ليس مجرد دولة ناجحة لكن نموذج مختلف، وهذا فرق كبير".

واعتبر أن قيام الصين بتنظيم معرض للواردات في شانغهاي "أمر به ذكاء وحنكة قوية، لأن المسألة تتعلق بفكرة التجارة الحرة، فالصين تؤمن بأن التجارة الحرة طريق ذي اتجاهين، تصدير واستيراد، بينما أمريكا تشن حروب تجارية وتفرض تعريفات جمركية".

وعن مبادرة "الحزام والطريق"، قال وزير التعاون الدولي المصري الأسبق إنها "مبادرة اقتصادية مهمة جدا.. هى ليست مجرد مبادرة لكن نقلة تعبر عن الصين الجديدة".

وأضاف أن " المبادرة بالطبع تنموية ومهمة للعالم والصين معا.. ومن شأنها أن تحسن التجارة الدولية دون شك، والعالم أجمع سيستفيد منها بقدر".

ورأى أن "هناك تقدما فى تنفيذ المبادرة، فهي مشروع طموح جدا"، مشيرا إلى أن البنك الدولي قدر حجم الاستثمارات التي سيتم ضخها من كل الأطراف في إطار المبادرة وحتى انتهائها بالكامل بـ 500 تريليون دولار، كما ستؤدى إلى زيادة نمو التجارة الدولية بحوالي 3%.

وأكد أن " مصر من الممكن أن تستفيد أكثر من هذه المبادرة.. فالصين تنفذ عدة مشروعات في مصر.. وهذا أمر جيد، لكن أرى أننا نحتاج إلى تفاعل أعمق بكثير".

وأشار إلى أن "العلاقات السياسية بين القاهرة وبكين فى ذروتها حاليا، وهذا أمر عظيم.. وهذه العلاقات ترجمت إلى تعاون اقتصادي رسمي بين الطرفين، واعتقد أنه من مصلحة الجانبين أن يتم التعاون من خلال قنوات أخرى أيضا".

ولفت إلى أن هناك حاجة لفتح التعاون أكثر في مجالات مثل السياحة والتعليم والبحث العلمي والقطاع الخاص.

تحرير: تشي هونغ