الثقافة تطوي المسافات الطويلة بين الصين ومصر وتقرب بين الشعبين

الوقت:2018-10-25 14:27:53المصدر: شبكة شينخوا

الإسماعيلية، مصر 24 أكتوبر 2018 (شينخوا) تلعب الثقافة دورا مهما للغاية في طي المسافات والتقريب بين الشعبين الصيني والمصري، من خلال نقل الحياة اليومية بدقة.

وفي جامعة قناة السويس، بمحافظة الاسماعيلية، شمال شرق القاهرة، دشن معهد كونفوشيوس أسبوعا للثقافة الصينية.

وفي ساحة الجامعة ووسط الخضرة أفتتح الأسبوع الثقافي الصيني وسط حضور كبير وواسع من أساتذة الجامعة والطلاب من مختلف الكليات والمعاهد التابعة للجامعة.

وبينما انتشرت الفوانيس والعقود الصينية في أرجاء ساحة الجامعة، انتشرت المعارض المختلفة منها معرض للشاي الصيني بمختلف أنواعه واستخداماته، ومعرض للخط والرسم الصيني بمختلف أشكاله، ومعارض أخرى للطعام الصيني المميز.

ويعقد مهرجان الثقافة الصينية على مدار ثلاثة أيام من (23) وحتى (25) أكتوبر الجاري، ويتضمن المهرجان عروضا فنية وسينمائية، كما يشارك طلبة المعهد في تقديم عرض مسرحي باللغة الصينية.

ويؤكد الدكتور حسن رجب عميد كلية الألسن، مدير معهد كونفوشيوس جامعة قناة السويس، أن الثقافتين المصرية والصينية تعدان من أعرق الثقافات في العالم، ولهما تأثير بالغ على الحضارة الانسانية.

واستطرد رجب قائلا لوكالة أنباء (شينخوا)، "ولكن هناك اشكالية كبيرة تكمن في أن بعد المسافة بين مصر والصين، جعلت الشعب المصري غير ملم بالثقافة الصينية بقدر كبير، هذه الاحتفاليات الثقافية من شأنها أن تطوي هذه المسافات وتزيل أثرها".

وقال "العام الماضي نجحنا في أن نعقد الدورة الأولى لمهرجان الثقافة الصينية بالجامعة، وترك مردودا جيد جدا، فقررنا أن نقيم هذا المهرجان سنويا".

وأضاف إنه يوجد بالمهرجان معرض للرسوم الكاريكاتيرية لكونفوشيوس، ومعرض للمطبخ الصيني بجميع أنواعه، معرض لفنون الورق والقص والصق.

وأعرب الدكتور حسن رجب عن اعتقاده بأنه يمكن من خلال هذه النشاطات تدعيم وتعضيد معرفة الشعب المصري بالثقافة الصينية.

وأشار إلى أن المهرجان ايضا يعتبر نوعا من التعليم على أرض الواقع، واحتكاكا مباشرا بين دارسي اللغة الصينية والصينيين وجها لوجه، ومن خلال هذه النشاطات يكون لهم رؤية جديدة يشعرون بها في حياتهم الدراسية والعملية.

وافتتح معهد كونفوشيوس بجامعة قناة السويس في الأول من شهر أبريل العام 2008، على مساحة 1000 متر مربع.

من جانبها، ترى غادة رجب 18 سنة، طالبة بكلية الألسن قسم اللغة الصينية، أن هذا المهرجان الثقافي من شأنه أن يساعد على تعميق الثقافة الصينية بين الطلاب، مؤكدة أنه يتم خلاله التعامل مع الحياة اليومية في الصين واكتشاف العادات والتقاليد والموروث بدلا من الانعزال بين جدران الجامعة ومعامل اللغة.

وقالت غادة رجب لوكالة أنباء (شينخوا) إن المهرجان الثقافي يمثل بحق نموذجا للحضارة الصينية العريقة، وتابعت قائلة "إنهم نقلوا الصين الينا هنا".

وأضافت إن "المهرجان الثقافي جعل من تعليم اللغة ممارسة أكثر امتاعا بعيدا عن الجوانب النظرية، فنحن نأكل الطعام ونمارس الألعاب ونستمع للموسيقى، وكل هذه الامور تساعد في تشكيل وجداننا من الثقافة الصينية".

وأوضحت أن من أسباب حبها لقسم اللغة الصينية بالكلية، أنه اتاح لها الفرصة للقراءة المستفيضة حول الكثير من فلاسفة الصين ومن أشهرهم كونفوشيوس، الذي أكدت مبادئه على الحب ومساعدة الغير.

ونوهت بأن لديها طموح مستقبلي لفتح دار نشر لترجمة الكثير من الأدب الصيني الذي يحمل الكثير من العظات والقيم التي تتناسب مع الشرق الأوسط.

بدورها، قالت سارة سعد 22 سنة، بينما تحتسي الشاي الصيني، "تعلمت اليوم أن الحضارة مستمرة ولا يوجد ما يسمى بالحضارة القديمة، فالملبس والطعام والتراث حياة متواصلة، ولابد من الحفاظ على الحضارة وتحديثها".

وأضافت سارة سعد لوكالة أنباء (شينخوا) إن أي لغة في العالم لايمكن دراستها بشكل منعزل عن ثقافة الدولة وتاريخها، وهنا تكمن أهمية المهرجان الثقافي".

وبينما كانت مي دهشان 18 سنة تقوم بعمل شريط أحمر اللون باعتباره اللون الذي يمثل السعادة والحظ في الثقافة الصينية، أكدت حرصها على حضور جميع الفعاليات وخاصة المسرحية التي ستقدم عن الدراما الصينية، وستكون فرصة عظيمة تمنح الطلاب الثقة في اللغة.

وفي أحد جوانب المهرجان، وقف مياو تشن 24 سنة مدرس بمعهد كونفوشيوس يعمل بتنفيذ المراوح الصينية التقليدية، بينما أحاط به مجموعات من الطلبة للاستفادة من خبراته.

وقال مياو لوكالة أنباء (شينخوا) إن هذه المراوح تحتوي على رسومات تمثل شخصيات من الأدب الصيني القديم، تحفز الطلاب على تعلم الثقافة والأدب الصيني بطريقة مبسطة بعيدا عن الطرق التقليدية المتبعة في تعليم اللغة.

وأضاف إن عدد الطلاب المصريين الراغبين في تعلم اللغة الصينية في تزايد، مشيرا إلى أن هذا الأسبوع الثقافي فرصة جيدة للتواصل مع هؤلاء الطلاب.

تحرير: 刘梦
مقالات ذات صلة