تعليق: الصين تحث على المزيد من الانفتاح في أوراسيا

الوقت:2018-10-16 16:05:58المصدر: شبكة شينخوا

في ضوء موقع الصين في الطرف الشرقي من القارة الأوراسية التي تتمتع بأوسع امتداد طولي، تلتزم الصين بتحقيق الارتباط لها، وتحث البلدان الآسيوية والأوروبية على العمل في تناغم لخلق اقتصاد عالمي أكثر انفتاحا.

وسعيا نحو تحقيق هذا الهدف، بدأ رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ رحلته يوم الخميس، إلى كل من طاجيكستان وهولندا وبلجيكا. وفي الوقت الذي تضطلع فيه الصين بدور أكثر نشاطا ومسؤولية على الساحة الدولية، فإن رحلة لي باتجاه الغرب تُظهر أن الصين تولي اهتماما كبيرا بأوراسيا، حيث يقوم رئيس مجلس الدولة الصيني بزيارات لها كل عام تقريبا.

إن التعاون الأوراسي يتمتع بإمكانات كبيرة نظرا لمساحتها الأرضية وسكانها وحجمها الاقتصادي الإجمالي. وبدءاً من محطة لي الأولى في طاجيكستان حتى محطته الأخيرة في بلجيكا، تبدو بلدان أوراسيا كنزا من الحضارات متعددة الأعراق ذات المراحل التنموية المختلفة، التي تشترك في الهدف المشترك لتحقيق التنمية.

وعلى الرغم من الفجوات التنموية، فإن أوراسيا تتمتع بسوق هائلة وتنافسية تحتوي على مجموعة واسعة من إمكانيات النمو الاقتصادي والتعاون الشامل. وفي الوقت الذي تمر فيه أوروبا المتقدمة بمرحلة التعافي الاقتصادي وتبحث عن وسائل خارجية لتحقيق النمو، فإن الاقتصادات الأقل نموا في آسيا تمثل مصدرا كبيراً للطلب والموارد الوفيرة والفرص.

إن الاستغلال الجيد للمزايا التكاملية بين بلدان أوراسيا يمثل في الوقت الراهن جوهر التعاون الأوراسي، كما أن الربط بين مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين وخطط التنمية في الكثير من البلدان الأوراسية يمثل مصدرا للفرص لا يقدر بثمن.

وفي ظل كونها مكرسة لبناء طريق نحو الانفتاح والابتكار والرخاء والسلام على اليابسة الواسعة وعبر البحر العظيم، فإن مبادرة الحزام والطريق جنت ثمارها المبدئية من خلال شبكة النقل البرية التي تربط الصين ببلدان آسيا الوسطى وأوروبا.

إن شبكة خدمات الشحن بواسطة السكك الحديدية، التي تمثل في الوقت الراهن جزءاً هاما من مبادرة الحزام والطريق، شهدت قيام أكثر من 10000 رحلة بحلول شهر أغسطس، ما عمل على تيسير التنمية الاقتصادية في بلدان آسيا الوسطى الواقعة على طرق المبادرة، مثل كازخستان.

ومن خلال مشروعات بناء البنية الأساسية مثل بناء الطرق السريعة وتطوير الموانئ، فإن مبادرة الحزام والطريق وضعت التعاون الأوراسي في مسار سريع، في الوقت الذي تواجه فيه التحدي بشأن كيفية جعل المنطقة أكثر انفتاحا.

وعبر طرح خطط الارتباط الخاصة به بالنسبة لكل من أوروبا وآسيا في الآونة الأخيرة، فقد أكد الاتحاد الأوروبي بذلك الأهمية المتزايدة لتحقيق قدر أكبر من الارتباط في أوراسيا، ما سوف يوفر فرصا جديدة للاستثمار في الكثير من المجالات.

وفي مواجهة تصاعد الأحادية والحمائية والهيمنة في العالم، على نحو خاص، فإن استعداد الاتحاد الأوروبي لتعزيز التعاون والارتباط مع بلدان آسيا، يسير جنباً إلى جنب مع مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين.

إن الإيمان المشترك بالانفتاح والارتباط هو ما يربط الصين وأوروبا بعضهما ببعض. وقد آن الأوان لتحويل طموحات الجانبين إلى واقع.

تحرير: تشي هونغ