مقالة خاصة: طريق الحرير القديم ينتعش في صورة تبادلات وفرص جديدة

الوقت:2018-09-11 14:50:55المصدر: شبكة شينخوا

بدأ صادق بولات، وهو رجل أعمال رائد في قازاقستان، القيام بأعمال تجارية مع الصينيين منذ عقود مضت.

في التسعينيات من القرن الماضي، فتح متجرا في قازاقستان للسلع الصينية ودعا حوالي 200 رجل أعمال صيني لجلب منتجاتهم. وسرعان ما لاقت هذه السلع عالية الجودة والمتاحة بأسعار معقولة رواجا شعبيا.

ومنذ أن طرحت الصين مبادرة الحزام والطريق في عام 2013، وسع بولات أعماله إلى مجالات البناء والصناعة والتصنيع الزراعي.

-- قائمة رغبات رائد الأعمال القازاقي

كما فتح أيضا عشرات المتاجر والمراكز التجارية في قازاقستان، من بينها سوق شانغهاي الكبير في أستانا، والذي يمكن أن يستوعب أكثر من 10 آلاف كشك ويدر عليه الملايين من الدولارات كإيجار كل شهر. ويبيع السوق الفواكه والخضروات ومواد البناء وغيرها من السلع القادمة من الصين.

في عام 2016، وقعت إحدى شركات بولات اتفاقية تعاون مع شركة صينية لإنشاء مصنع لمعالجة القمح في كوستاناي في شمال قازاقستان بحيث تنتج بشكل رئيسي الدقيق والنشاء. وفي هذا العام، فازت شركة تابعة لبولات ومؤسسة صينية معا بعطاء لتشييد طريق سريع، طوله 100 كيلومتر، يصل إلى روسيا. وسوف يبدأ البناء العام المقبل. وحاليا يتفاوض بولات مع مصنع جرارات صيني لإنشاء حديقة زراعية وتصنيع آلات زراعية في أستانا.

ولم تجلب مبادرة الحزام والطريق لرجل الأعمال تجارة البضائع فحسب، وإنما أيضا نماذج وطرق وخطط للتنمية المستقبلية. واليوم تشمل قائمة رغباته بناء محطات للطاقة الشمسية وفتح مراكز لوازم السيارات وغسيل السيارات.

ومع إحياء مبادرة الحزام والطريق لطريق الحرير القديم، المسار التجاري الأوراسي للحرير والشاي والخزف والمعادن الثمينة منذ أكثر من 2000 عام، حلت القطارات محل قوافل الجمال، وأخذت الطرق السريعة المعبدة مكان الممرات الصحراوية والجبلية، وأغنى مشروع التعاون والتبادل لأنماط وإستراتيجيات التنمية تجدد التجارة على طول الطريق.

-- رحلة التنمية البيلاروسية

في كل صباح تقريبا، يقوم كيريل كوروتيف، النائب الأول للمدير العام لشركة تطوير المنطقة الصناعية الصينية-البيلاروسية، بقيادة سيارته من منزله في مينسك، عاصمة بيلاروس، إلى المنطقة الصناعية الصينية-البيلاروسية في الضواحي الشرقية، مصطحبا معه اثنين من زملائه على الطريق.

في مايو من عام 2015، قررت الصين وبيلاروس بناء المنطقة الصناعية كمشروع رئيسي على الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وهو المكون البري لمبادرة الحزام والطريق، وجعلها نموذجا للتعاون متبادل المنفعة بينهما.

وقال كوروتيف إن الحكومة البيلاروسية أعلنت أن المنطقة مشروع محوري لتعزيز تنمية الصناعات ذات الصلة في البلاد.

وقد اكتمل إنجاز المرحلة الأولى من بناء البنية التحتية للمنطقة، البالغة مساحتها 8.5 كيلومتر مربع، إلى حد كبير، وبدأت 37 شركة من الصين وروسيا وألمانيا والنمسا والولايات المتحدة وإسرائيل، وكذلك بيلاروس، العمل من هناك.

وشارك كوروتيف، المدير السابق لمكتب الاستثمار في وزارة الاقتصاد في بيلاروس، في صياغة وثائق رسمية داعمة لمبادرة الحزام والطريق. وقال إن "بيلاروس واحدة من أوائل الدول التي تدعم مبادرة الحزام والطريق وأنا فخور بذلك".

وظيفة جديدة تعني مسؤوليات وضغوط أكبر. إلا أن كوروتيف ما يزال يفضلها، لأنه يمكن أن يشارك هنا بشكل مباشر في المشاريع ويشهد نتائج البناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق من قبل البلدين.

-- الحلم القيرغيري

وفي جزء آخر من آسيا الوسطى، فإن حافلات تحمل لافتات كتب عليها "الصداقة بين الصين وقيرغيزستان" هي مشهد مألوف في شوارع بيشكيك، عاصمة قيرغيزستان.

ومع تزايد عدد الشركات والمشاريع الصينية القادمة وخلقها لفرص عمل محلية، فإن تعلم اللغة الصينية بات هدفا للكثير من السكان المحليين.

وأصبح ليو فلاديمير، الذي ولد في فلاديفوستوك بروسيا، باحث صينيات معروف في قيرغيزستان اليوم.

ودرس الباحث، البالغ من العمر 65 عاما، في جامعة الشرق الأقصى الوطنية الروسية، وأصبح مترجما للغة الصينية بعد التخرج. في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، بدأ تدريس اللغة الصينية في جامعة بيشكيك للعلوم الإنسانية، وفي هذا الصيف تقاعد من منصب مدير معهد كونفوشيوس في الجامعة.

وقال ضاحكا "لقد فعلت شيئين فقط في حياتي. الأول هو تعلم اللغة الصينية، والآخر هو تدريس اللغة الصينية".

وعلى مدار أكثر من 20 عاما، قام ليو وزملاؤه بتدريس قرابة 3000 طالب يتابعون دراسات اللغة الصينية. والآن يعمل بعضهم لصالح شركات صينية، وبعضهم يخدم في الأجهزة الحكومية القيرغيزية، فيما أصبح بعضهم مدرسا للغة الصينية، تماما على غرار ليو.

لقد شكلت اللغة الصينية حياته كلها وطموحه اليوم هو إيجاد المزيد من الموهوبين في اللغة الصينية. وقال آمل أن تحقق الصين "الحلم الصيني"، ثم يستطيع طلابي الاستفادة مما تعلموه لتحقيق "الحلم القيرغيزي" خاصتهم.

تحرير: تشي هونغ