مقالة خاصة: توسيع التعاون يجعل أمريكا اللاتينية والصين أقرب إلى مجتمع المصير المشترك المرجو

الوقت:2019-07-18 10:49:51المصدر: شبكة شينخوا

بعد مرور خمسة أعوام على زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ التاريخية إلى أمريكيا اللاتينية في يوليو 2014، فإن التعاون بين الجانبين جعلهما أقرب لتحقيق رؤيته لبناء مجتمع مصير مشترك بين الصين وأمريكا اللاتينية.

وخلال السنوات الماضية، ساعدت مشاريع التنمية الثنائية في تحويل النية الحسنة بشأن تحقيق تقدم مشترك من أجل الرخاء المتبادل إلى حقيقة، وذلك بتقدم ملموس في نطاق واسع من المجالات الاستراتيجية، التي تتراوح من خلق مصادر للطاقة المتجددة لتغذية التنمية المستدامة إلى توسيع وتحسين شبكات النقل للبضائع والأشخاص ودعم استخدام التكنولوجيات الجديدة لتحفيز التجارة وخلق فرص عمل.

وتغطي مشاريع التعاون المشتركة هذه القارة، من الطرف الجنوبي من أمريكا الجنوبية حتى المكسيك ،أقصى شمال أمريكا اللاتينية.

دفع عجلة التنمية

تستهدف سلسلة من مزارع الرياح في منطقة باتاغونيا الساحلية بأقصى الجنوب، تزويد الأرجنتين بمصدر بديل للطاقة.

ويعرف المشروع الواقع في مقاطعة تشوبوت، باسم لوما بلانكا ومن المقرر الانتهاء منه في ديسمبر بعد عام ونصف العام من عمل متواصل الشركة الصينية لإنشاءات الطاقة ((باور تشاينا)) .

ومن المتوقع أيضا أن يقدم هذا المشروع حوالي 256 ميجاوات من الطاقة النظيفة إلى شبكة الطاقة الأرجنتينية. وقال غابرييل فرنانديز المدير الميداني للمشروع، إن الأرجنتين تقترب من أهدافها في الطاقة بفضل لوما بلانكا ومشاريع أخرى تدعمها الصين.

وقال المهندس الأرجنتيني "يبدو الآن أن الأرجنتين قادرة على تحقيق أهدافها المتعلقة بالطاقة المتجددة، حيث أن هناك الآن عددا كبيرا من مزارع الرياح تعمل بالفعل وهناك العديد من المجمعات الشمسية تحت الإنشاء. وأعتقد أن الصين تسهم بشكل كبير في الطاقة الجديدة."

وفي أقصى الشمال، في هضبة الأرجنتين الوسطى ، يشارك المهندسون الصينيون الدراسة الفنية مع الأشخاص المحليين في بناء مجمعات كوتشاري الشمسية، التي تمولها وتدعمها فنيا شركة شانغهاي المحدودة لإنشاءات الطاقة.

ومن المتوقع أن يساعد مشروع كوتشاري الواقع في مقاطعة جوجوي، الأرجنتين على تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 325 ألف طن على الأقل. كما سيخلق ما يزيد على 1500 فرصة عمل.

وفي البرازيل المجاورة، يشيد العمال الصينيون أبراجا للطاقة لنقل الكهرباء على مسافة تزيد علي 2500 كيلومتر عن طريق خط كهرباء عالي الجهد من محطة بيلو مونتي الكهرومائية المركزية بولاية بارا الشمالية إلى ريو دي جانيرو على الساحل الجنوبي الشرقي.

ولا يعد مشروعا بهذا الحجم مهمة سهلة، ومع ذلك تمكنت شركة الشبكة الصينية بالتعاون مع شركة شينغو ريو ترانسميسورا دي إينيرجيا أس. أيه التابعة لها، من تنفيذ هذا المشروع قبل الموعد المحدد في شهر ديسمبر بالتركيز على حماية البيئة.

وقال مدير الموقع فرانسيسكو رويز نيتو "لم يسمع في البرازيل عن مشروع كبير للبنية الأساسية مثل هذا."

وتبلغ تكلفة هذا المشروع 2.55 مليار دولار أمريكي. وسوف تؤثر أبراج الطاقة المصممة خصيصا على غابات الأمازون المحلية بأقل قدر ممكن.

وقال يانغ قوانغ ليانغ مساعد مدير شركة شينغو ريو ترانسميسورا دي إينيرجيا أس. أيه إن "هذه الجهود أدت إلى زيادة تكلفة المشروع بشكل ملحوظ، لكن حماية الرئة الخضراء للأرض ،وهى غابات الأمازون، أمر يستحق."

وسوف يزود مشروع خط الطاقة المنازل والشركات في المدن الرئيسية في البرازيل بالطاقة النظيفة ويحفز الاقتصاد الإقليمي عن طريق خلق حوالي 16 ألف فرصة عمل.

