شي ومودي يبحثان تعزيز التعلم المتبادل بين الصين والهند لتحقيق الرخاء المشترك
اتفق الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، هنا يوم الجمعة، على تعزيز التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارتين الصينية والهندية، في سبيل تحقيق تنمية ورخاء البلدين.
وكان شي ومودي عقدا اجتماعهما غير الرسمي الثاني بمدينة تشيناي جنوبي الهند، بعد الاجتماع الأول بمدينة ووهان بوسط الصين في أبريل من العام الماضي.
وخلال رحلة شي من الفندق إلى مهاباليبورام بولاية تاميل نادو الهندية، اصطف الناس من كافة فئات الشعب، وبينهم شباب الطلبة، في الشوارع وهم يلوحون بالعلمين الوطنيين الصيني والهندي، حيث ارتدى شباب الهند من الجنسين الأزياء الهندية التقليدية وأخذوا يرقصون ويغنون ترحيبا بزيارة الرئيس الصيني.
وأبدى مودي ترحيبه الشديد بالرئيس شي لدى استقباله عند مدخل مهاباليبورام.
واستحضر شي خلال حديثه مع مودي اجتماعهما الناجح الذي عقد في ووهان العام الماضي، والذي أسفر عن بلوغ العلاقات الصينية - الهندية مرحلة جديدة، موضحا أنه يشعر بالسعادة إزاء قدومه إلى ولاية تاميل نادو جنوبي الهند ليعرف المزيد عن البلاد.
وصحب مودي شي في جولة بالمجموعة الأثرية في مهاباليبورام، التي يعود تاريخ بنائها إلى القرنين السابع والثامن من الميلاد،. وأجرى الزعيمان خلال الجولة حوارا مطولا حول الحوار والتعلم المتبادل بين الحضارات.
وقال شي إن تاميل نادو، التي كانت مركز نقل بحري للبضائع على طريق الحرير القديم، تتمتع بتاريخ طويل من التبادلات مع الصين والعلاقات الوثيقة مع الصين في مجال التجارة البحرية منذ العصور القديمة.
وأضاف شي أنه بفضل امتداد الحضارتين الصينية والهندية لآلاف السنين، فإن الصين والهند واصلتا التبادلات والتعلم المشترك حتى يومنا هذا.
وأوضح أن جيل الأجداد في البلدين تغلب على مختلف العقبات في سبيل إجراء تبادلات واسعة وتعزيز تنمية الآداب والفنون والفلسفة والدين، بما أفاد الجانبين بشكل كبير.
وأشار شي إلى أن التبادلات الشعبية والثقافية بين الصين والهند تحتوي إمكانات كبيرة، داعيا البلدين إلى انتهاز فرصة حلول الذكرى السبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين العام المقبل، في إجراء تبادلات شعبية وثقافية أكثر عمقا وأوسع نطاقا.
وحث شي البلدين على الاشتراك في دفع الحوار والتبادلات بين مختلف الحضارات، من أجل ضخ المزيد من القوة الدافعة الدائمة في تنمية العلاقات الثنائية ومواصلة خلق مجد جديد للحضارات الآسيوية.
وأخبر مودي شي أن مجموعة آثار مهاباليبورام تعد مثالا بارزا على الإرث الثقافي والمعماري الهندي، وأنها شهدت التبادلات الحضارية والروابط التاريخية بين الصين والهند على مدى أكثر من عشرة قرون.
وأوضح مودي أنه بعد التطور الذي حققته الهند والصين على مدى آلاف السنين، أصبحت كل منهما اقتصادا صاعدا هاما، مشددا على أن تعزيز التبادلات والتعاون يمثل أهمية كبيرة للبلدين فضلا عن مساهمته في دعم التقدم والرخاء على مستوى العالم.
وأشار إلى أن الحكمة من حضارتي البلدين العريقتين والعميقتين في جذور التاريخ، توفر إلهاما للتغلب على مختلف التحديات التي تواجه عالم اليوم.
وشاهد شي، برفقة مودي، رقصات هندية كلاسيكية تمثل الحضارة الهندية القديمة.
وفي معبد الساحل على شاطئ المحيط الهندي، تحدث شي ومودي عن التنمية الداخلية في الصين والهند وتبادلا الخبرات في مجال حوكمة الدولة.
واتفق الزعيمان على أنه يتوجب على الصين والهند التعلم من بعضهما البعض حتى يتعاونا معا في تحقيق التنمية والرخاء المشتركين، وفي تجديد شباب حضارتي البلدين.