كلمة الرئيس شي جين بينغ في الجلسة الافتتاحية لقمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي

الوقت:2018-09-05 13:42:07المصدر: شبكة شينخوا

يدا بيد نحو المصير المشترك والتنمية المشتركة

-- كلمة الرئيس شي جين بينغ في الجلسة الافتتاحية لقمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي

يوم 3 سبتمبر عام 2018

الرئيس سيريل رامافوزا المحترم،

الرئيس بول كاغامي الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي المحترم،

رؤساء الدول والحكومات ورؤساء الوفود المحترمون،

السيد أنطونيو غوتيرس الأمين العام للأمم المتحدة المحترم،

السيد موسى فقي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي المحترم،

السيدات والسادة والأصدقاء:

تشهد بكين في سبتمبر جوا معتدلا وخريفا جميلا. في هذا الفصل الجميل، يسعدني كثيرا أن أرى التئام الأصدقاء القدماء والجدد في أسرة الصداقة الصينية الإفريقية الكبيرة مرة أخرى، بمناسبة قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي عام 2018.

في البداية، يطيب لي أن أتقدم باسم الصين حكومة وشعبا، وبالأصالة عن نفسي، بالترحيب الحار للحضور والضيوف الكرام. كما أود أن أنقل من خلالكم التحيات الصادقة والتمنيات الطيبة من الشعب الصيني إلى الشعوب الإفريقية الشقيقة.

أود أن أشير بشكل خاص إلى الأعضاء الثلاثة الجديدة التي انضمت إلى منتدى التعاون الصيني الإفريقي منذ قمة جوهانسبرغ، وهي غامبيا وساوتومي وبرنسيب وبوركينا فاسو. اليوم، يترأس الرئيس آدما بارو ورئيس الوزراء باتريس تروفوادا والرئيس روك كابوريه وفودهم لحضور قمة بكين، لنرحب بهم بالتصفيق الحار.

أيها الزملاء، السيدات والسادة،

قبل شهر ونيف، زرت إفريقيا للمرة الرابعة كالرئيس الصيني، وهي أيضا زيارتي التاسعة للقارة الإفريقية الجميلة. خلال الزيارة، رأيت بأم عيني وللمرة الأخرى أراضي إفريقيا الخصبة والجميلة وتنميتها الحيوية وشعوبها الساعية وراء الحياة السعيدة، الأمر الذي يرسخ إيماني بأن التنمية في إفريقيا لا حدود لها، والمستقبل لإفريقيا مقبل على آمال عريضة، والتعاون الودي بين الصين وإفريقيا أمامه آفاق رحب، وعلاقات الشراكة والتعاون الاستراتيجي الشامل بينهما تستشرف مستقبلا مشرقا.

"الشجرة عميقة الجذور تثمر، والمصباح المليء الزيت تضيء". إن التاريخ له قانونه ومنطقه. كانت الصين وإفريقيا، لما لديهما من المعاناة المتشابهة والمهمة المشتركة، تتضامنان وتتآزران في الماضي، وتشقان الطريق المميز بالتعاون والكسب المشترك.

في هذا الطريق، ظلت الصين تلتزم بمفهوم الصدق والنتائج الحقيقية والصداقة وحسن النية وتسعى وراء الخير الأعظم والمصلحة المشتركة وتتضامن مع الدول الإفريقية بروح فريق واحد لتحقيق التقدم المستمر.

-- تلتزم الصين بالصدق والصداقة والمساواة في التعاون. ظل الشعب الصيني البالغ عدده 1.3 مليار نسمة يربط مصيره بالشعوب الإفريقية البالغ عددها 1.2 مليار نسمة، ويحترم إفريقيا ويحب إفريقيا ويدعم إفريقيا، ويلتزم بـ"اللاءات الخمسة"، أي لا يتدخل في جهود الدول الإفريقية لاستكشاف الطرق التنموية التي تتناسب مع ظروفها الوطنية، ولا يتدخل في الشؤون الداخلية الإفريقية، ولا يفرض إرادته على الآخرين، ولا يربط أي شرط سياسي بالمساعدات إلى إفريقيا، ولا يسعى لكسب مصلحة سياسية لنفسه خلال الاستثمار والتمويل في إفريقيا. تأمل الصين من كافة الدول التزام بهذه اللاءات الخمسة في التعامل مع الشؤون الإفريقية. ستظل الصين صديقا حميما وشريكا طيبا وأخا عزيزا لإفريقيا إلى الأبد، ولا يستطيع أي فرد تخريب التضامن بين شعوب الجانبين الصيني والإفريقي.

