مقالة خاصة: الهواتف الذكية الصينية تحظى بشعبية واسعة في سوق الشرق الأوسط

التاريخ: 2025-03-20 المصدر: شينخوا
fontLarger fontSmaller

d939db63b56c4ff6b09e2a6f79936ab3.JPEG

ضيفة تلتقط صورة بهاتف "شياومي 13تي" الذكي خلال حفل إطلاقه في المتحف المصري الكبير في القاهرة، مصر، في 8 أكتوبر 2023. (شينخوا)

بكين 19 مارس 2025 (شينخوا) في السنوات الأخيرة، شهدت مبيعات الهواتف الذكية ذات العلامات التجارية الصينية نموا مطردا في أسواق الشرق الأوسط. ووفقا لبيانات "كاناليس"، بلغ إجمالي شحنات الهواتف الذكية إلى منطقة الشرق الأوسط (باستثناء تركيا) وأفريقيا 11.5 مليون وحدة و17.8 مليون وحدة على التوالي في الربع الثاني من 2024، حيث قامت شركات "شياومي" و"ترانسشن" و"أونر" بتوريد 42 في المائة من إجمالي شحنات الهواتف الذكية إلى المنطقة.

وأشارت بعض وسائل الإعلام العربية إلى أن الهواتف الصينية حازت استحسان المستخدمين في المنطقة بفضل أداء الكاميرات المحسن وعمر البطارية الأطول والأسعار التنافسية. في الوقت نفسه، تعمل الشركات الصينية على توسيع وجودها عبر افتتاح متاجر جديدة وإنشاء مراكز إنتاج وتصنيع خاصة بها، ما يعكس التزامها بالاستثمار والتطوير طويلي الأجل في المنطقة.

-- الاقتصاد الرقمي يعزز الطلب على الهواتف الذكية

تعد دول الشرق الأوسط من أوائل المناطق في العالم التي تبنت تقنية الجيل الخامس (5G) وبدأت في استخدامها تجاريا. وفي مايو من العام الماضي، أعلنت الإمارات عن إطلاق خطة 5G-A على مستوى البلاد لتعزيز تطوير الإنترنت عبر الهاتف المحمول. كما وصل معدل انتشار الإنترنت في السعودية إلى 99 في المائة خلال عام 2023، حيث يقضي 52.3 في المائة من المستخدمين ما يصل إلى سبع ساعات يوميا على الانترنت عبر الهواتف الذكية ما يجعلها الوسيلة الرئيسية للوصول إلى الشبكة. وساهم انتشار الجيل الجديد من تقنيات الاتصالات في دعم تطوير قطاعات البرمجيات والإنترنت والتجارة الإلكترونية وغيرها من الصناعات الرقمية.

ووفقا لصحيفة ((ناشيونال)) الإماراتية، بفضل العائد الديموغرافي والدعم السياساتي والمالي، من المتوقع أن يصل حجم الاقتصاد الرقمي في الشرق الأوسط إلى 780 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، بمعدل نمو يتجاوز المتوسط العالمي. ويشهد قطاع التجارة الإلكترونية، على وجه الخصوص، ازدهارا كبيرا، حيث من المتوقع أن يبلغ معدل النمو السنوي المركب 11 في المائة بين عامي 2022 و2026، ليصل حجم السوق إلى 57 مليار دولار أمريكي في عام 2026. بحلول ذلك الوقت، سيمثل اقتصاد التجارة الإلكترونية 8.3 في المائة من إجمالي التجارة الإقليمية.

مع التطور السريع للاقتصاد الرقمي في الشرق الأوسط وتحسن البنية التحتية الرقمية مثل الإنترنت عبر الهاتف المحمول، يواصل سوق الهواتف الذكية في المنطقة النمو. ووفقا لتقرير صادر عن وكالة أبحاث السوق "الدراسة المقارنة"، فإن مشغلي الاتصالات في الشرق الأوسط يواصلون تعزيز بناء شبكات الجيل الخامس (5G) والبنية التحتية ذات الصلة، مما سيؤدي إلى زيادة مستدامة في مبيعات الهواتف الذكية. وترى بوابة أخبار التكنولوجيا العربية أن آفاق نمو سوق الهواتف الذكية في الشرق الأوسط تبقى إيجابية مع التحسن المستمر في الاقتصاد الإقليمي.

