للاستفادة من إمكانات السوق الصينية ... الشركات الأجنبية تحفز ابتكاراتها في الصين

بكين 11 نوفمبر 2024 (شينخوا) أصبح معرض الصين الدولي للاستيراد، الذي اختُتمت أعماله يوم الأحد الماضي، شاهدا آخر على اهتمام العديد من الشركات الأجنبية التي تبحث عن فرص أكبر في السوق الصينية من خلال تنويع منتجاتها وخدماتها في الصين.

وقال بونتوس إرنتيل رئيس ومدير الاستدامة لشركة "ايكيا تشاينا" خلال لقاء مع وكالة أنباء "شينخوا" على هامش أعمال معرض الصين الدولي الـ7 للاستيراد: "إن الشعب الصيني يتطلع حاليا إلى مجموعة أكثر اكتمالا من المنتجات والحلول وقيمة أكبر في أبعاد مختلفة، واصفا الصين بأنها "سوق مثيرة" ذات منافسة قوية في صناعة المفروشات المنزلية ما يُحفّز الشركة على مواصلة الابتكار.

تختبر "ايكيا" حاليا وحدات صغيرة للبيع بالتجزئة في الصين في مسعى منها للبقاء أقرب إلى العملاء، كما تخطط لتعزيز وجودها الرقمي لاحتضان آفاق الابتكار بالتجزئة، حيث تم على هامش المعرض إطلاق أول مركز عالمي لتطوير تجارة التجزئة لمجموعة "إنغكا"، أكبر شركة امتياز لشركة "ايكيا" في خطوة من شأنها مساعدة الأخيرة على تطوير حلول أكثر توجهاً نحو العملاء وابتكارا للسوق الصينية وخارجها.

وأضاف إرنتيل: "إننا ننظر إلى الصين كسوق استراتيجية اليوم ولسنوات قادمة على حد سواء".

وفي السياق ذاته، تعد "فورتيف" شركة متعددة الجنسيات تعمل في مجال معدات الاختبار الصناعية، حيث تحتل إيراداتها من السوق الصينية حاليا مرتبة متأخرة عن الولايات المتحدة وأوروبا، إلا أن السوق الصينية تتميز بمكانة خاصة لديها. وفي كشك "فورتيف" بالمعرض، جذب جهاز القياس الذكي المزود بسلك مرن انتباه الزوار، والذي جاءت فكرته الأصلية من احتياجات العميل الصيني.

وقال هونغ بين شون رئيس شركة "فورتيف آسيا" إن السوق الأمريكية تشبه إلى حد كبير السوق الأوروبية، مع اختلاف بسيط في المنتجات المقدمة، إلا أن السوق الصينية تزخر بسيناريوهات تطبيق غنية واحتياجات متنوعة، ما يشجع الشركة على الاستمرار في الابتكار.

وفي سياق متصل، أظهرت بيانات رسمية أصدرتها مؤخرا الهيئة العامة للجمارك ارتفاع إجمالي واردات وصادرات الشركات ذات الاستثمار الأجنبي بنسبة 1.3 بالمائة خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري، حيث ارتفع حجم الصادرات من 1.3 بالمائة خلال الأرباع الثلاثة الأولى إلى 7.4 بالمائة في أكتوبر الماضي، بفضل التحسن المستمر الذي تشهده بيئة الأعمال، ما أتاح للأصول الأجنبية دعما وخدمات أكثر نوعية.

من جهته، قال فرانك هاينريش الرئيس التنفيذي لشركة "شغوت ايه جي" الألمانية للزجاج في مقابلة مع وكالة أنباء "شينخوا": "في الماضي، كانت التكلفة المنخفضة عاملا مهما في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى الصين، لكننا الآن نولي قيمة أكبر في الصناعات الجديدة التي تقوم على الابتكار التكنولوجي والمواهب المهنية"، مضيفا أن فريق أبحاث الشركة يحرص على إبقاء التواصل وثيقا مع شركات أشباه الموصلات الرائدة في الصين وحول العالم.

ومن عمالقة الصناعة إلى الشركات الناشئة الصاعدة، فإن التفاني الذي أظهرته شركات التكنولوجيا العالمية تجاه الصين قد جاء في الوقت المناسب، حيث يستمر بروز البلاد في المشهد العالمي للابتكار في التزايد.

ووفقا لمؤشر الابتكار العالمي 2024 الذي أصدرته المنظمة العالمية للملكية الفكرية، تقدمت الصين بمركز واحد إلى المركز الـ11 في أحدث التصنيفات لأكثر الاقتصادات ابتكارا في العالم، لتصبح واحدة من أسرع الاقتصادات صعودا على مدار العقد الماضي.