-- تلتزم الصين بمراعاة العدالة والمنفعة في التعاون، مع إعلاء العدالة. تؤمن الصين بأن الطريق الحتمي للتعاون الصيني الإفريقي يكمن في توظيف مزايا كلا الجانبين وربط التنمية في الصين بشكل وثيق بدعم التنمية في افريقيا، وتحقيق التعاون والكسب المشترك والتنمية المشتركة. ندعو إلى العطاء أكثر من الأخذ والعطاء قبل الأخذ والعطاء بدون الأخذ، وفتح الذراعين لترحيب بإفريقيا على متن قطار التنمية الصينية السريعة، ولا يستطيع أي فرد اعتراض طريق شعوب الجانبين الصيني والإفريقي نحو النهضة.

-- تلتزم الصين بالتعاون العملي والفعال والتنمية من أجل الشعب. تلتزم الصين بوضع مصالح شعوب الجانبين الصيني والإفريقي في المقام الأول، ودفع التعاون في سبيل تحقيق رفاهيتها، وجعل نتائج التعاون تفيد مصالحها. سنبذل قصارى الجهد للوفاء بما تعهدنا به أمام الإخوة الأفارقة. في مواجهة الوضع الجديد والتحديات الجديدة، تبذل الصين جهودا مستمرة لاستكمال الآليات وابتكار المفاهيم وتوسيع المجالات والارتقاء بجودة التعاون ومستواه إلى ما هو أعلى بخطوات متزنة. وإن شعوب الجانبين الصيني والإفريقي أحق من الآخرين لتقييم مدى التعاون الصيني الإفريقي، ولا يستطيع أي فرد إنكار الإنجازات المرموقة للتعاون الصيني الإفريقي بمجرد التوهم والتكهن.

-- تلتزم الصين بالانفتاح والشمول في التعاون. ترى الصين دائما أن تحقيق الأمن والأمان الدائمين والتنمية والنهضة في إفريقيا لا يمثل تطلعات الشعوب الإفريقية فحسب، بل أيضا المسؤولية للمجتمع الدولي. إن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع شركاء التعاون الدوليين على دعم السلام والتنمية في إفريقيا. ونرحب وندعم كل ما يخدم مصلحة إفريقيا، كما يجب على العالم كله بذل كل ما في وسعه من الجهود الجدية لدعم ذلك. ولا يستطيع أي فرد عرقلة وتشويش جهود المجتمع الدولي الإيجابية لدعم التنمية في إفريقيا.

أيها الزملاء، السيدات والسادة،

يمر عالم اليوم بتغيرات لم يشهدها منذ مائة سنة، إذ تتطور التعددية القطبية والعولمة الاقتصادية والمعلوماتية الاجتماعية والتنوع الثقافي على نحو معمق، وتتسارع وتيرة التغير لمنظومة الحوكمة العالمية والنظام الدولي، وتتنامى الدول الناشئة والدول النامية بشكل سريع، ويتجه ميزان القوى الدولية على نحو أكثر توازنا، ويترابط مصير شعوب العالم بشكل أوثق من أي وقت مضى.

وفي الوقت نفسه، نواجه تحديات غير مسبوقة، إذ ما زالت الهيمنة وسياسة القوة موجودة، وتتنامي الحمائية والأحادية القطبية باستمرار، وتتعاقب الحروب والهجمات الإرهابية والمجاعات والأوبئة، وتتشابك القضايا المعقدة للأمن التقليدي وغير التقليدي.

