وجهة نظر: عناق الحضارات .. ستون عامًا من الشراكة والتعاون بين الصين والكويت

التاريخ: 2025-02-12 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller

بقلم: المهندسة هبة عباس محمد عباس

الكويت 11 فبراير 2025 (شينخوا) في عالم تتداخل فيه الثقافات وتتقاطع فيه الطرق، تبرز الكويت كنجمة ساطعة في فضاء الدبلوماسية ، حيث تتبوأ مكانة مرموقة في تعزيز جسور التواصل مع مختلف الدول.

ومنذ عقود، بدأ هذا الحلم يتحقق بفضل قادة عظماء، في مقدمتهم أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد الصباح، الذي أرسى أسس التعاون مع الصين، تلك الدولة التي تُعد رمزًا للابتكار والتطور المستدام.

في العام 1965، قام أمير دولة الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، عندما كان وزيرا للمالية والصناعة والتجارة آنذاك، بزيارة الصين في الفترة من 12 إلى 14 فبرايرمنذلكالعام، مؤسسًا بذلك علاقة دبلوماسية واقتصادية متميزة.

كانت هذه الزيارة خطوة جريئة في وقت كانت فيه الكويت من أوائل الدول الخليجية التي تسعى لتعزيز العلاقات مع بكين، مما مهد الطريق لعقود من التعاون المستمر والتفاهم المشترك.

ce11ab87240248a69f22bf150949098b.JPEG

في الصورة الملتقطة يوم 21 سبتمبر 2023، ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح يصل إلى مدينة هانغتشو، حاضرة مقاطعة تشجيانغ شرقي الصين.(شينخوا)

روابط عميقة بين الصين والكويت

على مر السنين، أثبتت الكويت أن العلاقات الاقتصادية لا تُبنى فقط على المصالح، بل على الثقة المتبادلة، وقد شهدت التجارة بين الكويت والصين توسعًا كبيرًا، كأنها شجرة تُثمر في كل فصل، مما يعكس عمق الروابط بين البلدين.

تتجلى قوة هذه العلاقات في الزيارة الرسمية الأخيرة لسيدي حضرة صاحب السمو أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى بكين، حيث التقى بالرئيس الصيني شي جين بينغ.

لم تكن هذه الزيارة مجرد لقاء بروتوكولي، بل كانت تجسيدًا لالتزام البلدين بتعزيز التعاون الثنائي في مجالات حيوية، مثل الطاقة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار.

أحد أبرز المشاريع التي تجسد هذا التعاون الاستراتيجي هو ميناء مبارك الكبير، الذي يمثل بوابة لوجستية رئيسة تعزز مكانة الكويت كمركز إقليمي للتجارة والنقل البحري.

هذا المشروع الطموح، الذي يتماشى مع رؤية الكويت 2035، لا يخدم فقط المصالح الكويتية، بل يتقاطع مع الاستراتيجية الصينية لتعزيز تواجدها التجاري في المنطقة عبر بنية تحتية متطورة.

55dcfbbfc158482c885669cf7c0c4c44.JPEG

في الصورة الملتقطة جوا يوم أول يونيو 2019، شاحنات شركة ((قتشوبا جروب)) الصينية مرتبة على شكل اسم الشركة المختصر في الصحراء بمحافظة الجهراء في الكويت. (شينخوا)

علاقات استراتيجية واحترام متبادل

المستقبل يحمل فرصًا كبيرة لتعزيز العلاقات بين البلدين، فمع تزايد الاستثمارات الصينية في الكويت، خاصة في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة، والتعاون في مشاريع البنية التحتية الكبرى، يبدو أن الشراكة بين البلدين ستدخل مرحلة جديدة أكثر ديناميكية.

كما أن التحديات العالمية الحالية، سواء في مجال الاقتصاد أو الطاقة، تدفع الدولتين إلى توثيق التعاون لمواجهة هذه التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة.

العلاقات الكويتية الصينية لم تعد مجرد تعاون اقتصادي أو تبادل تجاري، بل أصبحت نموذجًا لعلاقة استراتيجية قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

ومع استمرار تعزيز هذه الشراكة، تبقى الكويت والصين شريكتين رئيسيتين في صياغة مستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا لمنطقة الشرقالأوسطوالعالم.

ملحوظة المحرر: المهندسة هبة عباس محمد عباس المستشار الفني ورئيس لجنة الاستدامة .. جمعية المياه الكويتية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتبة ولا تعكس بالضرورة آراء وكالة أنباء ((شينخوا)).

تحرير: تشن لو يي