(وسائط متعددة) مقابلة خاصة: خبير مصري: المعرض الدولي للواردات فرصة للشركات المصرية للمنافسة في السوق الصيني الضخم
أكد أحمد سلام المستشار الإعلامي السابق بالسفارة المصرية ببكين وخبير الشئون الصينية، أن معرض الصين الدولي للواردات يعتبر فرصة كبيرة أمام الشركات المصرية للدخول والمنافسة في السوق الصيني الضخم.
وقال سلام في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن هناك " ثمة إقرار من جانب الأوساط والفعاليات الاقتصادية والتجارية الصينية بأهمية مشاركة مصر في الدورة الثانية للمعرض والاستفادة من الفرص الهائلة التي تتميز بها الأسواق الاستهلاكية بالصين".
وأوضح أن مشاركة 23 من كبريات الشركات المصرية في الدورة الثانية لمعرض الصين الدولي للواردات من شأنه أن يعزز ويزيد من معدلات الصادرات المصرية للصين، خاصة مع توجه الصين إلى زيادة وارداتها إلى 10 تريليونات دولار خلال السنوات الخمس القادمة، وضرورة استفادة مصر من هذا التوجه فى تخفيض العجز في الميزان التجاري بين مصر والصين والذى يميل بشدة لصالح الجانب الصيني.
ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 13.8 مليار دولار العام الماضي، من بينها 12 مليار دولار صادرات صينية لمصر، و1.8 مليار دولار صادرات مصرية للصين.
وأضاف سلام أن مصر لديها فرصة كبيرة للدخول والمنافسة في السوق الصينى والاستفادة من مشروع تطوير محور قناة السويس وتكلفة الشحن المنخفضة للمنتجات المصرية مقارنةً بالمنتجات الأوروبية المنافسة.
وأشار إلى أن المعرض يتميز بأنه يتضمن العشرات من الفعاليات، منها عقد لقاءات ثنائية ومنتديات استثمارية تتيح لمصر نافذة لعرض أوجه تنميتها وإنجازاتها الاقتصادية وما لديها من فرص استثمارية وما اتخذته من إجراءات لتحسين مناخ الأعمال والاستثمار.
وأشاد الخبير المصري بتوفر الإرادة والرغبة الصينية لفتح أسواقها أمام الصادرات المصرية، مشيرا إلى ارتفاع صادرات مصر من الموالح، خاصة البرتقال، إلى الصين خلال الفترة من يناير إلى أغسطس 2019 لتبلغ 134 مليون دولار، بزيادة 65.8 بالمائة مقارنة بعام 2018.
وتتمثل أهم بنود الصادرات المصرية للصين في: الرخام، البولي إثيلين، الكيماويات، الكتان نصف المغزول، البلاستيك، النشادر المائي، النحاس، الجلود الخام، وحاصلات زراعية مثل البرتقال وعنب المائدة وعلف البنجر والفراولة المجمدة، وذلك المكتب التجاري المصري ببكين.
ونوه سلام إلى أن هناك العديد من الأصناف والمنتجات المصرية التي يمكن للمواطن الصيني شراؤها من المواقع الإلكترونية التجارية بالصين، ومنها على سبيل المثال العسل الأسود والفول والجبن والبرتقال الطازج والجاف والعصائر والملابس القطنية وغيرها الكثير من المنتجات المصرية لشركات مصرية ذات شهرة.
وكشف عن أنه مازال أمام المصدر المصري الكثير من المجالات والفرص السانحة، للتصدير إلى السوق الصيني ومنها الجمبري المجمد، جراد البحر ، الكركديه، العنب، الفراولة المجمدة، الثوم الطازج، الجلود، الأقطان والغزول القطنية، السجاد، مركزات عصائر الفاكهة ومسحوق الفلفل الأحمر، معتبرا ذلك على سبيل المثال وليس الحصر.
وشدد على أهمية أن تستفيد مصر من نجاح تجربة الصين فى مجال تنمية الصادرات ودراسة العديد من أسباب نجاح التجربة الصينية وأهمها عدم اكتفاء الصين بإصلاح البيئة العامة للتجارة الخارجية من سعر صرف وضرائب وإصلاح جمركي، والاستفادة من استثمار الإعلام الاقتصادي والتنموي في الترويج والجودة والتوعية للمواطن الصيني.
وأشار في هذا الصدد إلى أن الصين اتبعت سياسة جديدة وهي سياسة الاستهداف لضمان فاعلية الحوافز المقدمة وسهولة التنفيذ من خلال إنشاء مناطق جغرافية جديدة سواء عن طريق اقامة المناطق الخاصة ذات إدارة اقتصادية مستقلة فى مجالات العمل والاستثمار، التسعير والضرائب، حرية التعامل مع الاستثمار الأجنبي، موانئ التجارة الدولية، أو مناطق التجارة الحرة التي تهدف إلى زيادة درجة الانفتاح على العالم الخارجي وجذب الاستثمارات الأجنبية.
وشدد سلام على أن الطفرة الهائلة التي حققتها الصين في مجال تنمية الصادرات والتي تعكسها أرقام الصادرات الصينية إلى العالم الخارجي، لم تأت من فراغ، وإنما كانت نتيجة أسس وسياسات اقتصادية مرسومة ومطبقة بدقة على أرض الواقع.