مقالة خاصة: رسالة شي بمناسبة العام الجديد تجلب الثقة للعالم وسط الاضطرابات
تُظهر هذه الصورة قطار الرصاصة (سي آر 450 إيه أف) في العاصمة الصينية بكين، 29 ديسمبر 2024. (شينخوا)
بكين أول يناير 2025 (شينخوا) قال خبراء من دول مختلفة إن كلمة العام الجديد التي ألقاها الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الثلاثاء أظهرت الإنجازات الرائعة التي حققتها الصين في سعيها لتحقيق التنمية عالية الجودة في العام الماضي، وتضخ إحساسا بالثقة وسط التحديات والاضطرابات التي تسود العالم.
وأشار الخبراء إلى أن رسالة شي تظهر أيضا مسؤولية الصين كدولة كبيرة عن دفع السلام والتنمية العالميين وعزمها وعملها على تعزيز بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، معبرين عن أملهم في بناء مستقبل أفضل للعالم بشكل مشترك.
ــ ضخ الثقة في الاقتصاد العالمي
وقال شي في رسالته بمناسبة العام الجديد "عملنا بنشاط على مواجهة التداعيات الناجمة عن تغيرات الأوضاع المحلية والدولية، وأصدرنا سلسلة من السياسات المتكاملة، واتخذنا خطوات ملموسة لدفع التنمية العالية الجودة، ما أسهم في تعافي اقتصاد بلادنا ودفعه نحو التحسن".
وفي تعليقه، قال بنيامين مغانا، رئيس تحرير الأخبار الأجنبية في صحيفة ((الغارديان)) في تنزانيا إن "التدابير السياساتية الشاملة للصين لمواجهة التحديات المحلية والدولية المعقدة تظهر إدارتها القوية وقدرتها على التكيف".
وأضاف مغانا أن الصين من خلال الانتعاش الاقتصادي إلى إنتاج أكثر من 10 ملايين سيارة تعمل بالطاقة الجديدة في السنة، أظهرت معالم تعكس نجاح استراتيجيتها للتنمية عالية الجودة، مشيرا إلى تقدم التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون وظهور صناعات ونماذج جديدة في قطاع الأعمال تؤكد التزام الصين بالتنمية المستدامة.
ومن جانبه، قال حسن داود بات، الرئيس التنفيذي السابق لمجلس الاستثمار والتجارة في باكستان، إن "الصين تبرز اليوم كدولة رائدة عالميا في مكافحة تغير المناخ، وتعزز التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون، وتقدم مثالا ملهما للتقدم المستدام".
وأوضح أن الصين تبتكر على نطاق غير مسبوق في الوقت الذي تشارك فيه نجاحاتها بنشاط مع العالم لا سيما مع الدول النامية.
وأبدى هيديتوشي تاشيرو، كبير الاقتصاديين في شركة سيغما كابيتال اليابانية، إعجابه بالانجازات التي حققتها الصين في الدوائر المتكاملة والذكاء الاصطناعي والاتصالات الكمية والعديد من المجالات الأخرى التي ذكرها شي، قائلا إن "الصين عززت التنمية عالية الجودة من خلال الانفتاح رفيع المستوى، مما عاد بالنفع على العالم ووفر فرصا تنموية للبلدان النامية".
ــ المساهمة في السلام والتنمية العالمية
وقال شي، في رسالته بمناسبة العام الجديد، "في ظل التغيرات والاضطرابات المتشابكة التي يشهدها عالم اليوم، تعمل الصين كدولة كبيرة مسؤولة على الدفع بإصلاح الحوكمة العالمية، وتعميق التضامن والتعاون للجنوب العالمي".
وأكد ليزيد بن هامي، نائب رئيس جمعية باريس للصداقة الفرنسية-الصينية، أن "الصين تصبح بشكل متزايد قوة رئيسة للاستقرار من خلال دعوتها إلى التعددية والانفتاح".
وأضاف بن هامي أن الصين من خلال قيادة إصلاح المؤسسات العالمية ستعطي صوتا لتلك البلدان المهمشة منذ أمد طويل وستسعى بكل جهدها لضمان سماع أصواتها.
وبدوره، قال جوزيف ماثيوز، الأستاذ البارز في جامعة بيلتي الدولية في كمبوديا، إن رسالة شي أظهرت الدور المهم للصين كزعيمة للجنوب العالمي.
