شركات ألعاب صينية في أسواق الشرق الأوسط
بكين 19 مارس 2025 (شينخوانت) مع النمو السريع الذي يشهده قطاع الألعاب في الصين، أصبح التوسع في الأسواق الخارجية خيارا لا مفر منه للعديد من الشركات الصينية. وباتت إستراتيجية الانتشار العالمي لشركات الألعاب الصينية واتجاهاتها المستقبلية محط أنظار القطاع بأكمله. ورغم أن الشركات الصينية قد تبوأت مكانة بارزة في سوق الألعاب العالمية من خلال الابتكار والتوسع المستمر، إلا أنها تواجه تحديات عديدة في الوقت ذاته.
وفي ظل احتدام المنافسة في الأسواق الناضجة، أصبحت الأسواق الناشئة نقطة نمو هامة للشركات الصينية. وتجذب مناطق مثل الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا اهتمام الشركات الصينية، نظرا لقاعدة المستخدمين الضخمة والارتفاع السريع في الطلب بالأسواق.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط تطورا كبيرا في قطاع الترفيه الرقمي، مما يوفر للشركات فرص نمو كثيرة. حيث تعمل المملكة العربية السعودية وغيرها من دول المنطقة على دعم هذا القطاع من خلال سياسات تحفيزية واستثمارات ضخمة ويجذب ذلك العديد من الشركات والمواهب إليها. وقد اتجهت العديد من الشركات الصينية للتعاون مع شركاء محليين لتطوير ألعاب تناسب السوق الشرق أوسطية، بالإضافة إلى تعديل الألعاب القائمة لتغطية احتياجات اللاعبين المحليين.
وفي الوقت نفسه، يزدهر قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية بسرعة في الشرق الأوسط، مما يفتح آفاقا جديدة للصين. وقال مسؤول من إدارة التجارة بمقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين لشينخوانت إن المقاطعة نظمت العام الماضي فعاليات شاركت فيها شركات رائدة في مجالات الألعاب والرسوم المتحركة والرياضات الإلكترونية والثقافة الرقمية، كما نظمت معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الدولي في دبي ومؤتمر الترويج لتجارة الخدمات في سيتشوان بالإمارات واللقاء الاقتصادي بين الصين والسعودية في مجال تجارة الخدمات، مما عزز التعاون مع الجهات الحكومية والهيئات التجارية والشركات البارزة في المنطقة. وأسفر ذلك عن توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات التقنية الرقمية، الألعاب والرسوم المتحركة، الرياضات الإلكترونية، مع تسريع وتيرة دخول خدمات التجارة إلى أسواق الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققتها الشركات الصينية في التوسع عالميا، إلا أن التحديات ما زالت قائمة. وعلى سبيل المثال، تبرز قضايا مثل الفروقات الثقافية، ونقص المواهب المحلية المتخصصة، وتقلبات أسعار الصرف كعوائق رئيسية أمام الشركات في توسعها بالأسواق الخارجية. وبالإضافة إلى ذلك، يواجه قطاع الألعاب العالمي تنافسا متزايدا، ما يجبر الشركات الصينية على مواجهة ضغوط تنافسية مع نظيراتها الدولية.
ومن أجل مواجهة هذه التحديات، يشير خبراء في القطاع إلى ضرورة سعي الشركات الصينية لتعزيز التعاون مع نظيراتها الدولية من خلال تبادل التكنولوجيا وتقاسم الأسواق لرفع تنافسية منتجاتها على المستوى العالمي وزيادة تأثيرها في الأسواق، كما يجب على الشركات الصينية زيادة الاستثمار في البحث والتطوير وتنمية الموارد البشرية وتشكيل فرق عمل محترفة وإنشاء آليات للابتكار التقني، ما يشكل دعامة قوية لمسار التوسع في الخارج.
وفي إطار الرؤية العالمية، تحتاج الشركات الصينية لفهم أعمق للغات والثقافات وعادات الاستهلاك في الأسواق المستهدَفة لتحقيق تكامل أفضل بين المنتجات والخدمات واحتياجات السوق المحلية. ولا يعزز ذلك من قبول المنتجات فحسب، بل يسهم أيضا في تعزيز تأثير العلامات التجارية الصينية عالميا. ومن خلال تنفيذ إستراتيجيات التوطين، يمكن للشركات الصينية تحقيق اندماج أفضل في الأسواق المحلية وبناء روابط أوثق معها وضمان نمو مستدام.
ويرى الخبراء أن طريق شركات الألعاب الصينية نحو الأسواق العالمية مليء بالفرص والتحديات. ومع تزايد الحاجة إلى الإستراتيجيات الداخلية وتغير البيئة الخارجية، دخلت شركات الألعاب الصينية مرحلة جديدة من العولمة. ومن المتوقع أن تحقق الشركات الصينية إنجازات أكبر في الأسواق العالمية، وتسهم في ازدهار قطاع الألعاب بالتعاون مع شركاء عالميين.