التعاون الشامل

وإلى جانب مشاريع البنية الأساسية واسعة النطاق، حقق التعاون بين أمريكا اللاتينية والصين منافع ملموسة للمنتجين والمستهلكين الإقليميين على حد سواء.

وتوصلت بروميكسيكو، الوكالة المكسيكية لتعزيز التجارة، إلى اتفاقية مع شركة علي بابا الصينية العملاقة للتجارة الإلكترونية لمساعدة الشركات المكسيكية الصغيرة والمتوسطة، على دخول السوق الآسيوي عن طريق منصة المبيعات على الإنترنت.

وقال باولو كارينو المدير العام لبروميكسيكو "إننا متفائلون جدا بما يمكن حدوثه بالتعاون مع الصين"، مضيفا أن "الصين سوق استراتيجي مهم للغاية وسوف تظل كذلك" وإن "التجارة الإلكترونية سوف تكون أداة فعالة من دون شك" للقيام بأعمال هناك.

وساعدت المبيعات الإلكترونية واللوجستيات الأفضل ورحلات الشحن والرحلات التجارية الجوية المتزايدة في دعم صادرات المكسيك إلى الصين، التي تتراوح من الأفوكادو والأطعمة البحرية ولحم البقر إلى منتجات الألبان والتيكيلا.

وفي عدد من مدن أمريكا اللاتينية الكبيرة، أصبح تطبيق ديدي الصيني، تطبيقا الكترونيا معروفا جدا لركوب السيارات بالأجر،بعد إطلاق هذه الخدمة في منتجع فينا ديل مار الساحلي في تشيلي في يونيو، ومنذ ذلك الحين استخدمه 60 ألف راكب و16 ألف سائق.

ووصفت لوسريسيا ماركيز، وهى سائقة مسجلة في تطبيق ديدي خبرتها العملية في الشركة الصينية "بالممتازة" "حيث لم تكن هناك فترة انتظار والأشخاص قدروا هذا."

وقالت ماركيز "إنهم يديرون اقتصادا نموذجيا، اقتصاد إذا عملت فيه تستطيع بناء قوتك المالية."

نحو هدف مشترك

قال خبراء إقليميون إن بناء مجتمع المصير المشترك بين الصين وأمريكا اللاتينية، يقود تنمية العلاقات الثنائية.

وخلال الأعوام الخمسة الماضية، ساعدت زيارات متكررة رفيعة المستوى بين الصين ودول أمريكا اللاتينية في دعم الثقة والتعاون المشتركين. ومكنت مشاريع التعاون هذه من القيام بالمزيد من تبادلات الأفراد على المستوى القاعدي.

وقال غونزالو تورديني رئيس الشؤون التعليمية في مركز أمريكا اللاتينية للدراسات السياسية والاقتصادية الصينية "من السهل نسبيا الحصول على بيانات عن النمو في التجارة بين دولنا والاستثمار في البنية الأساسية والزيارات السياسية أو الاتفاقيات التي تم توقيعها، ما يظهر قوة العلاقات."

وأضاف تورديني أنه "مع ذلك فإن النجاح الاكبر للعلاقات بين الصين وأمريكا اللاتينية والأكثر صعوبة في القياس، هو العلاقات الشخصية، بما يضمن أن تظل العلاقات مستدامة ومتبادلة المنفعة."

واستطرد تورديني " أبرز مايجدر ذكره هو أن العلاقات تطورت بطريقة شاملة. وتمكنت جوانب مختلفة من الاقتصاد إلى التجارة والثقافة والتعليم والتكنولوجيا والتمويل والسياسات وأشياء أكثر ،من العمل معا."

وأشاد تورديني أيضا بمبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين، قائلا إن "التنمية المشتركة التي تقترحها المبادرة ضرورية لبناء مجتمع أكثر عدلا وتكافؤا ."

وقال إلياس جابور الأستاذ في كلية العلوم الاقتصادية بجامعة ولاية ريو دي جانيرو، إن "التنمية العامة للعلاقات بين أمريكا اللاتينية والصين إيجابية جدا ومؤثرة."

وأضاف جابو أنه من خلال "المبدأ الاستراتيجي لمجتمع المصير المشترك" ومبادرات مبتكرة مثل مبادرة الحزام والطريق ونظام تطويرها الخاص، أظهرت الصين لأمريكا اللاتينية "أنه ليس هناك نموذج واحد فقط للتنمية ."

وقال ميلتون ريس وهو مراقب سياسي من الإكوادور إن "الصين تواصل إظهار استعدادها لبناء تعاون متعدد الاتجاهات مع أمريكا اللاتينية ومناطق أخرى، ما سيؤدي بطريقة ما إلى بناء نظام عالمي جديد ونموذج جديد من النظام العالمي يرتكز على التعاون والمنافع المشتركة".

تحرير: تشي هونغ