4d9d3c700e8343ed9301d59d72b73805.JPEG

أشخاص يزورون جناح شركة هواوي الصينية في معرض القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات 2024 في القاهرة بمصر في 20 نوفمبر 2024. (شينخوا)

-- التصنيع "الذكي" الصيني يلبي احتياجات الأسواق المتنوعة

أطلقت العلامات التجارية الصينية مثل "شياومي" و"ترانسشن" و"أونر" نماذج هواتف ذكية فعالة من حيث التكلفة، وواصلت توسيع قنوات المبيعات لتحقيق نمو مستدام في دول مثل السعودية والعراق. وبفضل الأداء الجيد والتصميم الأنيق، ظهرت الهواتف الذكية الصينية مرارا في قوائم المنتجات الأكثر مبيعا على منصات التجارة الالكترونية في الشرق الأوسط.

وقال أحمد الزروني، خبير التكنولوجيا والكاتب الإماراتي المتخصص في سوق الهواتف الذكية، "تنطلق الهواتف الذكية الصينية من احتياجات العملاء، وتتميز بأداء قوي ومواصفات متطورة تفاجئ المستخدمين باستمرار"، مضيفا أنه "بعد أكثر من عقد من التطوير، أصبحت الهواتف الذكية الصينية واحدة من العلامات التجارية الرائدة التي تقود اتجاهات تطوير صناعة الهواتف عالميا". وفي الشرق الأوسط، بات المستهلكون أكثر وعيا بجودة المنتجات ووظائفها عند اتخاذ قرارات الشراء.

وتحظى الهواتف الذكية الصينية بشعبية واسعة في الشرق الأوسط بفضل مبادرة الشركات الصينية للسعي بنشاط إلى التكيف وتلبية الاحتياجات المتنوعة للمستهلكين المحليين بشكل أفضل. ويؤكد مسؤول معني في إدارة الشرق الأوسط وأفريقيا بشركة "أونر" قائلا "نحن ننتقل من التركيز على الأجهزة إلى التركيز على المستخدمين أنفسهم". بعد دخول الهواتف الذكية الصينية إلى سوق الشرق الأوسط، كثفت الشركات استثماراتها في البحث والتطوير وتحسين خدمات ما بعد البيع مما ساهم في توفير تجربة شخصية أفضل للمستخدمين بمنتجات وخدمات مبتكرة. ووفقا للتقارير، في عام 2024، ارتفعت مبيعات الهواتف الذكية لشركة "أونر" في الشرق الأوسط وأفريقيا بنسبة 66 في المائة على أساس سنوي، مما يدل على مزايا التصنيع "الذكي" في الصين.

-- تسارع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي

يشير محللو السوق إلى أن قطاع الهواتف الذكية في الشرق الأوسط يشهد تطورا سريعا، مما جعله محط أنظار العديد من الشركات المصنعة في العالم. وبالنسبة للشركات المصنعة التي ترغب في دخول أو توسيع حضورها في هذا السوق، فإنها بحاجة إلى فهم عميق للثقافة المحلية واحتياجات المستهلكين، إلى جانب إجراء تعديلات مرنة لإستراتيجيات التسويق لضمان النجاح. وفي الوقت الحالي، مع التطور السريع لنماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة، تعكف شركات الهواتف الذكية الصينية على تسريع تطبيق هذه التكنولوجيا على الهواتف الذكية.

وقال الزروني إن "الهواتف الصينية تتطور باستمرار في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت الهواتف المحمولة أداة حيوية في حياتنا اليومية وأعمالنا". وأثناء حديثه، عرض هاتفا محمولا صينيا كان يستخدمه. وباستخدام تطبيق يعمل بالذكاء الاصطناعي، يُمكن لهذا الهاتف الترجمة بدقة إلى عدة لغات. وذكر أنه يأمل ألا تكتفي الهواتف المستقبلية المزودة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي بترتيب جداول العمل فحسب، بل وتحقيق تكامل دقيق بين المهام، مما يعزز راحة المستخدمين ويجعل حياتهم أكثر كفاءة.

ومع التوجه المتزايد نحو تطوير صناعة الذكاء الاصطناعي، سارعت العلامات التجارية الصينية، مثل "شياومي" و"ترانسشن" و"أونر"، إلى طرح هواتف محمولة جديدة مدعومة بتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في المنطقة خلال العام الجاري، سعيا إلى توسيع حصتها في السوق. ويرى الزروني أن الشركات الصينية تتمتع بمزايا فريدة في مجال البحث والتطوير وإنتاج الهواتف الذكية، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يمنحها فرصة قوية لتوسيع نطاق انتشارها عالميا، ويضيف "آمل أن تصبح العلامات التجارية الصينية في طليعة الشركات المنتجة لهواتف الذكاء الاصطناعي الأكثر طلبا لدى مستهلكي الشرق الأوسط".

تحرير: تشن لو يي