مقالة خاصة: الصين وأفريقيا تعززان التعاون المتعدد الأطراف في مجال زراعة الأرز

الوقت:2019-07-19 13:42:40المصدر: شبكة شينخوا

تعمل الصين مع الدول الأفريقية وعدة منظمات دولية ومنظمات غير حكومية حاليا لتعزيز التعاون المتعدد الأطراف بشأن زراعة الأرز وتطوير تقنيات زراعية حديثة في القارة الأفريقية.

جاء ذلك في ندوة عقدت يوم الأربعاء في بكين تحت عنوان "قوة كامنة للتعاون الصيني-الأفريقي في زراعة الأرز"، بحضور ممثلين صينيين وأفارقة من مؤسسات ومنظمات دولية وغير حكومية في مجال زراعة الأرز.

ويعد التعاون والتبادل الزراعي مكونا رئيسيا مهما في الارتباطات الودية بين الصين وأفريقيا، حيث طرحت قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني- الإفريقي، التي عقدت في سبتمبر عام 2018، طرحت خطة "8 عمليات كبيرة" لتبرز أهمية التعاون الزراعي الصيني-الأفريقي وأولويته، حيث أكدت فيها أن الصين ستدعم القارة الأفريقية في ضمان الأمن الغذائي بشكل أساسي بحلول عام 2030، علاوة على وضع خطط العمل وبرامج التعاون اللازمة لتحقيق التحديث الزراعي في الدول الأفريقية.

وقال تشانغ نينغ، مدير دائرة صندوق الجنوب-الجنوب التابعة لمركز الصين الدولي للتبادلات الاقتصادية والتقنية برعاية وزارة التجارة الصينية، إن تطوير زراعة الأرز هو الأساس لتطوير زراعة حديثة وكذلك بناء أفريقيا مزدهرة ومستقرة، مؤكدا أن "تعزيز التعاون في زراعة الأرز بين الصين وأفريقيا يمثل مفتاح التعاون والتنمية بين الجانبين".

وحسب إحصاءات رسمية، وصلت مساحة زراعة الأرز الهجين الصيني في خارج الصين إلى أكثر من 7 ملايين هكتار، حيث تستخدم أكثر من 40 دولة ومنطقة حول العالم، بينها نيجيريا مدغشقر وغيرهما، التقنية الصينية لزراعة الأرز الهجين لرفع قدراتها لإنتاج الحبوب.

وإلى جانب ذلك، وفي إطار مشروع "تعاون الجنوب-الجنوب" التابع لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، أرسلت الصين خبراء وفرقا من المهنيين المتخصصين في الزراعة إلى 28 دولة ومنطقة في أفريقيا وجنوب المحيط الهادئ وغيرهما لتعزيز تقنية زراعة الأرز الهجين.

جدير بالذكر أنه قد تم إطلاق دعوة لتقوية التعاون بين بلدان الجنوب وبرنامج التعاون الثلاثي في زراعة الأرز بين الصين وأفريقيا في 27 يونيو المنصرم بمناسبة معرض الصين-أفريقيا الأول للاقتصاد والتجارة الذي عقد في مدينة تشانغشا، حاضرة مقاطعة هونان بوسط الصين.

وتشمل الأطراف الموجِّهة لهذه الدعوة 7 مؤسسات، بينها المركز الصيني المذكور سابقا ومركز البحوث التقني الوطني الصيني لمشروع الأرز الهجين، والاتحاد الأفريقي، ومكتب تعاون الجنوب-الجنوب التابع للأمم المتحدة، وبرنامج الأغذية العالمي، ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، وتحالف الثورة الخضراء في أفريقيا.

ورأى تشانغ نينغ أن التعاون بين الأطراف المتعددة ينطوي على قوة كامنة هائلة وحيوية نشيطة، وأنه مختلف عن التعاون الثنائي، حيث تتميز كافة الأطراف المشاركة فيه بالتنوع من حيث أساليب التبادل والاهتمامات وحتى المصالح ذات الصلة.

وأشار تشانغ إلى أن الأمر يتطلب تحديد النقاط والمطالب المشتركة لجميع الأطراف، من أجل تحقيق المصالح المشتركة والتعاون والفوز المشترك في زراعة الأرز، والتمتع بالثروات الحقيقية للتعاون الصيني-الأفريقي.

ومن جانبه أعرب ليو دونغ، مسؤول في مكتب بكين لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، عن تطلعه إلى حفز التعاون الصيني-الأفريقي في زراعة الأرز، حيث رأى أن المفتاح الرئيسي لهذا التعاون هو جمع كافة الموارد المتاحة في مجالات الاستثمار والموارد البشرية والمواد الغذائية وغيرها وتعزيز تنظيمها.

وقال ليو إن من المهم أن يتحقق التكامل بين مزارعي الأرز في الدول الأفريقية والمؤسسات العلمية المتخصصة في أعمال بحوث وتطوير التقنيات المعنية والشركات والمؤسسات الاجتماعية المستثمرة في هذا الجانب.

إضافة إلى ذلك، أكد ليو أنه ينبغي حفز التكامل بين موارد المساعدات الخارجية على مستوى الدولة وموارد الاستثمار والتعاون الخارجي للشركات.

وبدورهم أعرب المسؤولون الأفارقة المشاركون في الندوة عن توقعاتهم بتعزيز التعاون مع الصين في الزراعة ودفع وتيرة بناء المشروعات القائمة بين الجانبين.

وقال الدكتور بيدرو دزوكولا، مدير قسم الزراعة والغابات بوزارة الزراعة الموزمبيقية، إن موزمبيق، على الرغم من الظروف الطبيعية المناسبة لزراعة الأرز، تحتاج إلى استيراد أكثر من 300 ألف طن من الأرز كل سنة، بسبب المساحة المحدودة للأراضي الزراعية المطورة والبنية الأساسية الضعيفة والمستوى الفقير للآلات والمواد الزراعية وغيرها من القيود.

ورأى دزوكولا أن هذه القيود القائمة تكمن وراءها فرص سانحة.

وقال ماثيو أو أولابي، مدير دائرة الزراعة في شمال غربي نيجيريا، إنه يتطلع إلى مسارعة الصين وأفريقيا لتنفيذ المشروعات الموقعة بين الجانبين في الزراعة وتفعيل دور مراكز التربية والتقنية الزراعية بشكل كامل، حتى يتم حفز تطوير الزراعة المحلية في الدول الأفريقية وتحسين مستوى الصناعة في هذا القطاع باستمرار.

تحرير: تشي هونغ