مقالة خاصة: السعودية تعزز تواجدها في الرياضات الشتوية في دورة ألعاب "هاربين 2025"
بكين 12 فبراير 2025 (شينخوا) في أجواء شتوية خلابة، انطلقت رسميا دورة الألعاب الآسيوية الشتوية التاسعة في مدينة هاربين الصينية، عاصمة الجليد والثلوج، بعد حفل افتتاح مبهر في 7 فبراير ووسط مشاركة تاريخية للمملكة العربية السعودية التي تواصل تعزيز تواجدها الرياضي على الساحة الآسيوية.
وفي هذا الحدث الرياضي البارز، لفتت البعثة السعودية الأنظار بعزمها وحضورها المميز، حيث رفرف العلم الوطني في أيدي لاعبيها الذين تألقوا بأزيائهم البيضاء المزينة بالخطوط الخضراء، ليكون هذا أول ظهور رسمي للمملكة في الألعاب الآسيوية الشتوية، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالرياضات الشتوية في بلد لطالما عُرف بأجوائه الحارة وصحاريه الممتدة.
وأعربت اللاعبة شريفة السديري، وهي أول لاعبة تمثل السعودية في منافسات التزلج الألبي للسيدات، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) عن سعادتها للمشاركة بالدورة، وأضافت "يسعدني أن أكون جزءا من هذه التجربة، وبالتأكيد ستمنحني ثقة أكبر في المحطات القادمة".
وقالت شريفة "كل شيء هنا من حيث التنظيم رائع للغاية، من دون إغفال أي تفصيل"، مشيدة بالجهود التي بُذلت للاستعداد لدورة الألعاب الآسيوية الشتوية في هاربين.
وبدأت شريفة ممارسة رياضة التزلج منذ صغرها برفقة عائلتها في سويسرا، وكانت قد قالت عبر الحساب الرسمي للفريق السعودي قبل وصولها إلى الصين إن هدفها هو تمثيل المملكة بأفضل صورة ممكنة في هذه الدورة، بالإضافة إلى تشجيع الفتيات والنساء للانضمام إلى هذه الرياضة.
من جانبه، أعرب حسين حجاوي، لاعب الفريق السعودي في رياضة الكيرلنغ، عن أمله في أن تشجع مشاركة فريقه في الدورة مزيدا من السعوديين للتعرف على الكيرلنغ ولعبها، وخاصة وأنها ما زالت في مرحلة النشوء في بلاده.
وقد سجل فريقه فوزه التاريخي الأول في دورات الألعاب الآسيوية الشتوية بعد تفوقه على نظيره التايلندي بنتيجة 12 - 2، علما أنه لم تتوفر للفريق حلبة تدريب تلبّي المعايير الدولي إلا في السنتين الأخيرتين.
وتضم البعثة السعودية ستة لاعبين ولاعبتين، وتنافس خمسة لاعبين منهم في مسابقة الكيرلنغ، بينما شارك الآخرون في مسابقة التزلج الألبي. كما شهدت مراسم افتتاح الدورة حضور نائب رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية الأمير فهد بن جلوي، ما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه السعودية لهذه البطولة وشغفها المتزايد بالرياضات الشتوية.
وفي أجواء ممزوجة بالبهجة والتوتر، تركت مدينة هاربين انطباعا مميزا لدى الوفد السعودي، حيث قالت شريفة " ليست زيارتي الأولى للصين، لكنها المرة الأولى التي تكون في الشتاء، بالتالي أصبح لدي حاليا تجارب في فصلي الصيف والشتاء في الصين".
من جانبه، أشاد رئيس البعثة السعودية أحمد بن ضويحي بجمال المدينة وحسن التنظيم، قائلا إن "حفل الافتتاح كان رائعا جدا، والمدينة مذهلة. صحيح أن الطقس بارد بعض الشيء، لكننا نستمتع بهذه الأجواء خلال البطولة".
كما رأى بأن تنظيم الدورة فاق التوقعات، مضيفا "لا أستطيع أن أصفها بكلمة واحدة، هي رائعة، ودوما الصين تفاجئنا بتنظيمها المبهر للفعاليات الرياضية".
وأوضح أنه قبل القدوم إلى هاربين، حضر العديد من الفعاليات الرياضية التي نظمتها الصين، معربا عن إعجابه بالمستوى التنظيمي الممتاز والجهود الكبيرة المبذولة والتي تعكس دائما الحرص على تقديم الأفضل.
شهدت هذه النسخة من الألعاب الآسيوية الشتوية مشاركة سبع دول عربية وهي السعودية والبحرين والأردن والكويت ولبنان وقطر والإمارات، مقارنة بأربع دول عربية شاركت في الدورة السابقة التي أقيمت في سابورو باليابان في عام 2017، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالرياضات الشتوية في العالم العربي.
وتقام دورة الألعاب الآسيوية الشتوية التاسعة في هاربين من 7 إلى 14 فبراير تحت شعار "حلم الشتاء والحب بين آسيا"، لتكون حدثا دوليا رئيسيا آخر في الرياضات الشتوية تستضيفه الصين بعد أولمبياد بكين الشتوي عام 2022.
أما النسخة المقبلة من الدورة، فستقام في عام 2029 في تروجينا بالسعودية، ما يجعلها المرة الأولى التي يتم فيها تنظيم هذه الفعالية في منطقة غرب آسيا. ولفت أحمد بن ضويحي إلى أن البيئة الطبيعية في تروجينا بشمال السعودية، حيث تختلف درجة الحرارة بشكل كبير عن المناطق الجنوبية الحارة، تجعلها مكانا ملائما لاستضافة الدورة.
كما أشاد بالتعاون المتبادل بين الصين والسعودية في المجالات الثقافية والتعليمية الرياضية، مؤكدا أنه في حال احتاجت بلاده إلى خبرة الصين، فسوف تطلبها بلا شك.