مقالة خاصة: الصين والدول العربية تعمل على تعميق التعاون في مجال الطاقة التقليدية وتطوير صناعة البتروكيماويات الخضراء
في الصورة الملتقطة جوا يوم 18 نوفمبر 2024، موقع بناء المرحلة الثانية من مشروع قولي المتكامل للتكرير والبتروكيماويات في قاعدة قولي للبتروكيماويات في مدينة تشانغتشو بمقاطعة فوجيان بجنوب شرقي الصين. (شينخوا)
بكين 10 مارس 2025 (شينخوا) رست سفينة الغاز الطبيعي المسال القادمة من قطر "النعمان" في ميناء دونغجياكو بمدينة تشينغداو في مقاطعة شاندونغ بشرقي الصين يوم 23 فبراير الماضي، وهي أول سفينة قطرية للغاز الطبيعي المسال يتم تفريغها في مقاطعة شاندونغ في العام الجاري. ومع ضخ 78 ألف طن من الغاز الطبيعي المسال في الخزانات، باتت إمدادات الطاقة لمختلف المناطق في شمالي الصين مضمونة بشكل فعال.
وفي إطار التشارك في بناء "الحزام والطريق"، تعمل الصين والدول العربية على تعميق التعاون في سلاسل صناعة الطاقة، بينما تسارع شركات الطاقة العربية العملاقة للمشاركة بنشاط في في بناء البنية التحتية للطاقة في الصين ما حقق نتائج مربحة للجانبين في مجالات مثل تطوير النفط والغاز وتحول الطاقة.
وخلال السنوات الأخيرة، وقعت شركة قطر للطاقة اتفاقيات شراء وبيع طويلة الأجل للغاز الطبيعي المسال مدتها 27 عاما واتفاقيات مساهمة مع الشركة الوطنية الصينية للبترول والشركة الصينية للبتروكيماويات (سينوبك) على التوالي، وتم حتى الآن تفريغ إجمالي 1.8 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال من قطر في ميناء دونغجياكو، فضلا عن نقل إجمالي أكثر من مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى الخارج ما لبّى احتياجات الغاز السنوية لنحو خمسة ملايين أسرة.
وبالإضافة إلى التعاون في قطاع الطاقة التقليدية، تسعى الصين والدول العربية إلى تطوير صناعة بتروكيماوية حديثة وأكثر استدامة. وفي نهاية العام الماضي، بدأت أعمال بناء المرحلة الثانية من مشروع قولي المتكامل للتكرير والبتروكيماويات في مجمع قولي للبتروكيماويات بمدينة تشانغتشو في مقاطعة فوجيان بجنوب شرقي الصين، حيث تتعاون شركة "سينوبك" وشركة فوجيان المحدودة للبتروكيماويات وشركة "أرامكو" السعودية في بنائه، باستثمارات إجمالية تبلغ 71.1 مليار يوان (حوالي 9.92 مليار دولار أمريكي)، ويعتبر من بين أكبر الاستثمارات الصناعية في فوجيان حتى الآن.
ومن المتوقع إكمال بناء المشروع وتشغيله بكامل طاقته بحلول نهاية عام 2030 حيث سيوفر سنويا 5 ملايين طن من المواد الخام لمجمع قولي ما سيساعد على تحسين السلسلة الصناعية للمجمع ودفع تنمية الصناعة على نحو متطور وذكي وأخضر، حيث تشير التقديرات إلى أن قيمة الإنتاج السنوي للمشروع ستصل إلى نحو 80.8 مليار يوان.
وفي الآونة الأخيرة، تجري عمليات الإنشاءات على قدم وساق لمشروع المواد الكيميائية الدقيقة وهندسة المواد الخام "هواجين-أرامكو" في مدينة بانجين بمقاطعة لياونينغ في شمال شرقي الصين.
ويبلغ إجمالي قيمة الاستثمار في المشروع الذي تشارك في تمويله شركة "أرامكو" السعودية وشركة هواجين الشمالية للصناعة الكيماوية التابعة لمجموعة "نورينكو" الصينية وشركة محلية أخرى 83.7 مليار يوان، ويعد المشروع رئيسيا للتعاون الصيني-السعودي في مجال الطاقة حيث يهدف إلى إنشاء قاعدة للبتروكيماويات وصناعة الكيماويات الدقيقة بمواصفات عالمية.
وبعد اكتمال أعمال البناء وبدء العمليات الإنتاجية، من المتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية للمشروع 15 مليون طن من النفط المكرر و1.65 مليون طن من الإيثيلين ومليوني طن من البارا-زيلين بينما سيحقق دخلا سنويا يزيد عن 100 مليار يوان وربحا إجماليا بأكثر من 10 مليارات يوان وعائدات ضريبية تزيد عن 20 مليار يوان.
وبدوره، قال نائب عمدة مدينة بانجين هان شانغ فو إن المدينة تعمل على بناء مشروع "هواجين-أرامكو" ليصبح مشروعا نموذجيا للتعاون الصيني-السعودي، وتعزيز التعاون مع السعودية وغيرها من الدول العربية في مجالات مثل الكيماويات المتخصصة والمطاط عالي الأداء والبلاستيك الهندسي، بغية جذب المزيد من الشركات العربية إلى بانجين.