مقابلة خاصة: وزير المالية المصري: تجمع بريكس يعطي قوة للدول الناشئة للتطوير وزيادة مساهماتها دوليا
في الصورة الملتقطة يوم 3 فبراير 2025، وزير المالية المصري أحمد كجوك في مقابلة حصرية مع وكالة أنباء ((شينخوا)) في العاصمة الإدارية الجديدة، مصر. (شينخوا)
القاهرة 11 فبراير 2025 (شينخوا) أكد وزير المالية المصري أحمد كجوك أن تجمع بريكس يعطي قوة وزخما كبيرين للدول الناشئة لتطوير نفسها وزيادة مساهماتها ومنافساتها دوليا وخلق فرص للتعاون والعمل المشترك.
وقال كجوك في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) بمناسبة مرور عام على انضمام مصر إلى بريكس إن انضمام مصر للتجمع فتح آفاقا أكبر للتعاون في كل مجالات العمل المشترك سواء على المسار الاقتصادي أو حتى المسار السياسي، معربا عن سعادته لذلك.
وأضاف أن التجربة الصينية في التنمية عالية الجودة والتحديث "ملهمة"، معربا عن اعتقاده بأن هناك فرصة هائلة للاستفادة مما حققته الصين من تقدم تكنولوجي وتنمية عالية الجودة.
-- عام على انضمام مصر إلى بريكس
ولفت وزير المالية المصري إلى أن بريكس يعد "تجمعا مهما جدا للدول الناشئة التي أصبحت تنمو بشكل متسارع للغاية، وزادت مساهماتها في الاقتصاد العالمي بمعدلات كبيرة جدا".
وتابع قائلا "بالتالي فإن فكرة وجود تجمع للدول الناشئة تناقش فيه أولوياتها وسياستها ويكون هناك تنسيق مشترك وتبادل للخبرات ومناقشة السياسات وتوحيد لبعض الرؤى وأيضا تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية سواء على مستوى الحكومات أو القطاع الخاص، فإن كل ذلك يعطي قوة وزخما للدول الناشئة لتطوير نفسها وتزيد مساهماتها وتخلق فرص عمل بينها وأن تنافس دوليا".
وأردف كجوك قائلا "بالتأكيد نحن سعداء جدا بالانضمام إلى بريكس وسعداء جدا بالتعاون في كل مجالات العمل المشترك سواء على المسار الاقتصادي أو حتى المسار السياسي، وسعداء أكثر بأن هناك تطويرا مستمرا، وتوفير فرص أكبر خاصة للقطاع الخاص ويمكن أن نستفيد من هذه التجمعات بعلاقات أقوى واكتشاف فرص عمل أفضل".
وأضاف أن تجمع بريكس أصبح فيه حراك كبير، حتى الدول التي انضمت العام الماضي بعد توسيع نطاقه تؤكد اتساع الدور الإيجابي للمجموعة، التي تقوم فكرتها الأساسية على أنها آلية للتنسيق، وآلية للحوار والتشاور وتبادل الخبرات وتعزيز العلاقات، ومع ذلك فإن كل الاجتماعات التي عقدت العام الماضي تم خلالها طرح الكثير من الأفكار التي يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي جدا لكل الدول.
وأوضح أن من بين هذه الأفكار "تعبئة الموارد في مجال السياسة الضريبية والجمركية على أساس التعاون المشترك بين الدول، من خلال تبادل الخبرات والتنسيق والتدريب والتأهيل، ما أوجد حالة من الاتساق والتكامل".
ونوه ببنك التنمية الجديد باعتباره أحد المؤسسات التمويلية المتاحة لدول بريكس الأعضاء فيه، وأنه دائما يسعى للتوسع في تمويل مشروعات البنية التحتية والمشروعات التنموية في الدول، ويبحث في إيجاد آليات تمويل جديدة.
