(صوت الجنوب) أكبر مساهمة قدمها الاقتصاد الصيني للعالم هي ضخ عوامل اليقين على نحو شامل
أحد أفراد طاقم العمل يباشر عمله في ورشة تابعة لشركة متخصصة في مواد الألومنيوم بمنطقة التنمية الاقتصادية والتكنولوجية لقناة هونغتشي في مدينة لينتشو بمقاطعة خنان في وسط الصين، 19 مارس 2025. (شينخوا)
بقلم صوت الدجلة
حقق الاقتصاد الصيني نموا مستمرا ومستقرا في عام 2024 في ظل الظروف الخارجية غير المواتية المتمثلة في تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي وقيام الولايات المتحدة وغيرها من الدول بتقويض قواعد التجارة العالمية، وممارسة ما يسمى بفك الارتباط وقطع السلاسل بشكل تعسفي، حتى اللجوء إلى فرض العقوبات الأحادية الجانب. وبلغ معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي للصين في العام الماضي 5 بالمائة، وهو ما وضع الاقتصاد الصيني في الصف الأول بين الاقتصادات الرئيسية في العالم، لتبقى نسبة مساهمة الاقتصاد الصيني في النمو الاقتصادي العالمي عند مستوى 30 بالمائة تقريبا.
ولعل أكبر مساهمة قدمها الاقتصاد الصيني للعالم هي ضخ عوامل اليقين على نحو شامل. فيما يتعلق بقطاع الزراعة، تجاوز حجم إنتاج الحبوب في الصين 700 مليون طن في عام 2024، وهو ما لعب دورا حيويا في ضمان الأمن الغذائي في العالم. ونمت الصناعات التحويلية عالية التقنية وقطاع تصنيع المعدات في الصين بنسبة 8.9 بالمائة و7.7 بالمائة على الترتيب في العام الماضي. وتُعد قدرة الإنتاج الصناعي الفريدة للصين ضمانا مهما لاستقرار سلاسل الصناعة العالمية. وساهمت قدرات الصين في مجال الابتكار التكنولوجي في تحقيق طفرة نوعية لتطور الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الكم وصناعات الطاقة الجديدة في العالم، حيث صنعت الصين أكثر من 12 مليون سيارة تعمل بالطاقة الجديدة في العام الماضي. وتوفر قدرة الصين على دمج التكنولوجيا في تطور الصناعة إمكانية للتحول الأخضر والرقمي في العالم.
وخلال الدورتين السنويتين اللتين انعقدتا قبل أيام، أعلنت الحكومة الصينية أن معدل النمو الاقتصادي في الصين سيبقى عند حوالي 5 بالمائة في عام 2025، وستواصل الحكومة الصينية تنمية الصناعات الناشئة وتعزيز الصناعات المستقبلية، وتسريع التحول الرقمي للصناعة التحويلية، ودفع التحول والارتقاء بالصناعات التقليدية، ومواصلة تعزيز الانفتاح رفيع المستوى على العالم، وتعزيز البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق بجودة عالية وعلى نحو معمق وملموس.
يكمن سر النمو الاقتصادي السريع وعالي الجودة على المدى الطويل في الصين في التمسك بحزم بقيادة الحزب الشيوعي الصيني ومسار الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، فالتنمية في الصين دائما تعتمد على الشعب وتتمحور حوله، والحفاظ على مصلحة الشعب هو الهدف الأول والأخير، من أجل أن تعود الفائدة على كافة أبناء الشعب وتحقق لهم حياة سعيدة.
ملاحظة المحرر: الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة آراء وكالة أنباء ((شينخوا)).