الرئيسان الصيني والسنغالي يتعهدان بخلق مستقبل أفضل للعلاقات بين البلدين

الوقت:2018-07-23 16:12:41المصدر: شبكة شينخوا

أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره السنغالي ماكي سال محادثات في داكار يوم السبت، وتعهدا بخلق مستقبل أفضل للعلاقات بين الصين والسنغال.

وأشاد الرئيسان عاليا بتطور العلاقات الثنائية في السنوات الأخيرة، واتفقا على مواصلة بذل الجهود المشتركة ودفع تحقيق المزيد من النتائج المثمرة للتعاون في شتى المجالات.

لقد وصل شي إلى هنا في وقت مبكر من يوم السبت في أول زيارة دولة للسنغال من قبل رئيس صيني خلال 9 أعوام.

وخلال لقائه مع الرئيس سال، أعرب شي عن الشكر لحكومة وشعب السنغال لما أبدوه من كرم الضيافة والترحيب، قائلا إن ذلك يظهر تماما أن الصداقة بين الصين والسنغال تحظى بدعم واسع.

واستذكارا لقرارهما المشترك لإقامة شراكة التعاون الاستراتيجية الشاملة بين البلدين عام 2016، قال شي إنه بفضل الجهود المشتركة لكلا الجانبين، دخلت العلاقات الصينية - السنغالية على مسار سريع من الثقة السياسية المتنامية والتعاون الاقتصادي والتجاري الملموس والمتزايد.

وأكد شي على أن الصين ترغب في مشاركة الجهود مع السنغال لرفع العلاقات الثنائية والتعاون إلى مستوى أعلى، من أجل تحقيق المزيد من المنافع لكلا الشعبين.

وعبر الرئيس الصيني عن تقديره لسال لنظرته للعلاقات الثنائية من زاوية استراتيجية، وتجاوبه الفعال مع مبادرة الحزام والطريق، ودعمه القوي للتعاون الصيني-الأفريقي.

ومضى الرئيس الصيني يقول إنه يتعين على الجانبين إجراء تبادلات رفيعة المستوى أوثق، ودعم بعضهما البعض في القضايا التي تهم مصالحهما الجوهرية واهتماماتهما الرئيسية.

وفي إشارته لضرورة أن يعمل البلدان على مواءمة استراتيجياتهما التنموية وتواصلهما السياسي، أعرب شي عن الترحيب بالسنغال لتكون أول دولة في غرب أفريقيا توقع وثيقة تعاون مع الصين في إطار مبادرة الحزام والطريق.

وقال إننا نأمل في انتهاز هذه الفرصة لنعمل على ترقية شاملة لمستوى التعاون الصيني السنغالي.

وأكد شي على أن الصين ستواصل التمسك بروح "علم المرء كيف يصيد السمك"، وتعمل على توسيع وتعميق التعاون مع السنغال، وتعزز إمكانياتها في التنمية المستقلة.

ودعا كلا البلدين إلى دفع التبادلات بين الشعبين وتعزيز التفاهم بينهما.

وأكد ضرورة أن يعمل الجانبان على تقوية التعاون في تنفيذ القانون وبالمجال الأمني، مضيفا أن الصين تدعم السنغال في بناء الإمكانيات في مكافحة الإرهاب وحفظ السلام وصيانة الاستقرار.

وأشار الرئيس الصيني إلى أن الصين تدعم السنغال للعب دور أكبر في الشؤون العالمية والإقليمية، وهي مستعدة لتقوية التواصل والتنسيق مع السنغال في القضايا الدولية والإقليمية الرئيسية مثل السلام والأمن في أفريقيا، والأمم المتحدة، وتغير المناخ، من أجل حماية المصالح المشتركة لأفريقيا والدول النامية.

وفي معرض تأكيده على أنه يعلق أهمية كبرى على العلاقات الصينية-الأفريقية ، قال شي إنه يشعر بقوة بالصداقة الطويلة الأمد بين الصين وأفريقيا ومستقبلهما المشترك في مشاطرة السراء والضراء.

وأضاف شي أن الجانبين شريكان مخلصان على طريقهما للتنمية، وحليفان طبيعيان في قضاياهما الدولية، مؤكدا أن التنمية في الصين ستحقق المزيد من الفرص لأفريقيا ، بينما تسهم التنمية في أفريقيا بضخ المزيد من الزخم في التنمية الصينية.

