مقالة خاصة: أعمال أدبية...وسيط يدفع التبادل الحضاري بين العالم العربي والصين
بكين 4 ديسمبر 2024 (شينخوا) مع التطورات السريعة التي طرأت على العلاقات بين الدول العربية والصين خاصة في إطار منتدى التعاون الصيني-العربي، حققت التبادلات الأدبية بين الجانبين نتائج مثمرة لتصبح وسيطا للاستفادة من بعضهما البعض في مجال الحضارة.
وقال الكاتب السعودي زكي الصدير لمراسلي وكالة أنباء "شينخوا" خلال مشاركته في منتدى ليانغتشو الذي عقد في أواخر شهر نوفمبر الماضي في مقاطعة تشجيانغ بشرقي الصين وركز موضوعه على التبادل الحضاري والأشكال الجديدة للحضارة الإنسانية، "إننا نحتاج إلى حضارة الإنسان"، مؤكدا على أهمية الإبداع الأدبي في الحياة المعنوية للإنسان وتعزيز التبادلات بين الحضارات.
وعلى جانب آخر، انعقد الملتقى الشعري الصيني العربي مؤخرا في متحف القصر الإمبراطوري ببكين، عاصمة الصين، حيث شارك فيه شعراء من تسع دول عربية، وهي الجزائر ومصر والإمارات والكويت والمغرب والسعودية وتونس والعراق والأردن.
وخلال الفعالية، قام الشعراء العرب والصينيون بتلاوة الأشعار وأجروا حوارات وقاموا بالعزف على الآلات الموسيقية التقليدية الصينية والعربية لإظهار جاذبية الثقافات المختلفة وتبادل الأفكار حول مستقبل الأمتين العربية والصينية وسلام العالم والصداقة والثقة المتبادلة، بغية تعزيز التبادل الثقافي بين الجانبين العربي والصيني.
ويهدف الملتقى الذي انعقد بمناسبة الذكرى الـ20 لإقامة منتدى التعاون الصيني-العربي، إلى بناء جسر للتبادل الأدبي بين الدول العربية والصين ومواصلة التعاون الثقافي وتعزيز الاستفادة من بعضهما البعض في مجال الحضارة باعتبار الشعر وسيطا.
ومنذ دخول القرن الـ21، شهد التبادل الأدبي بين الجانبين العربي والصيني ازدهارا غير مسبوق. وفي عام 2008، قرر الاجتماع الوزاري الثالث لمنتدى التعاون الصيني-العربي إطلاق برنامج ترجمة ونشر الأعمال الكلاسيكية الصينية والعربية.
وفي عام 2014، تم الإنتهاء من ترجمة أول عمل أدبي في إطار هذا البرنامج ، "كتاب الأمير: مسالك أبواب الحديد" من تأليف الكاتب الجزائري واسيني الأعرج، من اللغة العربية إلى اللغة الصينية ونشره في الصين. وبعد ذلك وحتى العام الماضي، تم ترجمة ونشر 50 كتابا بموجب البرنامج. وذكرت أطراف مسؤولة عن البرنامج أن هذه الأعمال لا تتمتع بروح الحضارات العريقة فحسب، بل إنها بلورة للأفكار والحضارات الحديثة ولها أهمية في تعميق التفاهم والتقدير لثقافات الآخر بين الشعبين العربي والصيني.
وبالإضافة إلى الأعمال في إطار البرنامج المذكور، نشرت الصين نحو 100 عمل أدبي عربي حديث ومعاصر مترجم إلى اللغة الصينية منذ بداية القرن الـ21 وأصبح بعض الكتاب العرب مثل الشاعر السوري أدونيس والكاتب المصري نجيب محفوظ معروفين بين القراء الصينيين.
ومن جهة أخرى، تطورت أعمال ترجمة ونشر الأعمال الأدبية الصينية الحديثة والمعاصرة في العالم العربي بسرعة خلال السنوات العشر الماضية. وتمت ترجمة العديد من الأعمال الأدبية الصينية إلى اللغة العربية ولاقت ترحيبا كبيرا من قبل القراء العرب. وبذلك، تعرف القراء العرب على عدد كبير من الكتاب الصينيين، بمن فيهم الأديب موه يان الحائز على جائزة نوبل في الأدب. كما عززت الأنشطة الأدبية المتنوعة مثل المعارض الدولية للكتاب في الدول العربية اهتمام القراء العرب بالأعمال الأدبية الصينية.