دبلوماسي مصري سابق: مبادرة الحزام والطريق الصينية تغير قواعد اللعبة في الاقتصاد العالمي

الوقت:2019-01-28 15:00:50المصدر: شبكة شينخوا

اعتبر أمين عام المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير هشام الزميتي مبادرة الحزام والطريق الصينية من عناصر تغيير اللعبة في الاقتصاد العالمي، وذلك لأثرها على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدول المشاركة من خلال شراكات تقوم على الكسب المشترك.

وقال الزميتي، الذي عمل سفيرا لمصر في اليابان والمجر وسلوفينيا وباكستان في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن "مبادرة الحزام والطريق تضيف طرقا ووسائل نقل جديدة من خلال مشروعات البنية التحتية وتطوير الموانئ وشبكات الطرق والسكك الحديدية وغيرها، مما يسهل الربط والتجارة بين دول المبادرة".

وأطلقت مبادرة الحزام والطريق، وهي تشير إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين، من قبل الصين في العام 2013، حيث تهدف إلى بناء شبكة التجارة والبنية التحتية التي تربط آسيا مع أوروبا وأفريقيا من خلال إحياء طرق التجارة القديمة.

وأوضح الدبلوماسي المصري السابق، أن بلاده تعتبر شريكا محوريا في مبادرة الحزام والطريق حيث أن قناة السويس في مصر تعد ممرا مائيا جوهريا في التجارة الدولية، لافتا الى أن تطوير المنطقة الاقتصادية بقناة السويس من خلال تحديث عدة موانئ واقامة مشروعات البنية التحتية يبرزها على خارطة الحزام والطريق.

وفي ظل مبادرة الحزام والطريق قامت الصين بتمويل عدة مشروعات للبنية التحتية في أفريقيا، منها مشروع خط السكك الحديدية للربط بين أثيوبيا وجيبوتي وجسر مابوتو - كاتيمبي المائي في موزمبيق وغيرها من المشروعات.

ولفت الزميتي إلى أن "مبادرة الحزام والطريق تساهم في تعزيز التبادل التجاري بين مصر والدول الأفريقية، نظرا لأهمية مينائي مومباسا وجيبوتي، اللذين تم تطويرهما من قبل الصين، في التجارة الدولية ووجود اتصال مباشر بينهما وبين قناة السويس المصرية".

وتعتبر منطقة التعاون الاقتصادي التي بدأت شركة ((تيدا)) تطويرها عام 2008، على مساحة 7.23 كم مربع بمنطقة العين السخنة شرق القاهرة على ساحل خليج السويس في البحر الأحمر، منصة للتعاون التجاري والاقتصادي بين الصين ومصر.

وتعمل بالمنطقة حوالي 70 شركة بنهاية عام 2017، من بينها أربع شركات من أكبر 500 شركة صينية، وذلك باستثمارات قدرها مليار دولار.

وتعد شركة ((جوشي)) الصينية في إنتاج الفايبر جلاس بمنطقة تيدا، من أهم الشركات بالمنطقة، ويعمل بها حوالي 1800 موظف، من بينهم 1750 مصريا.

وبفضل إنتاج شركة ((جوشي)) الصينية، أصبحت مصر تحتل المركز الثالث عالميا في إنتاج الفايبر جلاس بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين.

ويبلغ حجم استثمارات ((جوشي)) في المنطقة الصناعية بالعين السخنة حوالي 520 مليون دولار، وتنتج حوالي 200 ألف طن من الفايبر جلاس.

وأشار أمين عام المجلس المصري للشئون الخارجية إلى أن "هناك العديد من الشركات الصينية التي تستثمر حاليا في منطقة قناة السويس في المجالات المختلفة، وهو أمر مهم بالنسبة للسوق المصري والمستثمرين الصينيين على السواء".

وأكد الزميتي على نمو العلاقات المصرية - الصينية بشكل سريع في ظل المبادرة.

وأضاف أن موقع مصر المتميز كبوابة لإفريقيا والعالم العربي والشرق الأوسط، بالاضافة إلى وجود قناة السويس بأراضيها، "يجعلها شريكا استراتيجيا رئيسيا في هذه المبادرة الهامة".

وقال إن طرق مبادرة الحزام والطريق تمر خلال دول ليست مستقرة بشكل كامل، مثل أفغانستان والعراق وسوريا، مشيرا إلى أن "الصين من الدول الرائدة التي تعمل على تحقيق الاستقرار والتنمية في هذه الدول".

والمجلس المصري للشئون الخارجية هو منبر يهدف الى تعميق فهم الرأي العام للقضايا الخارجية على المستويين الاقليمي والدولي.

ومعظم أعضاء المجلس هم سفراء سابقون ومفكرون وخبراء ورجال أعمال.

وأوضح الزميتي أن المجلس يتواصل دائما مع المراكز الفكرية والبحثية بالصين حيث يتبادل أعضاؤه الزيارات والحوارات ووجهات النظر، مما يساعد على تكوين تصور أعمق عن كل مرحلة من مراحل تطوير المبادرة الصينية.

وبين أن "المجلس المصري للشئون الخارجية على اتصال دائم مع الوزارات المصرية المختلفة، خاصة وزارة الخارجية، وحينما يصل المجلس إلى أية توصيات متعلقة بمبادرة الحزام والطريق يتم رفعها إلى وزير الخارجية للنظر فيها وأخذها بعين الاعتبار". 

تحرير: تشي هونغ