مقالة خاصة: التعاون في مجال الطاقة النظيفة يدفع العلاقات المستقبلية بين الصين وإفريقيا

الوقت:2019-01-18 10:43:57المصدر: شبكة شينخوا

في الوقت الذي تسعي فيه الدول الإفريقية إلى الحصول على طاقة نظيفة لدفع تنميتها الاقتصادية، أكدت الصين التزامها بدفع التعاون مع إفريقيا في هذا المجال لتعزيز شراكة التعاون الإستراتيجية الشاملة بينهما.

وقال مراقبون إن تنمية الطاقة هي مفتاح التنمية المستدامة لإفريقيا. وإن الصين تفي بالوعود التي قطعتها على نفسها في القمتين اللتين عقدتا في جوهانسبرغ وبكين فيما يتعلق بتيسير للجهود لتلبية الطلب على الطاقة في أفريقيا باستخدام بدائل نظيفة وخضراء.

-- الاستثمار الصديق للبيئة

إن المشاركة الصينية في التصنيع المدفوع بالطاقة النظيفة في إفريقيا متجسدة تجسيدا حيا في المناطق الصناعية بالقارة.

ففي إثيوبيا، يصف هذا البلد الواقع في شرق إفريقيا منطقته الصناعية الرائدة في مدينة هاواسا بنموذج للاستدامة الاقتصادية والبيئية. فهذه المنطقة، التي صممتها وشيدتها شركات صينية، تطبق أحدث تكنولوجيا لمعالجة وإعادة تدوير حوالي 90 في المائة من استخدام المياه.

وقد أشار رئيس الوزراء الاثيوبي السابق هايلي مريام ديسالين إلى أن هذه المنطقة يمكن اعتبارها "أساسا لطموح إثيوبيا إلى أن تغدو مركز التصنيع المحوري للقارة الإفريقية".

ولتحقيق طموحها بحلول عام 2025، عززت إثيوبيا التعاون مع الصين في إقامة مشروعات ضخمة، بما في ذلك إنشاء خط نقل كهرباء عالي الجهد لسد لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 6450 ميجاوات قيد الإنشاء حاليا على نهر النيل الأزرق، ومزرعة الرياح "أداما 1" بطاقة 51 ميجاوات ومزرعة الرياح "أداما 2" بطاقة 153 ميجاوات، ومشروع "تكيزي" لتوليد الطاقة الكهرومائية بقدرة 300 ميجاوات.

وقال كوستانتينوس بت. كوستانتينوس، الذى عمل مستشارا اقتصاديا للاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، قال لوكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا إن "إثيوبيا شهدت العديد من المشاريع المدفوعة بالطاقة المتجددة بدعم من الصين على مدار هذه السنين، وهو ما ساعد جهود التنمية التي تبذلها البلاد".

وأضاف أن "مشاريع إنتاج الطاقة الكهربائية، والخدمات العامة للطاقة النظيفة مثل السكك الحديدية المكهربة في أديس أبابا وعلى طول الطريق إلى ميناء جيبوتي، وخطوط نقل الطاقة المختلفة تعد من بين المشاريع المختلفة التي تقوم الصين على رعايتها أو بنائها في إثيوبيا والتي تعد بمثابة قوة دافعة رئيسية لطموحات البلاد".

-- تضافر الإستراتيجيات

من أجل بناء مجتمع صيني إفريقي ذي مستقبل مشترك، تعمل الصين والدول الإفريقية على تنفيذ التوافق الذي تم التوصل إليه في قمتي جوهانسبرغ وبكين لمنتدى التعاون الصيني - الأفريقي (فوكاك) واللتين عقدتا في عامي 2015 و 2018 لتحقيق التضافر بين الإستراتيجيات التنموية للجانبين.

وقال كوستانتينوس، وهو أيضا أستاذ متخصص في السياسة العامة بجامعة أديس أبابا في إثيوبيا، إن تنمية الطاقة النظيفة تمثل أولوية بالنسبة لإثيوبيا والدول الإفريقية الشقيقة مع تطلعها إلى تحقيق تصنيع وتنمية مستدامين.

وللمساعدة في تحسين البنية التحتية ومعالجة نقص الطاقة في أفريقيا، قدمت الصين مساعدات لبناء أكثر من 10 آلاف كلم من الطرق السريعة وأكثر من 6 آلاف كلم من السكك الحديدية ومئات المطارات والموانئ ومحطات الطاقة.

وفي أوغندا، ينهمك المهندسون في اختبار محطة (ايسيمبا) للطاقة الكهرومائية قبل بدء تشغيلها الرسمي في أواخر يناير.

وسوف تعالج محطة الطاقة هذه التي تبلغ قدرتها 183 ميجاوات وبنتها شركات صينية على نهر النيل، إلى جانب محطة كاروما للطاقة الكهرمائية التي لا تزال قيد الإنشاء، نقص الطاقة في البلاد الذي قال الخبراء الاقتصاديون إنه يعطل التنمية الاقتصادية.

وفي شمال أفريقيا، ساهم مثل هذا التعاون في إنشاء مجمع (نور) للطاقة الشمسية في المغرب، وهو أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة في العالم. وبعد الانتهاء من جميع مراحل المشروع الأربع، ستوفر محطة نور الطاقة النظيفة لأكثر من مليون أسرة بل ويمكن حتى تصدير فائض الكهرباء إلى أوروبا.

وصرح سفير الصين لدى إثيوبيا تان جيان لـ((شينخوا) بأن "هناك حاجة إلى الطاقة لتخفيف حدة الفقر وتحقيق التنمية الاقتصادية، حيث تشرع إثيوبيا في حملة تصنيع ضخمة بمساعدة الصين".

وقال تان إن الصين تشجع شركاتها على الاستثمار في قطاع الطاقة في إثيوبيا بشكل خاص وفي إفريقيا بشكل عام، مع إيلاء الاهتمام الواجب للقطاعات الفرعية لطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والمساعدة في تحسين شبكات الكهرباء.

وفي قمة فوكاك ببكين، تعهدت الصين بالدفع المشترك لمبادرة الحزام والطريق مع الشركاء الدوليين، أملا في خلق محركات جديدة لتحقيق التنمية المشتركة والجمع بين مختلف الحضارات.

وتهدف مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحتها الصين في عام 2013، إلى بناء شبكة للتجارة والبني التحتية تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا وما وراءهما بطول مسارات التجارة القديمة لطريق الحرير.

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قام عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يى بزيارة لإفريقيا، مواصلا بذلك تقليدا دام 29 عاما ويتمثل في جعل إفريقيا الوجهة لأول جولة خارجية يقوم بها دبلوماسي صيني رفيع المستوى.

وخلال جولته، قال وانغ إن الصين ستدعم إفريقيا في تحقيق الاستقلال الذاتي الاقتصادي والتنمية المستدامة.

وأضاف أن الصين تكرس جهودها لمساعدة إفريقيا في مسيرتها التنموية وفي تحقيق منافع تعود على الشعوب الإفريقية.

وأشار كوستانتينوس إلى أن "الطاقة تمثل ركيزة للتنمية الاقتصادية".

وقال الباحث إنه "ينبغي على البلدان الإفريقية ضخ المزيد من الاستثمارات في قطاع الطاقة وإيجاد المزيد من الشركاء في هذا القطاع الذي يعد تطوير الطاقة المتجددة فيه أمرا أكثر استدامة وأيضا أمرا ميسورا في ضوء الموارد الوفيرة التي تنعم بها القارة".

تحرير: تشي هونغ