رغم كل ذلك، نؤمن بان السلام والتنمية يمثلان العنوان الرئيسي لعصرنا اليوم وكذلك قضية العصر، الأمر الذي يتطلب تضامن المجتمع الدولي وحكمته وشجاعته لتحمّل المسؤولية التاريخية وحل قضية العصر والوفاء بالتزامات العصر.

-- أمام قضية العصر، تأخذ الصين على عاتقها مهمة تقديم مساهمات جديدة وأكبر للبشرية. نحن على استعداد للعمل سويا مع كافة دول العالم على إقامة مجتمع مصير مشترك للبشرية وتطوير علاقات الشراكة العالمية وتوسيع رقعة التعاون الودي وإيجاد طريق جديد للتعامل بين الدول يقوم على الاحترام المتبادل والمساواة والعدالة والتعاون والكسب المشترك، بما يجعل العالم أكثر سلاما وأمانا ويزيد حياة البشرية سعادة وجمالا.

-- أمام قضية العصر، تحرص الصين على التعاون مع الشركاء الدوليين في بناء "الحزام والطريق". يجب علينا استغلال هذا المنبر الجديد للتعاون الدولي لإيجاد القوة الدافعة الجديدة للتنمية المشتركة، وجعل "الحزام والطريق" طريقا سلميا ومزدهرا ومنفتحا وأخضر ومبدعا وحضاريا.

-- أمام قضية العصر، ستشارك الصين بنشاط في الحوكمة العالمية، ملتزمة بمفهوم التشاور والتعاون والمنفعة للجميع في الحوكمة العالمية. ستظل الصين مناصرا للسلام العالمي ومساهما في التنمية العالمية ومدافعا عن النظام الدولي، وتدعم زيادة التمثيل والصوت للدول النامية الغفيرة في الشؤون الدولية، وتدعم تعزيز قوة دول الجنوب المنقوصة في نظام الحوكمة العالمية وتدعم حشد القوة النابعة عن تعاون الجنوب-الجنوب، بما يدفع نظام الحوكمة العالمية ليعكس الإرادات والمصالح لأغلبية الدول، وخاصة الدول النامية، بشكل أكثر توازنا.

-- أمام قضية العصر، تلتزم الصين بالانفتاح على الخارج بدون تزعزع. على خلفية عوامل عدم اليقين وغير المستقرة التي تخيم على نمو الاقتصاد العالمي، تلتزم الصين بطريق الانفتاح والترابط والتعاون والكسب المشترك، وتدافع بحزم عن الاقتصاد العالمي المنفتح ونظام التجارة المتعددة الأطراف، وترفض الحمائية والأحادية القطبية، ولا مستقبل لمن يحبس نفسه في جزيرة معزولة.

أيها الزملاء، السيدات والسادة،

"اتسع البحر فيسع." بما أن الصين أكبر دولة نامية في العالم، وأن إفريقيا قارة تجمع أكبر عدد من الدول النامية، فقد أصبح الجانبان منذ زمان مجتمع مصير مشترك يشاطر السراء والضراء. نحرص على بذل جهود مشتركة مع الدول الإفريقية وشعوبها لتحقيق الحلم المشترك، والعمل سويا على إقامة مجتمع مصير مشترك أوثق بين الصين وإفريقيا، بما يشكل نموذجا يحتذى به لإقامة مجتمع مصير مشترك للبشرية كلها.

أولا، العمل سويا على إقامة مجتمع مصير مشترك بين الصين وإفريقيا قائم على المسؤولية المشتركة. يجب علينا توسيع الحوار والتنسيق السياسي على كافة المستويات وتعزيز الفهم والدعم المتبادل في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر، وتكثيف التنسيق والتعاون في القضايا الدولية والإقليمية الهامة، بما يصون المصلحة المشتركة للصين وإفريقيا والدول النامية الغفيرة.

