مقالة خاصة: العلاقات بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا تحقق تقدما كبيرا وتعزز التعاون مع الاتحاد الأوروبي

الوقت:2017-11-25 18:02:42المصدر: شبكة شينخوا

بعد نصف عقد من الزمن على انطلاقه، حقق التعاون بين الصين و16 بلدا في وسط وشرق أوروبا تقدما كبيرا، هكذا قال مسؤولون وخبراء قبل انعقاد فعاليات قمة الصين - دول وسط وشرق أوروبا السنوية.

وسوف ينضم رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إلى زملائه الستة عشر في دول وسط وشرق أوروبا في بودابست بالمجر للمشاركة في الاجتماع السادس لرؤساء حكومات الصين ودول وسط وشرق أوروبا، الذي ينعقد في الفترة ما بين 26 و29 نوفمبر.

وبوصفها آلية حاسمة لتيسير التعاون الثنائي، فمن المقرر أن توسع وتعمق قمة هذا العام التعاون بين الجانبين، وفقا لما أفاد به خبراء.

-- حصاد مبكر

وقال السفير الصيني لدى المجر، دوان جيه لونغ، في مؤتمر بحثي جرى مؤخرا، "لقد مرت خمس سنوات ومعا، حققنا إنجازات عظيمة في تنسيق السياسات والتعاون الاقتصادي والتبادلات الثقافية وغيرها الكثير من المجالات".

وفي معرض وصفه العلاقات الحالية بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا بأنها "في أفضل حالاتها تاريخيا"، سلط السفير الضوء على ازدهار التجارة والاستثمار بين الجانبين منذ تأسيس آلية التعاون "16+1" في عام 2012.

وتجاوز حجم الاستثمار الصيني حاليا في دول وسط وشرق أوروبا 9 مليارات دولار أمريكي بينما استثمرت دول وسط وشرق أوروبا 1.4 مليار دولار في الصين. وفي الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام، تخطى حجم التبادل التجاري بين الجانبين 49 مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها 14.5 في المائة على أساس سنوي. وارتفعت واردات الصين من دول وسط وشرق أوروبا بنسبة 21.9 في المائة.

كما قام الجانبان بتوسيع نطاق الشراكات في مجالي البنية التحتية والصناعة، مع وجود عدد من المشاريع الرائدة قيد التنفيذ.

وتشمل هذه المشاريع خط السكك الحديدية فائق السرعة بين المجر وصربيا، وجسر الصداقة الصيني-الصربي عبر نهر الدانوب في بلغراد، ومشاريع الطرق السريعة في مقدونيا والجبل الأسود.

وفي القطاع المالي، أنشأت الصين صندوق التعاون الاستثماري بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا بقيمة 10 مليارات دولار في العام الماضي، وقد استثمر بالفعل في 12 مشروعا في خمسة بلدان من دول وسط وشرق أوروبا. وشاركت كل من المجر وليتوانيا وبولندا في سوق السندات الصينية.

وعلاوة على ذلك، شهدت الصين ودول وسط وشرق أوروبا تبادلات شعبية متنامية. وفي عام 2016، كان هناك مليون سائح بين الجانبين، مع ارتفاع عدد السياح الصينيين الذين يزورون الدول الـ 16 ثلاثة مرات مقارنة مع عام 2015.

وقال هوانغ بينغ، مدير معهد الدراسات الأوروبية بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، إنه مقارنة مع العلاقات التي عمرها عقود مع الدول الأوروبية الأخرى، فإن علاقات الصين مع دول وسط وشرق أوروبا نمت بسرعة خلال خمس سنوات فقط، مضيفا "إنهم يمتلكون إمكانات لا يمكن تصورها للتنمية في المستقبل" وسوف تساعد في إثراء التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي.

-- فرص الحزام والطريق

واستشرافا للمستقبل، أكد السفير دوان جيه لونغ أن الصين ستلتزم بسياستها الوطنية الأساسية الخاصة بالانفتاح والسعي نحو إستراتيجية متبادلة المنفعة وتعزيز مبادرة الحزام والطريق.

وقال دوان إن "اقتصاد الصين المستقر والنامي يطرح فرصا كبيرة، والصين تود تقاسم هذه الفرص مع العالم"، مضيفا "دعونا نواجه عدم استقرار الاقتصاد العالمي بالاستقرار المشهود في الاقتصاد الصيني؛ ونحارب عدم اليقين في النظام العالمي باليقين الموجود في العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي .. وآلية التعاون 16+1".

وتشكل دول وسط وشرق أوروبا، التي تضم العديد من الاقتصادات الناشئة، قرابة ربع البلدان الواقعة على طول الحزام والطريق.

وقال استيفان إيجيارتو، وزير الدولة للدبلوماسية الثقافية والعلمية في المجر، إن "هناك فرصا واعدة لدول وسط وشرق أوروبا وأوروبا برمتها في مبادرة الحزام والطريق الصينية"، مضيفا أن "دول وسط وشرق أوروبا اعترفت بهذه الفرصة التاريخية وأعلن الجميع عن دعمهم لهذه المبادرة".

-- لا تضارب مع الاتحاد الأوروبي

وأوضح إيجيارتو أن المجر تؤيد بقوة المنصة باعتبار أن التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا يعد جزءا مهما من التعاون بين الاتحاد الأوروبي والصين مما يمثل قيمة مضافة.

كما نفى السفير الصيني أيضا أية مخاوف بشأن تضارب محتمل مع العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.

وقال إن الصين ترى أن آلية التعاون 16+1 تمثل جزءا مهما من العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي وتكمل هذه العلاقات وتمنحها دفعة خاصة.

وتابع دوان "وكما قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، إننا نرى آلية التعاون 16+1 بوابة مهمة لدمج مبادرة الحزام والطريق في المجموعة الاقتصادية الأوروبية، ومحركا جديدا لتعزيز التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي، ومنصة ذات أولوية لتعزيز أربع شراكات رئيسية بين الصين والاتحاد الأوروبي للسلام والنمو والإصلاح والحضارة".

وأشار هوانغ إلى عدم تعارض أيا من مشاريع التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا مع العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي. بالإضافة إلى ذلك، فإن ممثلين من الاتحاد الأوروبي يشاركون أيضا في قمة الصين - دول وسط وشرق أوروبا بصفة مراقبين.

تحرير: تشي هونغ