مقالة خاصة: الصين والإمارات تتعهدان بتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة

الوقت:2019-07-23 10:53:24المصدر: شبكة شينخوا

اجتمع الرئيس الصيني شي جين بينغ مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة يوم الاثنين (Xinhua)

عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ محادثات مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة يوم الاثنين، حيث تعهد الجانبان بتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين.

وخلال المحادثات التي جرت بقاعة الشعب الكبرى في بكين، استحضر شي في حديثه زيارة الدولة التي أجراها في الإمارات العربية المتحدة في يوليو عام 2018 حين أعلن الجانبان إقامة الشراكة ورسما مسار العلاقات الثنائية في مرحلة جديدة.

ومشددا على أهمية التعاون المربح للطرفين في حقبة العولمة، قال شي إن العلاقات الصينية-الإماراتية ضربت مثالا للتعاون الإستراتيجي بين البلدان من المناطق المختلفة ذات الثقافات والجماعات البشرية المختلفة.

وأوضح شي أن الجانبين يعتزمان إصدار بيان مشترك بشأن تعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة خلال زيارة ولي العهد، "وسيكون وثيقة مبادئ توجيهية هامة جديدة في تاريخ العلاقات الصينية-الإماراتية."

وأكد شي عزمه على العمل مع الشيخ محمد لضمان تحقيق الشراكة بين البلدين نتائج جديدة تعزز المنافع التي يجنيها البلدان من تلك الشراكة في ضوء الظروف المعقدة والمتقلبة الراهنة.

ودعا شي إلى دعم الثقة السياسية المتبادلة والتواصل الإستراتيجي، مشيرا إلى أن الصين تعد الإمارات شريكة إستراتيجية تعاونية هامة في الشرق الأوسط، ولافتا إلى أن الصين تدعم جهود الإمارات في حماية سيادتها الوطنية وأمنها ومصالحها التنموية، فضلا عن دعم دورها المتزايد في الشؤون الإقليمية والدولية.

وأكد شي أن الجانب الصيني يقف على أهبة الاستعداد في سبيل تعزيز التنسيق والتعاون مع الإمارات في حماية النظام الدولي والأمم المتحدة في القلب منه، وفي سبيل التمسك بالنظام الدولي القائم على القانون الدولي والتعددية والنزاهة والعدالة، وفي سبيل دعم بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.

وبشأن التعاون في إطار الحزام والطريق، حث شي الجانبين على تعزيز المواءمة بين إستراتيجيات التنمية في كل منهما، والتيقن من نجاح محطة الحاويات 2 في ميناء خليفة والمنطقة النموذجية الصينية الإماراتية للتعاون في الطاقة الإنتاجية ولعبهما دورا نموذجيا، وأيضا على دعم وتوسيع نطاق التعاون الاستراتيجي في قطاع الطاقة.

وأعرب الرئيس الصيني عن أمله في تحقيق هدف وصول حجم التجارة البينية بين البلدين إلى 200 مليار دولار بحلول 2030.

وخلال المحادثات، أوضح شي أن الصين تدعم الإمارات في إطلاق تعليم اللغة الصينية في 200 من مدارسها.

وبشأن التعاون في مجالي الأمن ومكافحة الإرهاب، أعرب شي عن امتنانه للدعم الذي قدمته الإمارات بشأن القضايا المتعلقة بمنطقة شينجيانغ، معربا أيضا عن دعم الصين القوي لجهود الإمارات في مكافحة المتطرفين الدينيين.

وشدد شي على أهمية السلام والاستقرار في منطقة الخليج بالنسبة للشرق الأوسط وبالنسبة للعالم بأسره، مضيفا أن منطقة الخليج يتعين أن تصبح "واحة للأمن" وليس "مصدرا جديدا للاضطرابات".

وقال شي إن الصين تدعم التزام الإمارات بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، داعيا كل الأطراف المعنية إلى الحفاظ على الهدوء وممارسة ضبط النفس والامتناع عن فتح "صندوق باندورا".