ثانيا، العمل سويا على إقامة مجتمع مصير مشترك بين الصين وإفريقيا قائم على التعاون والكسب المشترك . يجب علينا حسن الاستفادة من الفرص الهامة الناجمة عن المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية للصين وإفريقيا وتعاونهما في بناء "الحزام والطريق"، لتحقيق المواءمة بين "الحزام والطريق" و"أجندة 2063 " للاتحاد الإفريقي وأجندة التنمية المستدامة 2030 للأمم المتحدة والاستراتيجيات التنموية لجميع الدول الإفريقية، وفتح مجالات جديدة للتعاون وإيجاد إمكانيات جديدة للتعاون، وتعزيز التعاون في المجالات التقليدية المتفوقة وتسريع الخطوات لإيجاد نقاط ساطعة في المجالات الاقتصادية الجديدة.

ثالثا، العمل سويا على إقامة مجتمع مصير مشترك بين الصين وإفريقيا قائم على الرفاهية المشتركة. يجب أن نأخذ تعزيز رفاهية الشعب كالهدف الأول والأخير لتطوير العلاقات الصينية الإفريقية. يجب أن يأتي التعاون الصيني الإفريقي بنتائج وفوائد ملحوظة وملموسة على شعوب الجانبين الصيني والإفريقي. ظلت الصين وإفريقيا تتبادلان الدعم والمساعدة بروح فريق واحد منذ زمن طويل، وسوف تقدم الصين مساهمات جديدة وأكبر لإفريقيا في مكافحة الفقر والتنمية والتوظيف وزيادة الإيرادات وتحقيق الحياة الرغيدة.

رابعا، العمل سويا على إقامة مجتمع مصير مشترك بين الصين وإفريقيا قائم على الازدهار الثقافي المشترك. نحن فخورون بحضارتنا المبهرة في الصين وإفريقيا، مستعدين لتقديم مساهمات أكبر للتنوع الحضاري في العالم. يجب علينا تعزيز التواصل والتنافع والتلاحم والتعايش بين الحضارتين الصينية والإفريقية، وتوفير القوة المساندة المستمرة لتحقيق النهضة الحضارية والتقدم الثقافي والازدهار الفني للجانب الآخر، وتقديم التغذية الروحية الأوفر للتعاون الصيني الإفريقي. يجب علينا توسيع تبادل الأفراد في قطاعات الثقافة والفن والتعليم والرياضة والمراكز الفكرية ووسائل الإعلام والمرأة والشباب، وتثبيت الروابط العاطفية بين شعوب الجانبين الصيني والإفريقي.

خامسا، العمل سويا على إقامة مجتمع مصير مشترك بين الصين وإفريقيا قائم على الأمن المشترك. مَن عانى من الصعاب يعرف قيمة السلام. يدعو الجانب الصيني إلى تكريس المفهوم الجديد للأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام، ويدعم الدول الإفريقية والاتحاد الإفريقي وغيره من المنظمات الإقليمية بثبات لتسوية القضايا الإفريقية عن الطريق الإفريقي، ويدعم إفريقيا لتنفيذ مبادرة "إسكات البنادق في إفريقيا". تحرص الصين على القيام بدور بناء لتعزيز السلام والاستقرار في إفريقيا ودعم الدول الإفريقية لرفع قدرتها الذاتية على صيانة الاستقرار والسلام.

سادسا، العمل سويا على إقامة مجتمع مصير مشترك بين الصين وإفريقيا على التعايش المتناغم. إن الكرة الأرضية البيت الوحيد للبشرية. تحرص الصين على العمل مع إفريقيا على تكريس نمط النمو الأخضر والمنخفض الكربون والمستدام والقابل لإعادة التدوير، وحماية البيئة الإيكولوجية وجميع المخلوقات. تحرص الصين على تعزيز التواصل والتعاون مع إفريقيا في مجال حماية البيئة الإيكولوجية، مثل مواجهة التغير المناخي واستخدام الطاقة النظيفة ومكافحة التصحر وتآكل التربة وحماية الحيوانات البرية، بما يجعل الصين وإفريقيا بيتا جميلا تعيش فيه البشرية والطبيعة بالوئام والتناغم.

