مدير مركز الجزيرة للدراسات: مبادرة الحزام والطريق لها أثر كبير وستحدث تغييرا إستراتيجيا

الوقت:2019-01-31 10:26:41المصدر: شبكة شينخوا

أكد مدير مركز الجزيرة للدراسات محمد المختار الخليل أن مبادرة "الحزام والطريق" الصينية لها أثر دولي كبير، وستحدث تغييرا استراتيجيا خاصة بالنسبة للتبادلات الاجتماعية والتجارية والاقتصادية.

وقال الخليل في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن "مبادرة الحزام والطريق لاشك لها أثرها الدولي الكبير وأثرها الاستراتيجي، لأن وجود خط لنقل البضائع أو البشر يمر من الصين إلى شمال أوروبا هو مسألة استراتيجية ضخمة ولها تأثيراتها كما كان لخط الحرير تاريخيا تأثيراته".

وأضاف أن هذه المبادرة ستزيد عملية التبادل والتفاهم بين مختلف الشعوب، ومن المتوقع بناء على الدراسات التي نشرت بشأنها أن تحدث تغييرا استراتيجيا وأثرا كبيرا لاسيما فيما يتعلق بالتواصل بين المنطقة الآسيوية من امتداد الصين إلى شمال أوروبا، والتبادل التجاري والاقتصادي والاجتماعي في الوقت نفسه.

وذكر أن تركيزه على هذه المبادرة بدأ منذ ظهورها نتيجة لعمله في مجال الصحافة، مشيرا إلى أنه عندما سمع بها لأول مرة استحضر طريق الحرير التاريخي وبدا له المشروع وقتها أقرب إلى الخيال، لأن مسافته طويلة ويحتاج إلى إمكانات صعبة وتفاهما مع دول عديدة.

وأفاد أنه رأى حينها أن المبادرة ليست مستحيلة لكن صعبة، غير أنه فوجئ بها وقد أصبحت في النهاية حقيقة مشاهدة.

وبالنسبة للاهتمام بها كقضية بحثية في مركز الجزيرة للدراسات، قال الخليل إنه بدأ منذ العام الماضي حيث نشر المركز عنها تقارير عدة باللغتين العربية والإنجليزية، وكانت المبادرة من ضمن المبادرات البحثية للمركز في السنة الماضية وفي هذه السنة.

وأوضح أن عملية البحث تتم عبر خبراء سواء هنا أو في أنحاء العالم، وهؤلاء الخبراء لديهم مصادر معرفية وبحثية متعددة أولها المصادر والخبراء الصينيون، منوها بأن تقييم هذه المبادرة بناء على الدراسات التي نشرها المركز أنها "مبادرة ضخمة وذات أثر فعال ومن المتوقع أن تحدث تغييرا استراتيجيا".

وعبر عن اعتقاده بأن البحث في هذه المبادرة سيتواصل، لأن عملية البحث لا تتوقف ولا تنتهي كونها مرتبطة بوجود المادة، مضيفا "وطالما أن الحزام والطريق مستمر وأثره العالمي مستمر واهتمام الناس به مستمر فستستمر عملية الإنتاج البحثي عندنا".

وبالحديث عن أثر المبادرة على قطر والمنطقة، بين الخليل أنه نابع من كون الصين عنصرا فاعلا في الاقتصاد العالمي، وكون الصين شريكا فعالا بالنسبة لدولة قطر اقتصاديا، لذا فإن ما يساهم في تطوير الاقتصاد الصيني يساهم في تطور العلاقات الاقتصادية مع قطر، وكلما استفادت الصين استفاد شركاؤها ومن ضمنهم قطر، على حد قوله.

وعن نظرته المستقبلية لمبادرة "الحزام والطريق" بعد سنوات من انطلاقها، توقع مدير مركز الجزيرة للدراسات أن الجميع سيحرصون عليها لما تحققه من فاعلية اقتصادية في التبادل بين هذه المنطقة الشاسعة التي تشمل أوراسيا لأن الفاعلية الاقتصادية هي ما يبحث عنه العالم الآن.

وكانت الصين قد اقترحت عام 2013 هذه المبادرة التي تشير إلى "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير"، و"طريق الحرير البحري للقرن الـ21"، وتستهدف بناء شبكة تجارة وبنى تحتية تربط آسيا بأوروبا بأفريقيا، على طول طرق الحرير القديمة.

وخلال السنوات الماضية، تحولت المبادرة من مفهوم إلى منصة مهمة رئيسية لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية ومنفعة مشتركة على المستوى الدولي لاقت ترحيبا كبيرا.

وحتى يوليو العام الفائت وقعت أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية على وثائق تعاون مع الصين في إطار المبادرة وبلغ حجم تجارة الصين للبضائع مع الدول على طول الحزام والطريق 5.5 تريليون دولار أميركي، فيما وصل حجم الاستثمار الصيني المباشر في القطاعات غير المالية في هذه الدول إلى أكثر من 80 مليار دولار.

وتعد قطر من أولى الدول التي أيدت وشاركت بنشاط في مبادرة «الحزام والطريق»، وهي عضو مؤسس في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي أسس بدعوة من الصين.

وخلال زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للصين في عام 2014، وقع الجانبان مذكرة تفاهم حول التشارك لبناء "الحزام والطريق"، وأبدت بكين استعدادها لمواصلة الجهود مع الدوحة لربط الإستراتيجية التنموية في البلدين وتعزيز التعاون بينهما في إطار المبادرة.

تحرير: تشي هونغ