مقالة خاصة: شركة صينية تحافظ على السماء العراقية الزرقاء من خلال مشاريع الطاقة الخضراء
في الصورة الملتقطة يوم 28 ديسمبر 2024، مهندسون صينيون يتفقدون محطة للطاقة الشمسية بنتها شركة الهندسة والإنشاءات البترولية الصينية في البصرة بالعراق.(شينخوا)
بقلم: رجب دوان
البصرة، العراق 11 فبراير 2025 (شينخوا) "الهواء في البصرة أصبح أفضل بكثير الآن"، قال حسين، وهو مهندس نفط عراقي، على الرغم من برودة الشتاء القارس، يفتح نافذة سيارته للاستمتاع بالهواء النقي والمنعش في طريقه إلى العمل.
تعد العراق دولة غنية بموارد النفط والغاز، وتعتمد بشكل كبير على قطاع الطاقة كركيزة أساسية لاقتصاده.
ومع ذلك، بسبب غياب عمليات تطوير الطاقة الصديقة للبيئة، والحرق المفرط للغاز المصاحب، كانت بعض مناطق الانتاج للنفط مثل البصرة تعاني من تلوث الهواء منذ فترة طويلة.
وفي السنوات الأخيرة، أحدثت سلسلة من مشاريع الحقول النفطية الخضراء التي تقودها شركات صينية تحولا كبيرا في البيئة، وفي نفس الوقت ساهمت في تعزيز تطوير الطاقة بشكل أكثر كفاءة واستدامة.
ويُطلق السكان المحليون على هذه المبادرات "مشاريع السماء الزرقاء".
ووفقا لتقرير صادر عن البنك الدولي، يهدر العراق حوالي 17 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا.
وفي حقل أرطاوي النفطي، تعمل وحدة معالجة الغاز المصاحب الأولى التابعة لمشروع محطة البصرة للغاز الطبيعي السائل (BNGL)، الذي بنته شركة الهندسة والإنشاءات البترولية الصينية (CPECC)، ليلا ونهارا، حيث تجمع المحطة الغاز المصاحب من حقول الرميلة، الزبير، وغرب القرنة-1، وتقوم بمعالجته باستخدام تقنيات مثل إزالة الكبريت، وإزالة الزئبق، وإزالة المياه، واستعادة الكبريت الحيوي، ومعالجة الغاز المتبقي، وتستطيع انتاج حوالي 4.4 مليون متر مكعب من الغاز الجاف و2600 طن من الغاز البترولي المسال يوميا.
وأوضح سون باوجون، مدير المشروع، أن العراق يعاني منذ فترة طويلة من نقص حاد في الطاقة الكهربائية، وسيتم استخدام الغاز الجاف المستخرج من مشروع (BNGL) في تشغيل محطات الطاقة القريبة.
وبمجرد تشغيل وحدة المعالجة الثانية، ستصل القدرة السنوية لمعالجة الغاز المصاحب إلى 4 مليارات متر مكعب، مما يقلل بشكل كبير من انبعاثات الكبريت وثاني أكسيد الكربون من الحقول النفطية بالبصرة.
كمشروع رائد في مجال الطاقة التقليدية الصديقة للبيئة، حظي مشروع (BNGL) باهتمام كبير من وزارة النفط العراقية، حيث أكد وزير النفط العراقي حيان عبد الغني أن هذا المشروع يسهم بشكل كبير في تقليل التلوث الناتج عن حرق الغاز المصاحب، ويعزز الاقتصاد العراقي، ويحسن مستوى معيشة السكان، كما يحافظ على البيئة.
وفي حقل الرميلة النفطي، كانت مشاعل الغاز القديمة تنتج دخانا أسود كثيفا نتيجة لعدم وجود معدات لفصل المكثفات واحتراق غير كامل، ما تسبب في تلوث بيئي وأضرار صحية كبيرة، من أجل معالجة هذه المشكلة، قامت شركة (CPECC) ببناء نظام جديد لمشاعل منخفضة الضغط كجزء من مشروع تطوير المشاعل القديمة.
في الصورة الملتقطة يوم 27 ديسمبر 2024، سون باوجون (على اليسار) وزميله يتفقدان مشروع محطة البصرة للغاز الطبيعي السائل التي بنتها شركة الهندسة والإنشاءات البترولية الصينية في البصرة بالعراق.(شينخوا)
يعمل هذا النظام على استعادة المكثفات والغازات القابلة لإعادة الاستخدام، مما يساهم في القضاء على الدخان الأسود وتنقية البيئة المحيطة.
ويجري حاليا تنفيذ مشاريع تطوير المشاعل في خمس محطات لفصل الغاز، ومن المقرر استكمالها بحلول فبراير 2025.
وقال وانغ جينغ يانغ، مدير مشروع تطوير المشاعل إنه "بحلول ذلك الوقت، ستكون سماء البصرة أكثر زرقة، والهواء سيكون أنقى".
وفي حقل الرميلة النفطي، أدخلت شركة (CPECC) تكنولوجيا الطاقة الشمسية الصينية المتقدمة من أجل التماشي مع أهداف العراق لتعزيز قدراته في مجال الطاقة المتجددة،، كجزء من مشروع منشأة الإنتاج الجديدة في مشرف قرينات، تم بناء محطة طاقة شمسية بقدرة 1 ميغاواط مزودة بنظام تخزين طاقة بسعة 4 ميغاواط/ساعة، وتولد المحطة حوالي 1.6 مليون كيلوواط/ساعة سنويا، مما يوفر طاقة كهربائية وافرة لتلبية حاجة مقر المشروع حتى خلال فترة الذروة.
ومن المتوقع أن يساهم المشروع في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 1600 طن سنويا من خلال استبدال المولدات التي تعمل بالديزل بالطاقة الشمسية، "نستخدم التكنولوجيا الصينية لدعم التنمية الخضراء في قطاع النفط والغاز العراقي"، حسبما قال وانغ ون تسآن مدير المشروع لوكالة أنباء ((شينخوا)).
وأكد وانغ شيانغ هوي، نائب مدير فرع الشرق الأوسط التابع لشركة (CPECC)، أن اتباع طريق التنمية الخضراء يمثل مسؤولية اجتماعية أساسية للشركات التي تساهم في تعزيز مبادرة الحزام والطريق، قائلا "نهدف إلى لعب دور صيني في بناء طريق الحرير الأخضر في العراق".