مقالة خاصة: تكنولوجيا "إتش أي إف يو" الصينية أمل جديد لمرضى السرطان في مصر

الوقت:2018-08-16 16:41:48المصدر: شبكة شينخوا

"لم يعد حلما إنهاء معاناة مرضي الأورام بلا جراحة"، هكذا قال الدكتور محمد حماد أستاذ مساعد الأشعة التداخلية بجامعة القاهرة بينما كان يحضر يوم الثلاثاء الحفل الختامي لورشة عمل حول تكنولوجيا طبية صينية جديدة.

وعقدت لمدة 14 يوما ورشة العمل الدولية حول العلاج بالموجات الصوتية في القاهرة، وذلك بالتعاون بين وزارة العلوم والتكنولوجيا وجامعة تشونغتشينغ للطب الصينيتين والجمعية المصرية للعلاج التداخلي بالإشعاع.

وهدفت ورشة العمل التي عقدت للمرة الأولى خارج الصين، إلى التدريب على استخدام التكنولوجيا الصينية الخاصة بالموجات فوق الصوتية الكثيفة المركزة (إتش أي إف يو).

وأضاف حماد، وهو مدير (هيفو إيجيبت)، الذي يعد المركز الوحيد في مصر الذي يستخدم هذه التكنولوجيا في العلاج، "لقد قمنا بتدريب أطباء من محافظات مختلفة في مصر، وأيضا من دول عربية وأفريقية على استخدام التكنولوجيا الجديدة في معالجة مرضى الأورام".

وتابع أنه "تم خلال الورشة تدريب 32 دكتورا من مصر والسودان واليمن ونيبال على استخدام العلاج بالموجات الصوتية، وذلك تحت رعاية الحكومة الصينية".

واستخدمت تكنولوجيا "إتش أي إف يو" في مصر منذ عام ونصف العام، حيث جرى استخدامها في معالجة أكثر من 100 حالة من الأورام الحميدة والخبيثة، أغلبها أورام ثدي وبنكرياس وكبد، حسب حماد.

وأشار إلى أن عملية استئصال بعض الأورام يمكن أن تستغرق حوالي نصف ساعة، بفضل استخدام تلك التكنولوجيا.

وتعد "إتش أي أف يو" عملية طبية عالية الدقة يتم فيها استخدام الموجات فوق الصوتية لرفع الحرارة وتدمير الأنسجة التالفة داخل الجسم.

وخلال الفترة من عام 2012 إلى 2016، قامت جامعة تشونغتشينغ للطب بتنظيم خمس ورش عمل مشابهة لـ 104 متدربين من كبرى المستشفيات في مصر وإسبانيا والهند وغانا.

"ورش العمل المشتركة خطوة مهمة لتطوير التبادل التكنولوجي والعلمي بين الدول النامية في مجال طب الأشعة فوق الصوتية، وكذلك تعزيز تطبيقات استخدام أجهزة الأشعة الصوتية الصينية حول العالم"، بحسب الطبيبة آن فو.

وأشارت الطبيبة الصينية، إلى أن "أكثر من 40% من النساء حول العالم يعانين من أورام الرحم الليفية، التي كانت تستلزم في معظم الأحيان إزالة الرحم عبر جراحة مريرة".

واستدركت "لكن عن طريق تكنولوجيا (إتش أي إف يو) منحنا الأمل للسيدات للاحتفاظ بهذا العضو من الجسم، ومن ثم الحمل والولادة".

وأضافت أنه "حتى في الحالات التي تحتاج إلى جراحة، فإن تقنية إتش أي إف يو تعطي الأمل للمريض في حياة أطول بدون ألم حتى وقت الأكل والشرب، وهو الأمر الذي لم يكن متاحا قبل ظهور تلك التقنية".

ونوهت بأن ورشة عمل أخرى حول "إتش أي إف يو" ستعقد في الصين في العام المقبل، وذلك لأطباء من الدول المطلة على "الحزام والطريق"، وذلك برعاية الحكومة الصينية.

وفي عام 2016، سافر الدكتور شادي حنفي من جامعة الإسكندرية المصرية ضمن ثلاثة متدربين إلى جامعة تشونغتشينغ للطب في الصين من أجل المشاركة في ورش عمل حول هذه التكنولوجيا الطبية الحديثة.

وقال حنفي، "لقد كانت فرصة عظيمة لكى اتعرف على هذه التكنولوجيا المعقدة، واتواصل أكثر مع الصينيين وأطلع على ثقافتهم المشابهة لثقافتنا".

وركز حنفي هذ العام، كما قال، على تطبيق تكنولوجيا "إتش أي إف يو" على العديد من الحالات.

وأضاف " لقد تفاجأت حينما أطلعت على الاستخدامات العديدة لتلك التكنولوجيا، ونأمل في نشر إتش أي إف يو في مصر على نطاق أوسع".

بينما قال الدكتور إيهاب علي، وهو من السودان، "لم يكن أحد يتخيل أن يأتي اليوم الذي يمكن علاج المريض دون عمل فتحة في جسده".

وأعرب عن أمله في أن يتم تطبيق وتعميم تلك التكنولوجيا في أفريقيا قريبا، مشيرا إلى أن حياة مريض السرطان ستتغير جذريا بعد تطبيق هذه التكنولوجيا الصينية.

وكانت تكنولوجيا إتش أي أف يو تستخدم في السابق في تشخيص الأمراض، لكن مع تطور موجات الرنين المغناطيسي أصبحت تستخدم أيضا في العلاج.

وبدأت الدراسات في الصين حول تلك التكنولوجيا في عام 1988، لكن تم افتتاح أول مركز يستخدم "إتش أي أف يو" في العلاج في عام 1997.

تحرير: تشي هونغ