مقالة خاصة: معرض الصين التجاري في القاهرة يجمع رجال الأعمال الصينيين والمصريين نحو شراكات مثمرة
تزينت جوانب السلم المؤدي إلى مبنى أنيق مستدير داخل مركز القاهرة الدولي للمؤتمرات في العاصمة المصرية القاهرة بلافتات حمراء على الجانبين تحمل اسم "المعرض التجاري الصيني"، الذي انطلقت نسخته السادسة يوم السبت الماضي، وتستمر فعالياته لمدة ثلاثة أيام.
ويقام المعرض على مساحة تبلغ حوالي 10 آلاف متر مربع، حيث يقدم في أكثر من 400 منصة للعرض منتجات ما لا يقل عن 195 مصنعا صينيا لرجال الأعمال المصريين، ليختصر المسافة من أجل تكوين شراكات مثمرة فيما بين الجانبين.
ويأتي العارضون من 11 مقاطعة صينية، ويعرضون مجموعة متنوعة من المنتجات منها الأجهزة المنزلية والإلكترونيات والأثاث والمنسوجات والمصابيح والمنتجات الجلدية وأدوات وتقنيات تنسيق الحدائق والآلات الصناعية ومواد البناء والعديد من المنتجات الثقيلة والخفيفة الأخرى.
وافتتح المعرض سفير الصين لدى مصر لياو لي تشيانغ، يرافقه شخصيات صينية ومصرية من بينهم ممثلون عن مقاطعتي تشجيانغ وجيانغشي الصينيتين وممثلون عن غرفة تجارة القاهرة ومركز التجارة الصيني المصري.
وأشاد السفير لياو، بالعلاقات الصينية - المصرية المتنامية في إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية، التي تسعى إلى إقامة شراكات مربحة بين الدول المشاركة، مشيرا إلى أن الصين أكبر شريك تجاري لمصر وأكبر مصدر لها على مدار السبع السنوات الماضية.
وقال لياو، خلال حفل الافتتاح "إن سفارة الصين في القاهرة تقدم الدعم الكامل للشركات الصينية لإيجاد فرص تعاون مع الجانب المصري، الذي يبذل أيضا جهودا مستمرة لتحسين بيئة الاستثمار أمام المستثمرين الصينيين".
وأضاف أنه "حتى عام 2018، بلغ إجمالي الاستثمارات الصينية في مصر أكثر من 7 مليارات دولار أمريكي، ووفرت حوالي 30 ألف فرصة عمل مباشرة للمصريين"، مشيرا إلى أن التبادل التجاري بين الصين ومصر بلغ 13.87 مليار دولار في عام 2018، بزيادة سنوية قدرها 27.06 بالمائة.
كما تدعم غرفة تجارة القاهرة، معرض الصين التجاري في مصر وتساهم في زيادة شعبيته المتنامية في البلد العربي الأكثر سكانا.
وقال الأمين العام والرئيس التنفيذي لغرفة تجارة القاهرة خالد مصطفى، إن "المعرض يجلب الصين إلى المستوردين المصريين هنا ويقصر المسافة بينهما".
وتابع مصطفى، في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، أنه "كما ترون، فإن العديد من رجال الأعمال يسجلون الآن لدخول المعرض الذي ازدادت شعبيته في مصر، ونأمل أن تفكر كل هذه الشركات الصينية الرائدة في الاستثمار في مصر، حيث اعتقد أنها يمكن أن تعمل بنجاح هنا في وضع مربح للجانبين".
ومع بداية اليوم الأول للمعرض، تم توقيع عقد بين رجل أعمال مصري وشركة صينية تعمل في مجال هندسة نافورات الحدائق، كإحدى الثمار المبكرة للمعرض.
وأعرب وو وى رئيس شركة ريدبود (Redbud) الصينية، ومقرها مدينة هانغتشو بمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، عن سعادته بالعقد الذي وقعه مع شريكه المصري، واصفا مصر بأنها "صديق حميم للصين".
وقال رئيس الشركة الصينية لـ ((شينخوا))، عقب توقيع العقد "إن هذه هي المرة الأولى التي ننضم فيها إلى هذا المعرض في مصر، لكننا نقوم بمشروعات مع شركاء مصريين في مصر منذ أكثر من 10 سنوات".
وأضاف "لدينا العديد من المنتجات عالية الجودة في الصين، ونود أن نأتي بها إلى مصر لتضيف إلى تطور السوق المصرية".
كما أوضح شريكه المصري أشرف منصور، رئيس مجلس إدارة شركة مانتيك (Mantech)، أن جزءا من أعمال شركته هو النافورات الراقصة أو ما تسمى بالنافورات الموسيقية ومعدات مدن الملاهي الترفيهية، لذلك فإنه اتفق مع شركة ريدبود الصينية على شراء التكنولوجيا اللازمة لإنشاء مصنع لإنتاج هذه الأدوات في مصر.
وقال رجل الأعمال المصري، "سنعمل معا على إنشاء أكبر مصنع في الشرق الأوسط لعناصر النافورات الموسيقية ومدن الملاهي الترفيهية هنا في مصر، من خلال الجمع بين التكنولوجيا المتقدمة في الصين وخبرتنا بهدف إنتاج منتجات منافسة يمكن تصديرها للخارج".
وتعد مصر واحدة من المحطات الرئيسية لمعرض الصين التجاري في إفريقيا، ويقام المعرض التجاري العملاق سنويا في حوالي 12 دولة حول العالم إلى جانب مصر، هي نيجيريا وجنوب إفريقيا وكينيا والإمارات والأردن وتركيا وإيران والهند والبرازيل والمكسيك وبولندا وكازاخستان.
ونظمت شركة مي أورينت (Meorient) الصينية للمعارض الدولية هذا الحدث التجاري الكبير في جميع إصداراته الستة بمصر.
وقال بان جيان جون رئيس الشركة، إن المعرض التجاري الصيني في مصر مهم للغاية في ضوء مبادرة الحزام والطريق الصينية، حيث أنه يوفر منصة رئيسية للتبادل التجاري بين الجانبين الصيني والمصري.
وأردف بان لـ ((شينخوا))، "يسعى المعرض إلى تحقيق هدفين، هما التواصل مع المستوردين المصريين، واستكشاف فرص الاستثمار الصينية في مصر، لذلك سنعقد ندوات في هذا الغرض، وحضر معنا وفد من المستثمرين الصينيين لزيارة المناطق الصناعية في مصر، بما في ذلك منطقة تيدا الاقتصادية الصينية بمحافظة السويس".