وتابع شي "يتعين (على الأطراف المعنية كافة) حل النزاعات والصراعات من خلال الحوار والتشاور على أساس الاحترام المتبادل."

واستطرد قائلا "الصين مستعدة للعمل مع الإمارات والمجتمع الدولي من أجل الإسهام في حماية السلام والاستقرار في منطقة الخليج."

من جانبه، قال الشيخ محمد إن الإمارات تمنح أولوية لتعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين في سياستها الخارجية، مضيفا أن بلاده ستكون على الدوام أفضل شريكة استراتيجية تعاونية للصين مهما تغيرت الأوضاع الدولية.

وتعهد الشيخ محمد بأن الإمارات ستواصل دعم الصين بقوة في القضايا التي تمس مصالحها الأساسية وشواغلها الكبرى.

وفي إشادة بالمساهمة الكبيرة لمبادرة الحزام والطريق في الارتباطية الإقليمية ونمو الاقتصاد العالمي، قال الشيخ محمد إن الإمارات مستعدة للمشاركة النشيطة في المبادرة ولعب دور أكثر بروزا فيها، ولإجراء المناقشات مع الصين بشأن التعاون في أسواق أطراف ثالثة.

وأشار إلى أن الإمارات مستعدة لتوسيع الاستثمارات في الصين وزيادة إمدادات الطاقة إليها وتعزيز حجم التجارة معها، فضلا عن تعزيز التعاون في المالية والطيران والتبادلات الثقافية والشعبية مع الصين، لافتا إلى أن بلاده تعتزم دعم التعاون العلمي والتكنولوجي مع الشركات الصينية.

وقال إن الإمارات تثمن كثيرا جهود الصين في حماية حقوق الأقليات القومية، وتعزيز الوحدة والتناغم بين المجموعات القومية، مضيفا أن بلاده تعتزم دعم التعاون الأمني مع الصين والاشتراك معها في مكافحة قوى الإرهاب والتطرف، منها حركة "تركستان الشرقية"، من أجل حماية الأمن الوطني والهدوء الإقليمي.

وأكد أن الإمارات تدعم المبادرة العظيمة التي اقترحها الرئيس شي بشأن بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، موضحا أن الإمارات تثمن سياسة الصين المسؤولة في الشؤون الدولية، لا سيما في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، ومؤكدا أن الإمارات ترحب بدور أكبر للصين في الحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

وعقب المحادثات، شهد الزعيمان تبادل مجموعة من وثائق التعاون بين الجانبين.

وقبل المحادثات، عقد شي مراسم استقبال رسمية للترحيب بولي العهد الزائر.

والتقى شي مجددا الشيخ محمد في وقت لاحق اليوم، حيث قال شي إن المحادثات التي جرت في الصباح كانت مثمرة وناجحة للغاية، وشهدا مراسم تبادل عدد من اتفاقيات التعاون الثنائية التي اتسمت بثراء المحتوى وتغطية مدى واسع من المجالات.

وأوضح شي أن عدد اتفاقيات التعاون الهائل يعكس ثراء محتوى العلاقات الثنائية وطبيعتها الاستراتيجية.

ولفت إلى أن الحضارة الصينية استمرت فوق الـ5000 عام، استوعبت خلالها مختلف الحضارات الأجنبية وواصلت تطورها على نحو شامل. وفي هذا السياق، أوضح شي أن مبادرة الحزام والطريق تهدف إلى تدعيم التبادلات والتعاون بين مختلف البلدان.

وحث الرئيس الصيني البلدين على الاشتراك في تعزيز الحوار بين الحضارات ودفع التنمية المطردة للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين والإمارات بهدف تقديم إسهامات جديدة للسلام والتناغم والتنمية المشتركة على مستوى العالم.

واتفق الشيخ محمد مع مقترح الصين بشأن البناء المشترك لمجتمع مصير مشترك للبشرية، معربا عن الاستعداد لتعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.

تحرير: تشي هونغ