مقابلة خاصة: خبير عراقي يطالب بلاده بتعزيز المشاركة في مبادرة الحزام والطريق

الوقت:2019-01-28 15:00:50المصدر: شبكة شينخوا

طالب خبير عراقي متخصص بالجغرافية السياسية الحكومة العراقية، بتعزيز المشاركة في مبادرة الحزام والطريق الذي أطلقته الصين قبل أكثر من خمس سنوات، لأهميتها الإستراتيجية والفوائد الكبيرة التي سيجنيها العراق من هذه المبادرة الكبيرة والمهمة والحيوية للعالم أجمع.

وقال الدكتور مثنى مشعان المزروعي استاذ الجغرافية السياسية بالجامعة المستنصرية (أقدم جامعة عراقية)، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إنه لا بد أن تسعى الحكومة العراقية إلى بناء علاقات رصينة مع الصين، وإبرام الاتفاقيات معها لتعزيز المشاركة في الدفع لمبادرة الحزام والطريق ومد سكك حديد تمر بالعراق لتصل الصين باوروبا والمنطقة العربية.

وأكد المزروعي أن الأهمية الإستراتيجية للحزام والطريق ستعيد إحياء دور العراق المهم والمحوري في التبادلات التجارية والاقتصادية، كما كان أيام طريق الحرير القديم، قائلا "العراق يمثل الجسر الجغرافي الرابط بين آسيا وأوروبا ومنطقتي الخليج العربي وبلاد الشام، وهذا يعني ان العراق يمثل قلب ثانوي للمشروع الصيني البري والبحري".

وقال إن المشروع يقدم للعراق فرصة لتحقيق مصالحه الاقتصادية لا سيما التجارية حيث سيكون الترانزيت عبر العراق نحو قارة أوروبا وبلاد الشام وبالعكس، كما أنه سيعزز التعاون الاقتصادي والدولي للعراق وعلاقات الشراكة خاصة مع الدول التي تقع على مسار الطريق.

وشدد المزروعي على أن لمشروع الحزام والطريق تأثير إيجابي على الكثير من الدول العربية وليس العراق وحده، قائلا "سوف تستفيد من هذا المشروع دول عربية مثل الكويت والعراق وسوريا وغيرها".

وعن أهمية الحزام والطريق، قال المزروعي "بعد ان تمكنت الصين من تحقيق نمو اقتصادي كبير وسريع اعطاها مكانة اقليمية مهمة، فأصبحت إحدى القوى الرئيسة المهمة بشرق آسيا، وهذا دفعها للبحث عن مكان دولي لها لاسيما وان البضائع الصينية وصلت من أدنى الارض إلى أقصاها، فأصبحت المصدر رقم واحد للكثير من البضائع المهمة، وهذه المكانة تحتاج لتنمية اقتصادية وتفاعل سياسي دولي.

وتابع المزروعي قائلا إن لطريق الحرير الجديد دورا كبيرا في تنمية الاقتصاد الصيني بشكل خاص والاقتصاد العالمي بشكل عام، فمبادرة الحزام والطريق هي المحرك الأساسي للسياسة الصينية داخليا وخارجيا، وتهدف إلى ربط العالم بالصين بطرق ومسارات للتبادل التجاري والسياسي.

وأعرب عن اعتقاده بأن الصين تسعى من خلال هذه المبادرة إلى توفير الدعم لنظام عالمي جديد يقوم على أساس التعاون والاعتمادية على الجميع، نظام للتعاون المشترك والفائدة المتبادلة (اربح – اربح)، حيث تتوقع الصين ان يتم تقاسم منافع هذا المشروع بحيث يتم دعم رفاهية المنطقة كلها، وهذا المنهج بعيد جدا عن مبدأ ((مونرو)) الذي كانت واشنطن تحاول من خلاله ان تصبح شرطي القارة الامريكية، وكذلك بعيدا عن مفهوم منطقة (الرخاء الشرق اسيوية المشتركة، الفاشي) الذي كانت تروج له اليابان في الماضي.

واقترحت مبادرة الحزام والطريق التي تشير إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين، من قبل الصين في العام 2013، حيث تهدف إلى بناء شبكة التجارة والبنية التحتية التي تربط آسيا مع أوروبا وأفريقيا من خلال إحياء طرق التجارة القديمة.

ويرجع تاريخ طريق الحرير إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وهو ليس طريقا أو مسلكا واحد وانما هو مجموعة من الطرق تسلكها القوافل التجارية لنقل البضائع مثل الحرير والخزف والزجاج والاحجار الكريمة والتوابل والعطور والعقاقير الطبية، إلى آسيا الوسطى وبلاد فارس وبلاد العرب وآسيا الصغرى وأوروبا، وعرف بطريق الحرير لأن الحرير يعد أهم البضائع التي كانت تنتجها الصين وتصدرها للعالم، وهو قسمين بري وبحري.

تحرير: تشي هونغ