وأضاف أن الصين من خلال منتديات متعددة الأطراف مثل منظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة بريكس ومنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ ومجموعة العشرين، كرست جهودها للدعوة إلى التعددية وتعزيزها فضلا عن إتاحة فرص متكافئة لجميع اللاعبين.
وأردف الخبير إن "تصريحات الرئيس شي تبعث برسالة إلى العالم مفادها بأن الصين مستعدة للعمل مع كل دولة ترغب في تعزيز السلام والتنمية الاجتماعية والاقتصادية ومكافحة الفقر ونظام الحوكمة العالمي غير العادل".
وكما ذكر شي في رسالته، فإن الصين تحرز تقدما عميقا ملموسا بشكل أكبر في بناء الحزام والطريق بجودة عالية.
وأشار رافشان نازاروف، كبير الباحثين في معهد الدولة والقانون التابع لأكاديمية العلوم في جمهورية أوزبكستان، على وجه الخصوص إلى أن خط السكك الحديدية بين الصين وقيرغيزستان وأوزبكستان، وهو مشروع رائد ضمن مبادرة الحزام والطريق، سيسد الثغرات في شبكة النقل عبر الحدود في المنطقة، مما يسهم في تكامل الخدمات اللوجستية وتعزيز البنية التحتية والاتصال الاقتصادي بين شركاء مبادرة الحزام والطريق، فضلا عن دور آسيا الوسطى في سلاسل الإمداد العالمية.
وفي السياق ذاته، قال الخبير الكيني في القضايا الدولية ستيفن نديغوا إن تصميم الصين على تعزيز التنمية عالية الجودة وتوسيع الانفتاح رفيع المستوى ودفع التحديث الصيني قدما بشكل شامل يعكس التزامها كدولة كبرى مسؤولة.
وأوضح أن "سلسلة مقترحات الصين بشأن مفهوم التعاون الإقليمي واتجاه التنمية سيكون لها تأثير إيجابي على الحفاظ على الاستقرار العالمي وآفاق النمو الاقتصادي العالمي".
ــ بناء مستقبل أفضل بشكل مشترك
وأشار شي في رسالته "في ظل التطور المتسارع للتغيرات غير المسبوقة في العالم منذ مائة سنة، من المطلوب تجاوز التفرقة والنزاعات بصدر رحب، والعناية بمستقبل البشرية بالإحساس العميق بالمسؤولية"، مضيفا أن "الصين على استعداد للعمل مع دول العالم لتكون من يقوم بالتعاون الودي، ومن يدفع بالاستفادة المتبادلة بين الحضارات، ومن يشارك في إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، بغية خلق مستقبل جميل للعالم بشكل مشترك".
وتابع شي دعوته لدول العالم قائلا: "يجب أن نخلق معا مستقبلا أفضل للعالم".
من جانبه، قال قان تيان لو، نائب رئيس جمعية التفاعل بين ماليزيا والصين، إن مبادرة بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية تسهم بنشاط في التحديث العالمي، وتجاوز الصراعات والمواجهة لصالح التنمية السلمية، واستبدال الألعاب ذات المحصلة الصفرية بالتعاون متكافئ الكسب، ومنع الاشتباكات بين الحضارات من خلال التبادل والتفاهم المتبادل.
وذكر ملادن بليس، رئيس التحرير السابق لصحيفة ((جوتارنجي ليست)) الكرواتية اليومية، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن "التعددية هي السبيل الوحيد لضمان استقرار العالم والتعاون والتشارك"، مشيرا إلى أن مساهمات الصين في السلام العالمي "لا تحصى".
وأكد بالو ديميسي، مستشار الاتصالات والنشر في معهد دراسات السياسات في إثيوبيا، أن دعوة شي لبذل جهود مشتركة لمواجهة التحديات العالمية تتفق مع تطلعات البلدان النامية للتنمية المستدامة وتعزيز القدرة على الصمود في وجه تغيرات المناخ.
وأتم ديميسي بأن تركيز شي على أطر التعاون متعدد الأطراف يخدم تحقيق عالم متعدد الأقطاب يمكن فيه للدول الأفريقية أن تؤكد مصالحها وتستفيد من مشاركتها.