أيها الزملاء، السيدات والسادة،

منذ قمة جوهانسبرغ لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي عام 2015، عملت الصين على تنفيذ "خطط التعاون العشر" بين الصين وإفريقيا التي حددتها القمة: تكون دفعة كبيرة من مشاريع البنية التحتية مثل السكك الحديدية والطرق والمطارات والموانئ ومناطق التعاون الاقتصادي والتجاري منجزة أو قيد التشييد، ويتقدم التعاون الصيني الإفريقي على نحو شامل في مجالات السلم والأمن والعلوم والتعليم والثقافة والصحة ومكافحة الفقر وإفادة الشعب والتوصل الشعبي، وأصبح الدعم المالي بقيمة 60 مليار دولار الذي تعهدت به الصين مدفوعا أو قيد الترتيب. قد عادت خطط التعاون العشر بين الصين وإفريقيا بنتائج مثمرة على شعوب الجانبين الصيني والإفريقي، وجسدت قوة الإبداع والتماسك والعمل المشترك بين الصين وإفريقيا، مما نجح في الارتقاء بعلاقات الشراكة والتعاون الاستراتيجي الشامل بين الصين وإفريقيا إلى مستوى جديد.

تحرص الصين، بإرشاد هدف إقامة مجتمع مصير مشترك أوثق بين الصين وإفريقيا في العصر الجديد، وعلى أساس ما حققته "خطط التعاون العشر" بين الصين وإفريقيا، على التعاون الوثيق مع الدول الإفريقية وإعطاء الأولوية لتنفيذ "الحملات الثماني" في السنوات الثلاث القادمة والمستقبل.

أولا، تنفيذ حملة التنمية الصناعية. قررت الصين إقامة معرض صيني إفريقي للاقتصاد والتجارة في الصين، وتشجيع الشركات الصينية على توسيع الاستثمار في إفريقيا، وبناء وتطوير دفعة من المناطق الاقتصادية والتجارية في إفريقيا، ودعم إفريقيا لتحقيق الأمن الغذائي بشكل عام بحلول عام 2030، والعمل مع إفريقيا على وضع وتنفيذ تخطيط التعاون والبرنامج التنفيذي الصيني الإفريقي لتحديث الزراعة، وتنفيذ 50 مشروعا في إطار المساعدات الزراعية، وتقديم مساعدات غذائية إنسانية عاجلة بقيمة مليار يوان للدول الإفريقية المتضررة بالكوارث وبعث 500 خبير زراعي كبير إلى إفريقيا، وتكوين كفاءات الشباب لقيادة الأبحاث العلمية الزراعية واستكشاف طريق الإثراء من خلال الزراعة، ودعم تأسيس ائتلاف الشركات الصينية الموجودة في إفريقيا للمسؤولية الاجتماعية، ومواصلة تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية في تسوية الحسابات بالعملات المحلية، وتوظيف دور الصندوق الصيني الإفريقي للتنمية والصندوق الصيني الإفريقي لتعاون الطاقة الإنتاجية والقروض الخاصة بتنمية الشركات الإفريقية الصغيرة والمتوسطة.

ثانيا، تنفيذ حملة ترابط المنشآت. قررت الصين إطلاق مع الاتحاد الإفريقي عملية وضع "تخطيط التعاون الصيني الإفريقي للبنية التحتية"، ودفع الشركات الصينية للمشاركة في بناء البنية التحتية في إفريقيا بنمط يجمع بين التمويل والتشييد والتشغيل، مع إعطاء الأولوية إلى التعاون في مجالات الطاقة والمواصلات والاتصالات والمعلومات والموارد المائية العابرة للحدود، والعمل مع الجانب الإفريقي على تنفيذ دفعة من المشاريع الهامة للتواصل والترابط، ودعم إقامة السوق الإفريقية الموحدة للنقل الجوي وفتح المزيد من الخطوط الجوية المباشرة بين الصين وإفريقيا، وتوفير التسهيلات للدول الإفريقية ومؤسساتها المالية لإصدار السندات في الصين، ودعم الدول الإفريقية للاستفادة من موارد البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وبنك التنمية الجديد وصندوق طريق الحرير بشكل أفضل، على أن تلتزم بالقواعد والإجراءات المتعددة الأطراف.

