مقالة خاصة: شخصيات عربية تكشف عن الحقيقة في شينجيانغ بشمال غربي الصين
بكين 31 أكتوبر 2024 (شينخوا) "الواقع الذي تعيشه منطقة شينجيانغ يختلف تماما عما تروج له بعض وسائل الإعلام الغربية من إساءات وتشويه للحقيقة والواقع". هذا ما قاله جمال ناصر الصويدر، المدير التنفيذي لقطاع المحتوى الإخباري في وكالة أنباء الإمارات (وام) خلال زيارته مؤخرا لمنطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين.
عقدت القمة العالمية السادسة للإعلام مؤخرا في منطقة شينجيانغ، حيث حضرها الصويدر ومئات من الممثلين عن مختلف الوسائل الإعلامية والحكومات والمنظمات الدولية وزاروا أماكن عديدة في شينجيانغ ورأوا تطورات المنطقة بأعينهم.
وأشاد الصويدر بالتطور الكبير الذي لاحظه في منطقة شينجيانغ التي يزورها لأول مرة، من حيث مظاهر التحضر والتنمية والبنية التحتية الضخمة، فضلا عن التناغم والانسجام بين مختلف الإثنيات التي تعيش في المنطقة وما يتحلى به الناس من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، كما أعرب عن تفاؤله بمستقبل أكثر إشراقا للمنطقة.
وأظهرت بيانات رسمية أنه بحلول نهاية عام 2023، بلغ إجمالي طول الطرق العامة بمنطقة شينجيانغ 227.9 ألف كيلومتر، بينما وصل طول خطوط السكك الحديدية بها 9525.6 كيلومتر.
وبلغ إجمالي حجم الصادرات والواردات في منطقة شينجيانغ 357.33 مليار يوان (حوالي 50.16 مليار دولار أمريكي) في السنة الماضية، بزيادة 45.9 في المائة على أساس سنوي، من بينها ارتفع إجمالي حجم صادرات وواردات المنطقة مع الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق" بنسبة 47.8 في المائة على أساس سنوي، بينما ارتفع إجمالي حجم صادراتها ووارداتها مع دول آسيا الوسطى بنسبة 53 في المائة على أساس سنوي.
بحلول نهاية عام 2020، نجحت شينجيانغ، من خلال جهودها الدؤوبة، في انتشال ما يزيد عن ثلاثة ملايين مواطن في المناطق الريفية من براثن الفقر المدقع. وفي عام 2023، حققت المنطقة نموا اقتصاديا بنسبة 6.8 في المائة، بينما بلغ نصيب الفرد من الدخل القابل للتصرف 28947 يوانا (حوالي 4063.7 دولار أمريكي)، وهو ما يمثل 2.38 ضعف الرقم المسجل في عام 2012. كما بلغ متوسط عدد السيارات التي تمتلكها كل مائة أسرة في المناطق الحضرية 52 سيارة، بينما ظلت تغطية التأمين الطبي الأساسي في المنطقة بأكملها مستقرة عند أكثر من 95 في المائة لسنوات عديدة.
"شينجيانغ مكان جميل"، يعرف جميع أبناء مختلف المجموعات الإثنية هذه الأغنية عن ظهر قلب، ويتغنون بها فخورين، إذ لا يكمن جمال منطقة شينجيانغ في مناظرها الطبيعية الساحرة والفريدة فحسب، بل يكمن أيضا في التناغم والانسجام بين مختلف القوميات بها.
وفي هذا الصدد، قال خالد موسى، مدير تحرير مجموعة مسقط للإعلام، والذي زار منطقة شينجيانغ مرتين خلال العام الجاري، عبر حسابه على منصة للتواصل الاجتماعي: "تجارب حياتية وإنسانية عشتها اليوم وخلال الأيام الماضية في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم في شمال غربي الصين، التقيت خلالها مع العديد من الأسر والمواطنين الصينيين من عدة قوميات منها قوميات هان والويغور والقازاق ومنغوليا والأوزبك وغيرها، ففي شينجيانغ يعيش السكان من أكثر من 40 قومية معا في محبة وتآلف... تستطيع أن تقول الكل في واحد".
على مدى العقود الستة الماضية، ازداد تعداد سكان منطقة شينجيانغ بأكثر من أربعة أضعاف، بينما ارتفع عدد أبناء قومية الويغور من 2.2 مليون نسمة إلى حوالي 12 مليونا حاليا، وارتفع متوسط العمر المتوقع من 30 عاما إلى 74.7 عام.
قال وارف قميحة، رئيس معهد طريق الحرير للدراسات والأبحاث اللبناني إن أكثر ما يميز منطقة شينجيانغ حقا هو التنوع القومي والثقافي، فالمجتمع هنا يتألف من مجموعات إثنية عديدة، ولكل منها عاداتها وتقاليدها التي تضيف إلى الفسيفساء الثقافية الفريدة، مضيفا أنه عندما زار مدينة كاشغار بالمنطقة، شعر كما لو أنه عاد بالزمن إلى عصور مضت. على الرغم من التحديث الذي تشهده المدينة، إلا أن التراث الثقافي لا يزال حاضرا في كل زاوية.
أظهرت بيانات رسمية أن منطقة شينجيانغ استقبلت 265 مليون زائر في عام 2023، بزيادة 117 في المائة، وحققت إيرادات سياحية إجمالية بقيمة 296.72 مليار يوان (حوالي 41.65 مليار دولار أمريكي)، بزيادة 227 في المائة على أساس سنوي.
بدوره، قال هاني عبد الوهاب كاشف، مسؤول بالمندوبية الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى منظمة التعاون الإسلامي خلال زيارته لمنطقة شينجيانغ مؤخرا، إنه شعر بالدهشة بعد رؤيته للإنجازات الكبيرة التي تحققت في شينجيانغ، مشيرا إلى أن ذلك لا يعتبر فقط مصدر فخر للصين، ولكن أيضا فخر للشعب السعودي الصديق للصين، آملا أن يكون هناك المزيد من الفرص للتواصل والتفاعل بين البلدين في المستقبل، حتى يتمكن المزيد من الناس من رؤية شينجيانغ الحقيقية.