مقالة خاصة: تركيا تطلق مبادرة آسيا الجديدة لتقترب أكثر من الدول الآسيوية
أطلقت تركيا، وهي دولة عضو في الناتو وتربطها علاقات تقليدية طويلة الأمد مع الغرب، أطلقت في الأسبوع الماضي مبادرة آسيا الجديدة التي تهدف إلى تعزيز علاقاتها ككل مع آسيا، بالنظر إلى هذا الجزء الحيوي من النهوض الاقتصادي في العالم.
فقد أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن المبادرة الجديدة رسميا في الخامس من أغسطس الجاري خلال مؤتمر سنوي للسفراء الأتراك.
وتهدف المبادرة إلى تحسين العلاقات مع الدول الآسيوية في مجالات مختلفة تشمل التعاون في التعليم، وصناعة الدفاع، والاستثمار، والتجارة، والتكنولوجيا، والثقافة، والحوار السياسي.
وقال جاويش أوغلو "نرى أن قوة الاقتصاد تتجه من الغرب إلى الشرق وأن آسيا بدأت في البزوغ كمركز قوة".
وأكد جاويش أوغلو أنه من أجل تهدئة العقول القلقة في العواصم الغربية، فإن تركيا لا تدير ظهرها لأوروبا بمبادرة آسيا الجديدة.
وأشار إلى أن تركيا تربط بين آسيا وأوروبا وتعد جسرا بين الشرق والغرب بفضل موقعها الجغرافي، ودورها، وأنشطتها الاقتصادية.
وتأتي هذه الخطوة على خلفية العلاقات المتوترة مع الولايات المتحدة بشأن شراء أنقرة لمنظومة الدفاع الصاروخي الروسية "أس-400" ومع الاتحاد الأوروبي بسبب أنشطة التنقيب الهيدروكربوني قبالة قبرص شرقي البحر الأبيض المتوسط.
وأشاد الخبراء بالخطوة الجديدة التي من شأنها تعزيز مكانة أنقرة عالميا، داعين الحكومة إلى تحقيقها من خلال اتخاذ خطوات فورية والقيام بتنسيق فعال داخل الجهات والمؤسسات الحكومية ذات الصلة.
وقال التاي أتلي، الخبير في شؤون منطقة آسيا والمحيط الهادئ والأكاديمي بجامعة كوج في إسطنبول، إن "تركيا لا تكتشف آسيا جديدة. فقد قمنا بتحسين العلاقات على أساس كل حالة على حدة مع العديد من البلدان المهمة...ولكن في هذه المرة، تعد هذه خطوة طال انتظارها، ستتحول في الوقت المناسب إلى استراتيجية حقيقية".
ولفت إلى أن "اقتصاد تركيا صار مندمجا في الغالب مع الغرب...ولكن اليوم، تبحث البلاد عن التنوع في شراكاتها الاقتصادية"، في ضوء الأهمية المتزايد لآسيا، خاصة في مجال الاقتصاد.
وتظهر بيانات 2019 الصادرة عن صندوق النقد الدولي أن آسيا، حيث يعيش 60 في المائة من سكان العالم، هي المنطقة الاقتصادية الأسرع نموا في العالم.
وشرح دبلوماسي تركي بارز المبادرة لوكالة أنباء ((شينخوا))، شريطة عدم ذكر اسمه، قائلا إنها تتكون من عدة ركائز تعمل على توسيع التجارة، وتحسين العلاقات بين الدول، وتنمية التفاعل بين المجتمعات.
وأكد قائلا "نحن بحاجة إلى تحويل هذه المبادرة إلى رؤية استراتيجية حقيقية لتحسين علاقاتنا في جميع المجالات مع البلدان الآسيوية التي لديها الكثير لتقدمه لتركيا".
وذكر الدبلوماسي أن تركيا من جانبها تتمتع بموقع فريد من نوعه كونها جسرا بين الغرب والشرق، وبالتالي هي في موقع الميسر التجاري والاقتصادي.
وأضاف "من المهم بالنسبة لنا أن ننظر في اتجاهين في نفس الوقت دون أن نفقد التركيز على أي منهما أو تفضيل أحدهما على الآخر".
وتنخرط تركيا بالفعل في المنطقة الآسيوية من خلال العديد من المشروعات الثنائية والدولية.
وأحد أهمها هي مبادرة الحزام والطريق التي أعربت في ظلها الصين وتركيا مؤخرا عن رغبتهما في توسيع التعاون القائم وذلك خلال زيارة رسمية قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لبكين في الشهر الماضي.
وكتب المحلل السياسي إبراهيم كاراجول في صحيفة ((يني سافاك)) الناطقة باسم الحكومة يقول "تجاهل آسيا هو عمى سياسي...وتجاهل نهوض آسيا سيكون قصر نظر سياسي".