ثالثا، تنفيذ حملة تسهيل التجارة. قررت الصين استيراد المزيد من البضائع الإفريقية وخاصة المنتجات غير الموارد الطبيعية، ودفع الدول الإفريقية للمشاركة في المعرض الصيني الدولي للاستيراد، وإعفاء الدول الافريقية الأقل نموا من رسوم المشاركة، ومواصلة تعزيز التواصل والتعاون في مجال رقابة وتنظيم السوق والجمارك، وتنفيذ 50 مشروعا لتسهيل التجارة في إفريقيا، وإقامة فعاليات ترويج الماركات الصينية والإفريقية بشكل منتظم، ودعم إقامة منطقة التجارة الحرة بالقارة الإفريقية، ومواصلة مفاوضات التجارة الحرة مع الدول والمناطق الإفريقية الراغبة، ودفع التعاون الصيني الإفريقي في التجارة الإلكترونية وإقامة آلية له.

رابعا، تنفيذ حملة التنمية الخضراء. قررت الصين تنفيذ 50 مشروعا لإفريقيا للتنمية الخضراء وحماية البيئة الإيكولوجية، مع إعطاء الأولوية لتعزيز التواصل والتعاون في مواجهة التغير المناخي والتعاون البحري ومكافحة التصحر وحماية الحيوانات والنباتات البرية، ودفع بناء المركز الصيني الإفريقي للتعاون البيئي، وتعزيز التواصل والحوار حول السياسة البيئية والبحوث المشتركة للقضايا البيئية، وتنفيذ البرنامج الصيني الإفريقي للسفير الأخضر لتكوين الكفاءات المتخصصة لإفريقيا في مجالات إدارة حماية البيئة ومكافحة التلوث والاقتصاد الأخضر وغيرها، وإقامة المركز الصيني الإفريقي للخيزران، ومساعدة إفريقيا على تطوير قطاع الخيزران والكرمة، والتعاون في الدعاية والتوعية بشأن حماية البيئة.

خامسا، تنفيذ حملة بناء القدرات. قررت الصين تعزيز التواصل مع إفريقيا بشأن الخبرات الإنمائية، ودعم التعاون في مجال تخطيط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإقامة 10 ورشات لوبان في إفريقيا لتوفير التدريبات المهنية والحرفية للشباب الأفارقة، ودعم المركز الصيني الإفريقي لتعاون الإبداع الرامي لدفع تعاون الإبداع وريادة الأعمال بين الشباب، وتنفيذ مشروع قائد سرب الطيور لتدريب 1000 نخبة إفريقية، وتقديم لإفريقيا 50 ألف منحة دراسية حكومية و50 ألف فرصة للمشاركة في الدورات الدراسية والندوات، ودعوة 2000 شاب إفريقي لزيارة الصين.

سادسا، تنفيذ حملة الصحة. قررت الصين التحسين وتطوير 50 مشروعا في إطار المساعدات الطبية لإفريقيا، مع إعطاء الأولوية لبناء المشاريع الكبرى مثل مقر المركز الإفريقي لمكافحة الأوبئة ومستشفى الصداقة الصينية الإفريقية، وإجراء التواصل بشأن الصحة العامة والتعاون في تبادل المعلومات، وتنفيذ مشاريع التعاون الصيني الإفريقي في مكافحة الأوبئة، بما فيها الأمراض المعدية الجديدة والمتجددة ومرض البلهارسيا والإيدز وملاريا، وتكوين المزيد من الأطباء المتخصصين لإفريقيا والاستمرار في إرسال الفرق الطبية إلى إفريقيا وتحسين أدائها، ومواصلة الجولات الطبية، بما فيها "رحلة النور" و"رحلة الحب" و"رحلة الابتسام"، وتنفيذ مشروع القلوب المتلاحمة للنساء والأطفال والفئات المستضعفة.

