مقالة خاصة: جولة شي الخارجية تعزز العلاقات الصينية-اليونانية وتدعم التعاون في إطار بريكس
قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الجمعة إن جولة الرئيس الصيني شي جين بينغ الخارجية التي أجراها حديثا عملت على دعم الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين واليونان، وعززت التعاون في إطار بريكس في مختلف المجالات.
وخلال الفترة من الأحد إلى الخميس، أجرى شي زيارة دولة إلى اليونان تلبية لدعوة الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس، وشارك في قمة بريكس الـ11 التي عقدت في العاصمة البرازيلية برازيليا. ومجموعة بريكس كتلة من الأسواق الناشئة تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
وأضاف وانغ أنه في مواجهة تغيرات عميقة لم يشهدها العالم في قرن كامل، أظهرت تلك الجولة من جديد دور الصين المسؤول بصفتها دولة كبيرة في العالم، وأبرزت التزامها بالعمل مع شركائها في بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
تعزيز الشراكة الصينية-اليونانية
قال وانغ إنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين واليابان قبل 47 عاما، يقوم دائما بين الصين واليونان احترام وفهم متبادلان، ويدعم كل بلد الآخر في مصالحه الأساسية.
وأشار وانغ إلى أن مشروع ميناء بيرايوس نموذج للتعاون الدولي في إطار مبادرة الحزام والطريق، مستشهدا بما أوضحه شي من أن نتائج التعاون ستستمر في تحقيق مكاسب لشعبي البلدين وللمنطقة بأسرها، وأن مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحتها الصين، ليست شعارا أجوف أو قصة من الخيال، وإنما هي تجربة ناجحة وحقيقة متألقة في وجودها الواضح.
ولفت وانغ إلى أن زيارة الرئيس شي إلى اليونان مثلت أيضا لحظة متألقة من التفاعل بين الحضارتين الشرقية والغربية، وأظهرت جمال التعايش المتناغم بين حضارتين عظيمتين عتيقتين، وساعدت في تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارتين المختلفتين.
وأشار وانغ إلى قبول اليونان، عضو هام بالاتحاد الأوروبي، في أبريل كعضو كامل في آلية التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا.
ونوه وانغ إلى أن شي أعرب، خلال زيارته، عن رفضه تلك الاتهامات الملفقة بهدف دق إسفين بين الصين وأوروبا، مؤكدا من جديد دعم حكومة الصين القوي لأوروبا موحدة ومستقرة ورغيدة وقوية.
وأضاف وانغ أن قادة اليونان اتفقوا على أن آلية التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا تساعد في تحقيق ارتباط أوثق بين الصين وأوروبا بأسرها، وتعهدوا باستعداد بلادهم لتعزيز العلاقات بين أوروبا والصين.
تخطيط التعاون في إطار بريكس
وقال وانغ إن قمة بريكس في برازيليا تزامنت مع حدوث تطورات حاسمة في الاقتصاد العالمي والمشهد الدولي.
وحث الرئيس الصيني على تنسيق الجهود من أجل تكثيف التواصل والتنسيق الاستراتيجيين، ومواجهة مختلف المخاطر والتحديات، وحماية مصالح السيادة والأمن والتنمية الخاصة بكل بلد من بلدان بريكس، حسبما ذكر وانغ.
ونوه وانغ إلى أن إعلان برازيليا يؤكد من جديد التزام بلدان بريكس بالتمسك بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتدعيم التعددية والسعي نحو تحقيق التسوية السياسية للقضايا الساخنة، مضيفا أن الإعلان بث نوعا من الاستقرار في الوضع الدولي الحالي غير المستقر.
وأشار وانغ إلى أن شي حث أعضاء بريكس، في الوقت نفسه، على انتهاز الفرص التي تنتج عن الإصلاح والابتكار، وعلى تعميق شراكة بريكس بشأن الثورة الصناعية الجديدة، والنضال من أجل مزيد من التعاون البناء في مجالات تشمل الاقتصاد الرقمي والارتباطية.
ولفت وانغ أيضا إلى دعوة شي بلدان بريكس إلى استغلال آلية تعاون "بريكس بلس" منصة لدعم الحوار مع بلدان وحضارات أخرى والفوز بالمزيد من الأصدقاء والشركاء لبريكس.
وأوضح وانغ أيضا أن تلك هي المرة الأولى التي يضع فيها قادة بلدان بريكس توسيع عضوية بنك التنمية الجديد على جدول أعمال الكتلة، مشيرا إلى أن آلية تعاون "بريكس بلس" حققت تقدما هاما في مجالات رئيسية.
تقاسم فرص التنمية
وسط تطورات حاسمة يمر بها الاقتصاد العالمي والمشهد الدولي، تشارك شي مع العالم تجربة الصين الناجحة وقدم حلولا صينية تلبي تطلعات المجتمع الدولي وتتوافق مع المصالح المشتركة لجميع الأطراف، وفقا لوانغ.
وأشار وانغ إلى تأكيد شي على أن جوهر التعددية يكمن في وجوب تناول الشؤون الدولية عبر الحوار المكثف وليس عبر انفراد دولة واحدة أو مجموعة قليلة من الدول باتخاذ القرار في تلك الشؤون، مضيفا أن إيضاحات شي بشأن التعددية لها أهمية خاصة في الظروف الدولية الراهنة.
ولفت وانغ إلى أن جولة شي أكدت من جديد استعداد الصين لتقاسم فرص التنمية مع العالم، مذكرا بتعهد شي بأن الصين ستواصل اتباع منهج مستدام ورفيع المستوى وموجه إلى الشعب، من أجل تعزيز التعاون عالي الجودة مع البلدان الشريكة في الحزام والطريق.
في السياق نفسه، فإن تعهد الصين ببناء مجتمع مصير مشترك بمنطقة آسيا-الباسيفيك، يتسم بالانفتاح والشمول والنمو المدفوع بالابتكار والارتباطية الأقوى والتعاون متبادل النفع، أثرى الرؤية الخاصة ببناء مجتمع مصير مشترك للبشرية ووسع نطاقها، بحسب وانغ.
وأشار وانغ إلى أن شي، خلال عام 2019، أجرى سبع زيارات خارجية واستضاف أربعة أحداث دبلوماسية كبيرة في الصين، لافتا إلى أن تلك الأنشطة عرضت على نحو كامل الإنجازات العظيمة التي حققها الشعب الصيني منذ إقامة جمهورية الصين الشعبية قبل 70 عاما، ومسيرة دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية.
وباستشراف المستقبل، وفي ظل قيادة شي، فإن الدبلوماسية الصينية في العصر الجديد ستقود بشكل مؤكد نحو تحقيق مستقبل أكثر روعة.