تحليل إخباري: إلى ماذا تشير الزيارات الثلاث الهامة بين القيادتين الصينية والإماراتية خلال سنة

الوقت:2019-07-24 10:19:45المصدر: شبكة شينخوا

أطلق ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارة دولة للصين يوم 21 يوليو الجاري وذلك بعد سنة من قيام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة دولة للإمارات العربية المتحدة والتي كانت قد بدأت يوم 19 يوليو 2018.

وبين هاتين الزيارتين كانت هناك زيارة هامة أخرى قام بها نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان للإمارات في أكتوبر الماضي. فما الذي وراء هذه الزيارات المكوكية بين القيادتين الصينية الإماراتية؟

أحد العوامل الرئيسية التي تدفع هذه الزيارات هو نية الانفتاح. فمن الجانب الصيني، حصدت أكبر دولة نامية بالعالم انجازات كبيرة بعد 40 عاما من المثابرة على الانفتاح. وفي ظل حرص القيادة الصينية على مواصلة الانفتاح، لا ريب أن الإمارات دولة هامة ومثالية لإجراء التعاون معها.

فمن بين دول المنطقة، بادرت الإمارات إلى تخفيف الاعتماد المفرط على مبيعات النفط والغاز من خلال دفع التنوع الاقتصادي حيث صارت على دراية كبيرة بأهمية الانفتاح الشامل.

ونظرا لأن كلا من الصين والإمارات تأخذ عملية الانفتاح على محمل الجد، فأصبح من الطبيعي للغاية أن تعزز الصين والإمارات التعاون الثنائي بشأن تعميق الانفتاح خاصة في إطار بناء مبادرة الحزام والطريق.

وبات من الواضح أن الصين تهتم بتطوير العلاقات مع الإمارات اهتماما بالغا حيث يعد الأخير أول دولة زارها شي جين بينغ بعد توليه منصب الرئيس الصيني مرة أخرى. وخلال تلك الزيارة التاريخية، تم ترقية العلاقات الثنائية الى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بما يطلق فترة جديدة للتبادل والتعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها من المجالات الأخرى.

ولا يخفى على أحد أن القيادة الصينية تتبع أسلوبا عمليا حيث تهتم بترجمة التوافق مع الدول الأخرى على أرض الواقع. لذا قام نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان بزيارة للإمارات بعد فقط ثلاثة أشهر من زيارة الرئيس شي.

كما قال وانغ تشي شان إن هدف زيارته هو المحافظة على منحى التبادل رفيع المستوى بين البلدين وتطبيق التوافق الهام المتوصل اليه خلال زيارة الرئيس شي عبر مشروعات تعاون بما يضفي حيوية على الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والإمارات.

وبلا شك فإن زيارة الشيخ محمد للصين تهدف إلى التعبير عن تصميم الإمارات على تعميق التعاون العملي مع الجانب الصيني حيث من المتوقع أن تسجل الزيارة نتيجة ايجابية ملحوظة في المجالات المتنوعة مما يدفع التعاون الثنائي بشأن البناء المشترك للحزام والطريق.

وأصدرت الصين والإمارات إشارة واضحة من خلال هذه الزيارات مفادها بأن كليهما سيعزز الانفتاح ويعمق التعاون الثنائي في هذا العملية بما يخدم مصلحة الشعبين.

والحقيقة قد جنى التعاون الصيني الإماراتي في عملية الانفتاح ثمارا وافرة على مر الأعوام الماضية. ولا يتجسد ذلك في القطاعات التقليدية فقط، بل في المجالات الحديثة. فعلى سبيل المثال، تحقق الصرف المباشر بين اليوان الصيني والدرهم الإماراتي في العام 2016، كما تنهمك الآن الشركات الصينية في تدشين المنطقة النموذجية الصينية الإماراتية للتعاون في الطاقة الإنتاجية علما بأنها أول منطقة وطنية صينية بالخارج تخص التعاون في الطاقة الإنتاجية.

وفي الوقت ذاته، شهد التعاون الثقافي الثنائي تطورا سريعا أيضا حيث قررت الإمارات تعليم اللغة والثقافة الصينيتين في 200 مدرسة محلية.

ويصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية وكذلك الذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والإمارات. على الرغم من أن الـ35 عاما مدة غير طويلة، بيد أنها شهدت انجازات مرموقة للتعاون الثنائي والذي سيتعمق باستمرار في المستقبل.

تحرير: تشي هونغ