سابعا، تنفيذ حملة التواصل الشعبي. قررت الصين تأسيس المعهد الصيني للدراسات الإفريقية لتعميق التنافع الحضاري مع الجانب الإفريقي، وإقامة النسخة المعززة من البرنامج الصيني الإفريقي للتواصل والبحوث المشتركة، وتنفيذ 50 مشروعا ثقافيا ورياضيا وسياحيا ودعم انضمام الدول الإفريقية إلى روابط طريق الحرير الدولية للمسارح والمتاحف ومهرجانات الفنون، وإنشاء شبكة التعاون الصيني الإفريقي لوسائل الإعلام، ومواصلة الدفع بفتح الجانبين مراكز الثقافة في الجانب الآخر، ودعم المؤسسات التعليمية الإفريقية التي تستوفي الشروط لاستحداث معاهد كونفوشيوس، ودعم المزيد من الدول الإفريقية لتصبح المقاصد السياحية للوفود السياحية للمواطنين الصينيين.

ثامنا، تنفيذ حملة السلم والأمن. قررت الصين إنشاء الصندوق الصيني الإفريقي للتعاون في مجال السلم والأمن، ودعم التعاون الصيني الإفريقي في مجال السلم والأمن وحفظ السلام والاستقرار، والاستمرار في تقديم المساعدات العسكرية بدون المقابل إلى الاتحاد الإفريقي، ودعم جهود دول منطقة الساحل وخليج عدن وخليج غينيا في صيانة الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، وإقامة المنتدى الصيني الإفريقي للسلم والأمن لتوفير منبر لتعزيز التواصل الصيني الإفريقي في مجال السلم والأمن، والدفع بتنفيذ 50 مشروعا في إطار المساعدات الأمنية في مجالات بناء "الحزام والطريق" والنظام الاجتماعي وعملية حفظ السلام للأمم المتحدة ومكافحة القرصنة والإرهاب.

من أجل ضمان التنفيذ السلس للحملات الثماني، تحرص الصين على توفير دعم بقيمة 60 مليار دولار لإفريقيا عن طريق المساعدات الحكومية والاستثمار والتمويل من المؤسسات المالية والشركات، وبالتحديد: توفير 15 مليار دولار من المساعدات بدون المقابل والقروض بدون الفوائد والقروض الميسرة، و20 مليار دولار من قيمة صناديق الائتمان، ودعم تخصيص 10 مليارات دولار للتمويل التنموي الصيني الإفريقي و5 مليارات دولار لتمويل تجارة الاستيراد من إفريقيا، ودفع الشركات الصينية لاستثمار ما لا يقل عن 10 مليارات دولار في إفريقيا خلال السنوات الثلاث القادمة. وفي نفس الوقت، إعفاء الدول الإفريقية الأقل نموا والدول الفقيرة والمثقلة بالديون والدول النامية غير الساحلية والدول النامية الجزرية التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع الصين عن القروض الحكومية بدون الفوائد المستحقة لغاية نهاية عام 2018 التي لم تتم سدادها.

أيها الزملاء، السيدات والسادة،

يكون الشباب موضع الأمل للعلاقات الصينية الإفريقية، لذلك، يأخذ الكثير من الإجراءات في الحملات الثماني التي طرحتها الشباب في الحسبان، ويهدف إلى تأهيلهم ومساعدتهم ويسعى لتوفير لهم المزيد من الوظائف للعمل والحيز للتنمية. في أكتوبر الماضي، تبادلت الرسائل مع الطلاب الوافدين في معهد تعاون الجنوب-الجنوب والتنمية، كان معظمهم من إفريقيا، وشجعتهم في الرسالة على استخدام ما تعلموه وتحصيل العلم بلا كلل واكتساب الخبرات الكافية ليصبحوا الكفاءات، وذلك من أجل كتابة صفحة جديدة للتعاون الصيني الإفريقي وتعاون الجنوب - الجنوب.

"إن الشمس المشرقة تبشر بمستقبل واعد". تحدوني الثقة التامة، طالما تتناقل الصداقة الصينية الإفريقية في أيدي الشباب جيلا بعد جيل، فبكل التأكيد، سيزيد مجتمع مصير مشترك بين الصين وإفريقيا نشاطا وحيوية، وسيتحقق الحلم الصيني للنهضة العظيمة للأمة الصينية وحلم الشعوب الإفريقية للوحدة والنهضة في يوم مبكر.

شكرا لكم جميعا.

تحرير: تشي هونغ