مقالة خاصة: وزير الخارجية الصيني يعرب عن تأييد بلاده للتعددية والسلام والتجارة الحرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

الوقت:2018-09-30 11:18:02المصدر: شبكة شينخوا

ألقى عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الجمعة خطابا خلال المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أعرب فيه عن تأييد بلاده للتعددية والسلام العالمي والتجارة الحرة.

-- التعددية

قال وانغ إن النظام الدولي المعاصر، الذي بدأ بتأسيس الأمم المتحدة، يقوم على أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وتعززه رؤية التعددية وممارستها.

وأضاف أن هذا النظام جلب، على مدار الأعوام السبعين الماضية ويزيد السلام العام والتنمية السريعة.

وذكر الوزير "ما نراه اليوم هو أن القواعد الدولية والآليات الدولية تتعرض للهجوم، وأن المشهد الدولي صار مليئا بأوجه عدم اليقين والعوامل التي تزعزع الاستقرار".

وأضاف أن "إجابة الصين واضحة. فعلى الدوام، تؤيد الصين النظام الدولي وتسعى إلى التعددية".

وأشار وزير الخارجية الصيني إلى أنه من أجل دعم التعددية في العصر الجديد، لابد من بذل جهود للالتزام بالمبادئ التالية:

أولا: لابد للعالم من أن يسعى إلى تحقيق تعاون يقوم على الربح للجميع. فالسبيل المضمون نحو مستقبل مشرق للعالم هو إحلال التعاون محل المواجهة والتشاور محل الإكراه؛ والتضامن معا كأسرة واحدة بدلا من تشكيل دوائر مغلقة؛ وتعزيز التنمية المشتركة من خلال التشاور بدلا من إتباع نهج يقوم على أن الفائز يستأثر بكل شيء.

ثانيا: لابد لجميع الدول من العمل وفقا للقواعد والنظام. فممارسة التعددية تكمن، أولا وقبل كل شيء، في التمسك بميثاق الأمم المتحدة والالتزام بالقانون الدولي والأعراف الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية واحترام الاتفاقات الدولية التي تم التوصل من خلال المفاوضات.

ثالثا: لابد للعالم من الحفاظ على الإنصاف والعدالة. ففي الشؤون الدولية، يعني الإنصاف والعدالة المساواة بين جميع الدول، كبيرة كانت أم صغيرة. وهذا يعني تحمل الدول الكبرى مسؤولية مساعدة الدول الصغيرة وتحمل الدول الغنية مسؤولية مساعدة الدول الفقيرة. كما يعني الإنصاف والعدالة احترام سيادة البلدان الأخرى واستقلالها وسلامة أراضيها وكذا اختيارها لمسار التنمية وحقها في حياة أفضل وفي فرص تنموية أكثر.

رابعا: لابد لجميع الدول من العمل على تحقيق نتائج حقيقية. "فمن الضرورة بمكان العمل سويا لدعم النظام الدولي وفي القلب منه الأمم المتحدة وكذا النظام التجاري متعدد الأطراف ومحوره منظمة التجارة العالمية"، حسبما أكد وانغ.

-- السلام العالمي

قال وانغ إن الصين باعتبارها دولة كبرى مسؤولة تلزم نفسها بطريق التنمية السلمية، وستعمل الصين مع البلدان الأخرى وستسهم بنصيبها في السلام والأمن العالميين.

وأوضح مواقف الصين حول عدد كبير من القضايا الساخنة.

فحول الوضع في شبه الجزيرة الكورية، تشجع الصين جميع الأطراف على التحرك باتجاه نزع السلاح النووي وإنشاء آلية السلام.

وفيما يتعلق بالقضية النووية الإيرانية، فإنه من الأهمية بمكان مواصلة تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة.

وأكد وانغ على ضرورة عدم تهميش القضية الفلسطينية، مضيفا أنه يتعين بذل جولة جديدة من جهود تعزيز السلام لاستكشاف آلية وساطة جديدة.

وينبغي أن تبدأ تسوية القضية المتعلقة بولاية راخين في ميانمار بالتعجيل بعودة الدفعة الأولى من النازحين.

وعلاوة على ذلك، تدعم الصين الدور الرائد للأمم المتحدة في تنسيق الاستجابات للتحديات الأمنية غير التقليدية، حسبما أضاف وانغ.

-- التنمية العالمية

شدد وانغ على أن التنمية ضرورية للعالم اليوم وأنه من حق كل دولة أن تستكشف مسار التنمية الذي يناسبها.

وقال إنه "من المهم أن نكيف أنفسنا مع اتجاه العولمة الاقتصادية، والتأكيد من أن هذه العملية مفتوحة وشاملة ومتوازنة ومربحة للجميع لكي تعود بالفائدة على الجميع".

وفيما يتعلق بالاحتكاكات التجارية، فإن الصين تؤيد التوصل إلى تسوية ملائمة تقوم على القواعد والتوافق من خلال الحوار والتشاور على قدم المساواة، هكذا قال وانغ، مضيفا أن "الصين لن تُبتز ولن ترضخ لضغوط".

كما تعمل الصين على دعم نظام التجارة الحرة والقواعد والنظام الدوليين لصالح الانتعاش العالمي والمصالح المشتركة لجميع الدول.

وذكر وانغ أن تنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة ينبغي أن يتصدر أجندة الدورة الحالية للجمعية العامة، داعيا الدول الأعضاء إلى دمج تنفيذ الأجندة في إستراتيجياتها التنموية الخاصة.

وقال "إننا نحتاج إلى إقامة شراكات أوثق من أجل التنمية ومواصلة التعاون التنموي الدولي مع اتخاذ الأمم المتحدة محورا له، والتعاون بين الشمال والجنوب كقناة رئيسية، على أن يكملهما تعاون الجنوب - الجنوب".

وأضاف أن الصين تأمل في رؤية المفاوضات حول المبادئ التوجيهية لاتفاق باريس وقد اختتمت، كما هو مقرر، بحلول نهاية العام الجاري لتعزيز الجهود المشتركة في الحفاظ على البيئة العالمية.

كما أشار إلى أن هذا العام يصادف الذكرى السنوية الأربعين لإطلاق سياسة الإصلاح والانفتاح الصيني.

وقال وانغ إنه "على مدار الأربعين عاما الماضية، عملنا بجد ومضينا قدما بنجاح على طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية"، مضيفا أن هذا الطريق أحدث تغييرات جذرية في الصين ووفر للعالم فرصا للتنمية المشتركة.

ومع مضيها للأمام، لن تغير الصين مسارها ولن تغلق الباب. وسوف تنفتح الصين بصورة أكبر على العالم. ولن تقيم حواجز سوقية وإنما ستوسع دخول السوق الصينية.

ولفت إلى أن مبادرة الحزام والطريق التي اقترحها الرئيس شي جين بينغ هي منفعة عامة تقدمها الصين للعالم. ولقد نمت لتصبح أكبر منصة للتعاون الدولي.

وأكد أن توطيد التعاون والتضامن مع الدول النامية الأخرى كان وسيظل الأولوية الإستراتيجية القوية للدبلوماسية الصينية.

إن الأمم المتحدة هي المنصة المثالية لمناصرة التعددية وممارستها. وتأمل الصين في أن يدعم المجتمع الدولي الأمم المتحدة في لعب دورها المحوري في الشؤون الدولية.

وقال وانغ "إننا ندعو شعوب جميع الدول إلى التعاون والعمل معا لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية". 

تحرير: تشي هونغ