كما نوه بالتعاون في مجال منظمات المجتمع المدني ومؤسسات الفكر في إطار بريكس، والتي يمكن من خلالها التوصل إلى أفكار ومبادرات جديدة في الدول الناشئة لخدمة أغراض التنمية، بالإضافة إلى منتدى القطاع الخاص لدول بريكس لتبادل الخبرات.
واستطرد قائلا إن ذلك "يعني أنه أصبحت هناك الآن آليات تتواجد للمرة الأولى سواء من خلال توسيع عدد الدول الأعضاء أو حتى هذه الآليات لتعزيز الربط على المستوى الحكومي وعلى المستوى السياسي والمجتمع المدني والقطاع الخاص".
-- عملة موحدة لبريكس
وفيما يتعلق بالحديث عن إصدار عملة موحدة للبريكس أو التبادل التجاري بالعملة المحلية، أكد وزير المالية المصري أن "هناك الكثير من الدول يكون فيما بينها على مستوى البنوك المركزية خطوط ائتمان للعملات المشتركة، وهي فكرة قائمة وما أعطاها زخما أكبر في الفترة الماضية هو توسيع عدد أعضاء بريكس حيث أصبح هناك حوار أشمل في هذا الأمر".
واستطرد قائلا "لكن عموما وحتى يكتب لهذه الفكرة النجاح فهي قائمة على أساس أن العلاقات الثنائية والتبادل التجاري يزداد، لأنه حتى يتم إجراء التسويات التجارية فلابد من زيادة التبادلات التجارية والاستثمارية والسياحية".
واعتبر أن "أكبر فائدة من هذا الأمر أنه يعزز العلاقات الثنائية ويساعد على إجراء تسويات بين الدول بعملات تعطي هذه العملات قوة في مواجهة العملات الدولية وتعطيها قدرا أكبر من الاستقرار، وميزة إضافية للتنوع والصلابة أمام الصدمات الخارجية".
-- التعاون المصري - الصيني
وشدد كجوك على أهمية التطور الكبير الذي تشهده العلاقات المصرية الصينية في السنوات الماضية، بفضل التعاون الكبير بين البلدين واتفاقهما على رفع مستوى العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وهو ما انعكس بشكل كبير للغاية على أرقام وآفاق التعاون.
وأشار كجوك إلى أن الصين هي الشريك التجاري الأكبر لمصر، كما أن الصين أصبحت واحدا من أكبر الشركاء في مجال الاستثمار، وأصبحت مصر تستفيد بشكل أكبر من حجم السوق الصيني الضخم.
ولفت في هذا الصدد إلى إصدار مصر لأول مرة سندات "باندا" في الصين وبأسعار جيدة جدا بضمانة من البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وهو ما أتاح لمصر فرصة التنويع باعتباره واحدا من مصادر التمويل الجديدة بشكل كامل.
وقال كجوك إن البنكين المركزيين المصري والصيني بينهما أكثر من خط ائتمان، مشيرا إلى أن محافظ البنك المركزي المصري كان في زيارة مؤخرا للصين لبحث التعاون المشترك.
وأضاف أن "ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين من مستوى استراتيجي أصبح يسمح بالتعاون في مختلف المجالات، واستفدنا بسبب هذا الزخم في الذهاب إلى السوق الصيني وأصدرنا سندات هناك والسوق الصيني يتطلب تصنيفا وتقييما ولابد أن يكون المستثمرون الصينيون على علم كاف بك، والفترة الماضية سهلت جدا هذه الأمور".
وتابع قائلا "وجودنا في الصين من خلال هذه السندات خلق قدرا أكبر من المعرفة بالاقتصاد المصري عند مؤسسات كثيرة جدا، وهو ما يتضح من عدد المستثمرين والصفقات التي تتم، ما أدى إلى وجود زخم كبير جدا في العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين".
