هونغ كونغ تعتزم تعزيز التعاون المالي مع السعودية
هونغ كونغ 4 نوفمبر 2024 (شينخوا) أعلنت بورصة هونغ كونغ مؤخرا أنها ستفتح مكتبا خاصا لها في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية في عام 2025، بهدف تعزيز تكوين البورصة في منطقة الشرق الأوسط وتعميق الروابط بين الصين ومنطقة الخليج وخلق فرص جديدة للزبائن والمصدرين العالميين.
وفي هذا الصدد، قالت بوني واي تشان الرئيسة التنفيذية لبورصة هونغ كونغ إن الرياض مفعمة بالحيوية والتنمية المتسارعة، فيما سيسهم إنشاء مكتب لبورصة هونغ كونغ في تقوية التعاون بين البورصة ومنطقة الشرق الأوسط، فضلا عن إبراز عزم البورصة على تعزيز الروابط في أسواق رأس المال في الصين ومنطقة الشرق الأوسط، والتزامها بدعم الزبائن في الشرق الأوسط لتحقيق أهدافهم التنموية.
وأشارت تشان إلى أن المكتب الجديد سيشارك مع مكاتب البورصة الأخرى في بكين ولندن ونيويورك وشانغهاي وسنغافورة في العمل المتناسق، وتوسيع وضع البورصة في العالم وجذب الزبائن في الشرق الأوسط إلى سوق رأس المال في هونغ كونغ الذي يعد الأكثر عولمة وتنوعا وكفاية من حيث السيولة.
وجاء هذا الإعلان مع طرح اثنين من صناديق التداول في السوق المالية السعودية (تداول) يومي 30 و31 أكتوبر الماضيين، حيث يعتبر ذلك علامة مهمة لارتباط سوقي رأس المال بين هونغ كونغ والسعودية.
يعد صندوق البلاد /سي سوب إم إس سي آي المتداول أول صندوق متداول في البورصة السعودية يتتبع سوق الأسهم في هونغ كونغ، كما أنه الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، حيث بدأ تداوله بحجم أولي يتجاوز 1.2 مليار دولار أمريكي.
والصندوق الآخر هو صندوق الأول للاستثمار هانغ سينغ هونغ كونغ المتداول.
وفي هذا السياق، قال السكرتير المالي بمنطقة هونغ كونغ باول تشان أثناء حفل طرح صندوق البلاد/سي سوب إم إس سي آي المتداول الذي عقد في الرياض يوم الأربعاء الماضي، إن العملية هي ترتيب متبادل يكمل قناة تدفق رأس المال في الاتجاهين بين هونغ كونغ والسعودية.
وشدد تشان أن التعاون المالي والاستثماري يلعب دورا حيويا في تعزيز العلاقات بين الصين والشرق الأوسط، كما أنه يتناسب بشكل جيد مع رؤية مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين ورؤية المملكة العربية السعودية 2030، معربا عن ثقته في أن الصندوق سيساهم في إلهام علاقات مالية أعمق وأكثر ترابطا وربحا للجانبين بين منطقة هونغ كونغ والسعودية.
وقال تشان في وقت لاحق إن زيارة وفده إلى الرياض حصدت ثمارا وافرة، ما يضخ قوة دافعة جديدة في التعاون بين هونغ كونغ ومنطقة الشرق الأوسط في مجالات المالية والاستثمار وتعاون الشركات والتبادلات الثقافية.
وأضاف أن منطقة هونغ كونغ ستطور خدمات التمويل في مجال بناء منشآت البنية التحتية بقوة على أساس طلبات المشاريع في منطقة الشرق الأوسط، وتدفع تنمية المنتجات المالية الإسلامية وتعزيز ترويج خدمات إدارة الأصول والممتلكات، وتدعم إدراج الشركات في بورصات الجانبين، فضلا عن جذب المزيد من شركات الشرق الأوسط للإدراج في بورصة هونغ كونغ، الأمر الذي يساهم في زيادة السيولة في سوق هونغ كونغ وتطوير أعمال الرنمينبي في الخارج، إلى جانب توفير المزيد من فرص الاستثمار في مشاريع منطقة الشرق الأوسط لمستثمري هونغ كونغ.
وبدوره، أشار ليان بينغ رئيس منتدى كبار الاقتصاديين الصينيين إلى أن طرح الصناديق يعكس الاهتمام المتزايد لدى السعودية وحتى منطقة الشرق الأوسط بأكملها بالاستثمار في الأصول الصينية، مضيفا أن المنتجات المماثلة كانت نادرة في الماضي، وغالبا ما كانت تتطلب من المستثمرين في الشرق الأوسط البحث عن قنوات استثمار غير مباشرة.
وأضاف ليان أن اهتمام المستثمرين يعتمد على آفاق الاقتصاد الصيني الذي يسير في مسار نمو مطرد، كما أن العلاقات المستقرة والودية بين الصين والسعودية تمهد الطريق لمزيد من التواصل الثنائي المتعمق في السوق.