مقالة خاصة: التعاون الصيني العربي في المشاريع الكهروضوئية يعزز التنمية الخضراء في الدول العربية
بكين 31 ديسمبر 2024 (شينخوا) تمتلك الصين أكبر نظام لتوليد الطاقة النظيفة في العالم، حيث تحتل المرتبة الأولى عالميا من حيث القدرة المركبة للطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية. وبفضل تقدمها التكنولوجي، تعاونت الصين والدول العربية بشكل موسع في مجال الطاقة الشمسية، حيث ساهمت الشركات الصينية في مشاريع الطاقة النظيفة في الإمارات العربية المتحدة ومصر وغيرها، مما يعزز تحول هذه الدول نحو الطاقة الخضراء.
تشهد الصين حاليا تحولا من النمو السريع إلى التنمية عالية الجودة، مع التركيز القوي على بناء نظام طاقة نظيف ومنخفض الكربون وآمن وفعال. في الوقت نفسه، أطلقت العديد من الدول العربية أيضا خططا طموحة لتحول الطاقة في السنوات الأخيرة، حيث تهدف إلى تطوير الطاقة النظيفة والمتجددة، وتسعى جاهدة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري مثل النفط والغاز الطبيعي وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة.
وتعد منطقة الشرق الأوسط واحدة من المناطق التي تمتلك أفضل موارد للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في العالم، مما يجعلها في وضع فريد لتطوير الطاقة النظيفة والمتجددة. وأشار تقرير صادر عن منظمة "مرصد الطاقة العالمي" إلى أن الدول العربية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من المتوقع أن تضيف 73 جيجاوات من القدرة المركبة لمشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بحلول عام 2030، أي ما يعادل خمسة أضعاف الحجم الحالي.
تمتلك الصين تكنولوجيا متقدمة وخبرة واسعة في مجال الطاقة الكهروضوئية، مما يكمل جهود الدول العربية في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، ويخلق فرصا كبيرة للتعاون.
من مشروع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في منطقة بنبان بصعيد مصر إلى محطة الظفرة للطاقة الشمسية في أبوظبي، في السنوات الأخيرة، وسعت الصين بشكل فعال تعاونها مع الدول العربية في مجال الطاقة النظيفة والمتجددة، حيث تم تنفيذ العديد من المشروعات المشتركة بنجاح.
وقبل افتتاح الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ التي استضافتها الإمارات العام الماضي، أعلنت الإمارات إكمال مشروع محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، الذي شيدته شركات صينية. وفي صحراء أبوظبي، تشكل صفوف من الوحدات الكهروضوئية "واحة طاقة" مذهلة. وستوفر هذه المحطة الكهرباء لـ200 ألف أسرة، وتقلل من انبعاثات الكربون بمقدار 2.4 مليون طن سنويا، وتزيد حصة الطاقة النظيفة في إجمالي مزيج الطاقة في الإمارات إلى أكثر من 13 في المائة.
وقال حسين بن إبراهيم الحمادي، سفير دولة الإمارات لدى الصين، في مقابلة خاصة مع "شينخوا" إن التعاون بين الإمارات والصين في مجال الطاقة المتجددة يشهد زخما متزايدا، وهذا التعاون يعكس رؤية استراتيجية مشتركة تهدف إلى تعزيز التحول نحو الطاقة النظيفة والخضراء وتحقيق التنمية المستدامة، مضيفا أنه تم إطلاق مشروع محطة الظفرة للطاقة الشمسية في أبوظبي، الذي يعتبر واحدا من أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم، ومشروع محطة الرياح في أبوظبي (بقدرة 117.5 ميغاوات) الذي بدأ التشغيل في عام 2023، والذي تم بناؤه بواسطة شركات صينية. وتعد هذه الجهود خطوة هامة نحو تحقيق الأهداف الإماراتية في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة بالتعاون بين الطرفين.
وشاركت شركة "ثري جورجس الدولية" الصينية في مشروع طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية في الأردن، الذي لا يوفر الكهرباء الخضراء للبلاد فحسب، بل يعزز أيضا تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتوفير المياه. وقال مسؤول في مشروع الطاقة الجديدة في الأردن لشركة "ثري جورجس الدولية": "يمكن لتجربة الصين في مجال توليد الطاقة الجديدة أن تلهم بعض البلدان التي تعاني من نقص الوقود الأحفوري لاستكشاف مسارات تنمية جديدة".
وعلى صعيد التعاون المؤسسي، أنشأت الصين والدول العربية بشكل مشترك "المركز الصيني العربي للتدريب على تقنيات الطاقة النظيفة"، والذي يستخدم كأساس للتنظيم المشترك لأنشطة بناء القدرات في مجالات الطاقة الكهروضوئية والطاقة الشمسية الحرارية وطاقة الرياح والشبكات الذكية. كما أنشأت الصين ومصر مختبرا مشتركا بين البلدين للطاقة المتجددة لإجراء أبحاث مشتركة وتعزيز تدريب المواهب وبناء قدرات مصر العلمية والتكنولوجية.