وستواصل الصين تمسكها بسياستها تجاه أفريقيا، والقائمة على مبادئ الإخلاص والنتائج الملموسة والمودة والصدق، والتمسك بالعدالة والمساواة وتحقيق المصالح المشتركة، ودفع بناء مجتمع صيني-أفريقي أوثق وذي مستقبل مشترك، حتى يتحقق التعاون المزدوج المنفعة والتنمية المشتركة، حسب قول شي.

وفي سبتمبر القادم، ستعقد قمة منتدى التعاون الصيني-الأفريقي، في بكين، حسبما أوضح شي الذي أضاف أنه يتطلع قدما للقاء القادة الأفارقة ومن ضمنهم، سال، في بكين، ليبحث معهم جدولا هاما للتعاون الصيني-الأفريقي.

من جانبه، أعرب الرئيس السنغالي عن الشكر للرئيس شي لأنه يزور السنغال في أول جولة خارجية له منذ إعادة انتخابه رئيسا للصين، قائلا إنه شرف كبير للمواطنين في السنغال.

وأشاد سال بالمساهمات الهامة للصين في تقدم البشرية على مر التاريخ، قائلا إن الصين تلعب حاليا دورا أكثر أهمية في الشؤون الدولية.

وأضاف أن السنغال معجبة بالمنجزات التنموية في الصين، وتثمن كثيرا الدعم الثمين الذي تقدمه الصين للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في السنغال، وتطبيقها لخطة النهوض بالبلاد.

وأكد الرئيس السنغالي على أن العلاقات الثنائية، القائمة على أساس التضامن والثقة المتبادلة والاحترام المتبادل، والمنفعة الثنائية المزدوجة، قوية وتبعث على الارتياح.

وقال إن السنغال تتمسك بحزم بسياسة صين واحدة، وملتزمة بتعميق شراكة التعاون الاستراتيجية الشاملة مع الصين، وتقف على أهبة الاستعداد لتقوية التعاون في مجالات مثل البنى التحتية وحفظ المياه والتصنيع وعمليات الإنتاج الزراعي، والسياحة والثقافة والرياضة.

ومضى يقول إن السنغال تدعم مبادرة الحزام والطريق الصينية، وهي مستعدة للمشاركة الفعالة في بناء الترابط، مضيفا أن بلاده تقدر إسهامات الصين في دعم قضية السلام والتنمية في أفريقيا.

وأشار سال إلى أن منتدى التعاون الصيني الأفريقي هو إطار يجسد الشمولية والفعالية والتضامن، وقد أقيم على أساس التعاون الواقعي، متعهدا بأن تواصل السنغال دعمها التام لتقوية المنتدى، وتعميق التعاون بين الصين وأفريقيا، وإقامة مجتمع صيني-أفريقي ذي مستقبل مشترك.

وقال سال إن بلاده مستعدة لتعزيز التواصل والتنسيق مع الصين فيما يتعلق بالشؤون المتعددة الأطراف ، والعمل مع الصين لبناء نظام حوكمة عالمي أكثر توازنا وعدلا وسماحة، وصيانة التعددية ومعارضة الحمائية.

وبعد محادثاتهما، تسلم شي من سال، أرفع وسام شرف سنغالي، ثم شهد الرئيسان مراسم توقيع العديد من وثائق التعاون، ومن بينها واحدة تتعلق بالبناء المشترك للحزام والطريق.

وقبل المحادثات، أجرى الرئيس السنغالي والكثير من مواطني البلاد، مراسم ترحيب كبرى للرئيس شي، حيث تجمع الآلاف من المحليين بملابسهم التقليدية الزاهية، وهم يعبرون عن الترحيب بالرقص والغناء والهتافات.

واصطفت ثلة من حرس الشرف الرئاسي السنغالي، ثم سارت بعرض رائع في شوارع داكار مع موكب الرئيس الصيني.

وتعتبر السنغال ثاني محطة في أول جولة خارجية للرئيس شي بعد إعادة انتخابه رئيسا للصين في مارس الماضي. وقد زار أولا الإمارات العربية المتحدة، وسيقوم أيضا بزيارة دولة لكل من رواندا وجنوب أفريقيا، ويحضر القمة الـ10 لبريكس، في جوهانسبرغ، ثم يزور موريشيوس في طريق عودته للصين.

تحرير: تشي هونغ