ولفت كجوك إلى أن مصر عضو مؤسس للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي وصل عدد أعضائه حاليا إلى أكثر من 100 دولة، مشيرا إلى أن مصر الدولة الإفريقية الوحيدة التي حصلت على استثناء للتعامل من ناحية التمويل كدولة آسيوية، لذلك تتمتع بكل مزايا التمويل دون أي ضغوط.
وأوضح أن استثمارات البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية في مصر تتوسع وتتزايد بشكل كبير، موضحا أن هناك حاليا نحو ستة مشروعات يقوم البنك بتمويلها.
وأشار إلى أن ما يميز هذا البنك أن نصف محفظته التمويلية هي لتمويل مشروعات القطاع الخاص، لذا فهو مفيد جدا للدولة على المستوى الحكومي والقطاع الخاص، ومصر تمتلك حصة جيدة بالبنك لذلك هي تستطيع الاستفادة جيدا منه.
يشار إلى أن وزير المالية المصري أحمد كجوك هو أيضا عضو مجلس إدارة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.
-- تجربة رائدة وملهمة
وثمن وزير المالية المصري غاليا التنمية عالية الجودة والتحديث الصيني النمط قائلا إن "الانفتاح والتنمية الصينية تجربة رائدة، وحققت نجاحا بالغا خاصة فيما يتعلق بخفض مستويات الفقر ورفع مستويات الدخول والمعيشة وخلق قدر كبير من التنافسية في عدد من القطاعات، والتطور التكنولوجي الهائل، والبنية التحتية الضخمة ليس في العاصمة أو المدن الكبرى فقط، بل في كل مكان".
وقال "أنا زرت عددا كبيرا من المدن الصينية بحكم وجودي كعضو مجلس إدارة البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية ممثلا لمصر كعضو مؤسس، ولمست هذا التقدم الكبير والتحديث الذي حققته الصين عن قرب".
ورأى كجوك أن "التجربة الصينية ملهمة لكل الدول الناشئة خاصة من خلال النتائج التي حققتها"، معربا عن اعتقاده بأن هناك حاليا فرصة هائلة للاستفادة مما حققته الصين من تقدم تكنولوجي كبير وما تمتلكه من خبرات كبيرة وذلك في صورة استثمارات، الأمر الذي يشهد طفرة كبيرة في مصر حاليا بهدف التصنيع والتصدير للمنطقة العربية والدول الأفريقية.
وأضاف "نتمنى أن تكون هذه من أولوياتنا في الفترة المقبلة وكيفية الاستفادة من الخبرات الصينية المتميزة في مجال التكنولوجيا بما يعزز من قدراتنا التنافسية في الكثير من المجالات بما يجعل من مصر بوابة للتصنيع والتصدير الإقليمي".
وأوضح أن عدد الشركات الصينية في مصر تضاعف بشكل كبير وفي كل المجالات خاصة في السنوات العشر الأخيرة، مؤكدا في هذا الصدد أن "واحدة من أكبر وأفضل مميزات السوق المصري هي التنوع، وأن أكبر 10 قطاعات تمثل 50% من الاقتصاد القومي، فهو اقتصاد لا يقوم ولا يعتمد على قطاع أو اثنين، حتى في علاقاتنا التجارية ستجد عددا كبيرا من الشركاء وأكبر 10 شركاء تجاريين نسبهم متقاربة للغاية، أيضا في الاستثمار والسياحة فهذا التنوع مفيد جدا".
وشدد وزير المالية المصري على أنه "حدثت طفرة كبيرة جدا في العلاقات الثنائية مع الصين باعتبارها الشريك الأكبر في المجال التجاري وهناك زيادة كبيرة في عدد الشركات الصينية العاملة بمصر، وصارت من أكبر الشركاء في المجال الاستثماري، ولدينا منطقة صناعية صينية كاملة بمنطقة العين السخنة بالإضافة إلى الكثير من الاستثمارات في مختلف المجالات المنتشرة في أنحاء مصر".