مقابلة خاصة: عصام شرف: مبادرة الحزام والطريق تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة

الوقت:2019-01-04 10:26:23المصدر: شبكة شينخوا

رأى رئيس الوزراء المصري الأسبق عصام شرف، أن مبادرة الحزام والطريق تتوافق بشكل كبير مع الأهداف الإنمائية للألفية التابعة للأمم المتحدة، وتعالج "خللا" في الخطة الأممية للتنمية المستدامة.

وقال شرف في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن "مبادرة الحزام والطريق تعد تطبيقا عمليا لأهداف الألفية الإنمائية للأمم المتحدة"، مشيرا إلى وجود "تشابه كبير" بين مبادئ وتوجهات المبادرة الصينية وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

وتابع أن المبادرة تستطيع أن تحقق تماما هذه الأهداف.

وتعد أهداف التنمية المستدامة، خطة للأمم المتحدة لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع والتصدي للتحديات العالمية.

وتتضمن أهداف التنمية المستدامة 17 هدفا، أبرزها القضاء على الفقر، القضاء على الجوع، الصحة الجيدة والرفاه، التعليم الجيد، المساواة بين الجنسين، المياه النظيفة والنظافة الصحية، الطاقة النظيفة، التنمية الاقتصادية، الصناعة والابتكار، الحفاظ على المناخ، تحقيق السلام والعدل.

وأوضح شرف، الذي اختير في الآونة الأخيرة عضوا بالمجلس الاستشاري لقمة طريق الحرير، أن "الأمم المتحدة وضعت الأهداف ولم تحدد آلية تعاون الدول فيما بينها لتحقيق هذه الأهداف".

وأضاف أن مبادرة الحزام والطريق جاءت لتعالج هذا الخلل وتحول أهداف الخطة الأممية من المحلية للعالمية، وبالتالي تحقق هدفا كبيرا بها، وهو "نمو اقتصادي للجميع".

وتشير مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحها الرئيس شي جين بينغ في العام 2013، إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري للقرن الـ21. وتهدف إلى بناء شبكة تجارة وبنى تحتية تربط قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا، على طول طرق الحرير القديمة.

وقال رئيس الوزراء المصري الأسبق، وهو عضو بشبكة التعاون بين المنظمات غير الحكومية لدول طريق الحرير، إن مبادرة الحزام والطريق تقوم على خمسة أسس، أولها "التنسيق بين السياسات".

وأوضح أن ذلك يعني أنه لا يمكن إقامة مشروعات تشمل عدة دول بدون التنسيق بين سياسات هذه الدول حول المشروعات المطروحة، خاصة وأن مشروعات كثيرة ضمن المبادرة هي عابرة للحدود.

وأضاف أن المبادرة تقوم أيضا على التواصل والربط بين الدول باعتبار البنية الأساسية هي واجهة التنمية.

وأشار إلى أن الأساس الثالث، هو التجارة العالمية والاستثمار، منوها بأن تنفيذ المشروعات يتطلب تمويلا، مشيرا إلى أن المبادرة قطعت أشواطا كبيرة في كل ذلك.

وخلال العام 2018، تحققت سلسلة من المنجزات الهامة في تطوير العديد من مشاريع البنى التحتية للترابط ضمن مبادرة الحزام والطريق، بحسب تقرير سنوي نشرته ((شينخوا)).

أما الأساس الرابع فيتعلق بـ"التكامل التمويلي" من خلال عدم استئثار الصين بتمويل المشروعات وإنما التعاون مع مؤسسات التمويل الدولية المختلفة مثل البنك الدولي وغيره، حسب شرف.

واعتبر أن هذا الأمر من شأنه إكساب المبادرة فكرة العالمية، والتحول من كونها اقتراحا صينيا خالصا للرئيس شي، إلى مبادرة عالمية لمصلحة المجتمع الدولي.

وأشار إلى أن "حوار الشعوب"، هو الأساس الخامس للمبادرة، وهو ما لا يعني الاتجاه لخلق ثقافة واحدة، كما هو الحال بالنسبة للعولمة القائمة على فرض الثقافة، ولكن تغليب قاعدة إنسانية واحدة وثقافات متعددة والعمل على خلق حوار الثقافات فيما بينها.

وأردف شرف قائلا إن "هذه الأسس الخمس (..) تحقق أهداف التنمية المستدامة، وهو ما يعني باختصار شديد أن هناك مبادرة تهدف للتنمية الاقتصادية والاجتماعية دون المساس بالشأن البيئي من أجل رفاهية العالم".

من ناحية أخرى، قال شرف إن فلسفة الإصلاح والانفتاح في الصين تقوم على أمرين، هما أن "الصين وهي تنمو محليا لا يجب أن تنسى أنها عضو بالعالم، وأنها اذا انفتحت على العالم يجب ألا تنسى الداخل".

واحتفلت الصين في ديسمبر بالذكرى الـ40 لتطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح في البلاد.

وبعد 40 عاما من تطبيق هذه السياسة، باتت الصين ثاني أقوى اقتصاد بالعالم وأقوى قوة تجارية في العالم، بحسب شرف.

وأعرب عن اعتقاده بأن المحور الهام، الذي انتهجته الصين لتحقق ما وصلت إليه من إنجازات يتمثل في "أنها حققت التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية بأسلوب مختلف عما هو متعارف عليه".

وأردف رئيس وزراء مصر الأسبق قائلا إن الإعجاز الصيني جاء نتيجة اتباع مبادئ أخرى واستخدام آليات مختلفة عما تم استخدامه في الغرب. 

تحرير: تشي هونغ