مقابلة خاصة: باحث مغربي: مبادرة بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية تترجم إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع

الوقت:2023-03-25 09:18:09المصدر: شينخوا

بكين 24 مارس 2023 (شينخوا) أكد باحث مغربي على أهمية الجهود المبذولة سواء كان لبناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك أو لبناء مجتمع صيني أفريقي ذي مستقبل مشترك، قائلا إن كلاهما سيسهم في تحقيق المزيد من التنمية في البلدان العربية والأفريقية، وسيعود بالنفع على الناس في الصين وأفريقيا والعالم العربي.

يصادف هذا العام الذكرى العاشرة لاقتراح الرئيس الصيني شي جين بينغ بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية. وعلى مدى العقد الماضي، حظي هذا المفهوم بالترحيب والقبول على نطاق واسع.

وأشار ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الأفريقي-الصيني للتنمية في المغرب، في مقابلة مكتوبة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إلى أنه في السنوات العشر الماضية، واسترشادا بمفهوم مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، استمر التعاون الصيني العربي والتعاون الصيني الأفريقي في التطور بشكل شامل وعلى مستويات عدة وبجودة عالية.

وسلط الضوء على أن الأفكار المتعلقة ببناء مجتمع صيني عربي ذي مستقبل مشترك ومجتمع صيني أفريقي ذي مستقبل مشترك يجري العمل بشكل مستمر على ترجمتها إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع.

وضرب مثالا على ذلك قائلا "لقد رأينا أنه عندما شهد العالم أزمة جائحة، أخذت الحكومة الصينية تتبادل مع البلدان الأفريقية والعربية نتائج البحث والتطوير في مجال اللقاحات، وتُحقق إنتاجا مشتركا للقاحات المضادة لكوفيد-19 وتوفر للناس في البلدان النامية حماية عالية الجودة ضد المرض. إنه حقا إجراء ملموس لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية".

ومن ناحية أخرى، رأى الباحث المغربي أن تعاون الصين مع الدول العربية والأفريقية في مجال إدارة الصحراء يعد أيضا ممارسة عملية لمفهوم بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية. وأفاد بأنه "من أجل بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، تتمثل المهمة الأساسية في تهيئة بيئة آمنة ومتناغمة ومريحة للبشرية جمعاء. وتعتبر إدارة الصحراء في الواقع عنصرا هاما من عناصر الإدارة البيئية العالمية".

وتابع قائلا إن جمعيته تعاونت مع شركات صينية وخبراء صينيين في إنشاء "الضيعة التجريبية الصينية الأفريقية للزراعة المالحة"، وكان الهدف من ذلك هو النهوض بالزراعة الصحراوية من خلال إدخال التكنولوجيا والتجارب الصينية لحل مشكلة المياه المالحة والتربة القلوية تحت سطح الأرض الصحراوية، وإيجاد سبل جديدة لحل مشكلات الأمن الغذائي للسكان المحليين.

وأضاف أنه في الوقت الحاضر، تتسارع وتيرة التعاون بين الجانبين الأفريقي والصيني في مجالات الصحة والتنمية الخضراء والاقتصاد الرقمي، وهي ممارسات من شأنها أن تسهم إسهاما كبيرا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بأفريقيا.

تجدر الإشارة إلى أن بوشيبة، وهو خبير في الشؤون الصينية، كان قد عاش في الصين لأكثر من 20 عاما، وأصدر كتابا بعنوان ((تاريخ العلاقات بين المغرب والصين (1958-2018))) في عام 2021.

وعند سؤاله عن كيفية العمل بشكل أفضل على تعزيز بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، قال الباحث المغربي "نرى أن هناك بالفعل اختلافات موضوعية متنوعة ومعقدة بين الصين والدول العربية والأفريقية من حيث النظام السياسي والخلفيات الثقافية والبيئة التنموية". وفي هذا الصدد وجد أنه من الأهمية بمكان تعزيز التعلم المتبادل بين الحضارات، حيث قال "إن التعلم المتبادل بين الحضارات هو وسيلة جيدة لتعزيز السلام والتنمية العالميين".

وأعرب عن اعتقاده بأن مبادرة الحضارة العالمية، إلى جانب مبادرة الأمن العالمي ومبادرة التنمية العالمية، تشكل عناصر هامة تُثري بشكل مستمر جهود بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، مشيرا إلى أن "مبادرة الحضارة العالمية هي الحكمة الصينية التي تعزز تنوع الحضارات العالمية وتطورها الابتكاري. ومن شأن التعاون بين الحضارات العالمية أن يعزز التفاهم والتسامح والاحترام فيما بينها".

وأردف قائلا إن مبادرة الأمن العالمي ومبادرة التنمية العالمية تستجيبان للآمال والتطلعات المشتركة للشعوب بجميع أنحاء العالم في حياة أفضل، وتهدفان إلى توفير الدعم للتنمية المشتركة والتعاون الودي بين الدول.

وختم بوشيبة حديثه بالقول إن "مفهوم مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية سيعمل، مع تجذره في قلوب الناس، على تعزيز التعددية الدولية، وتقديم مساهمات كبيرة للتنمية الاقتصادية العالمية، ولعب دور نشط في دفع التعاون الدولي في شتى المجالات".

تحرير: تشن لو يي