تحقيق إخباري: رسم خارطة التنمية لخدمة الشعبين -- مقالة الرئيس شي لاقت أصداء واسعة من كافة أوساط المجتمع الإماراتي

الوقت:2018-07-20 12:37:44المصدر: شبكة شينخوا

نشرت صحيفتا ((الاتحاد)) و((ذي ناشونال)) الإماراتيتين يوم الأربعاء مقالة موقعة بقلم رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ تحت عنوان ((يدا بيد، نحو مستقبل أفضل)) بمناسبة زيارة الدولة التي يستهلها الرئيس شي يوم الخميس إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. واستعرض الرئيس شي في المقالة تاريخ العلاقات الصينية الإماراتية وواقعها الحالي، معربا عن تطلعه إلى العمل سويا مع القيادة الإماراتية على وضع خطة للتعاون وإطلاق العنان للإمكانات الكامنة للعلاقات الصينية الإماراتية وتسريع وتيرة تطورها، بهدف إقامة مجتمع صيني إماراتي ذي مصير مشترك من خلال بناء "الحزام والطريق"، وبما يخدم مصلحة الشعبين بصورة أفضل.

وقال محمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة ((الاتحاد)) ورئيس جمعية الصحفيين الإماراتية بعد قراءة المقالة إن رؤية رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ لمستقبل بلاده واضحة، وبالمثل هي رؤيته لعلاقات بلاده مع دولة الإمارات، مشيرا إلي أن "هذا هو ما تعمل من أجله قيادة دولة الإمارات التي تؤمن بالصين كشريك حقيقي وإستراتيجي ستعود قوة العلاقة بها على البلدين والشعبين بشكل مباشر".

وأبرز الرئيس شي في مقالته أن "السنوات الـ34 الماضية فترة تشهد جهود البلدين لاستكشاف الطرق التنموية التي تتماشى مع الظروف الوطنية، وخطواتهما المتسارعة نحو التحديث مع الحفاظ على الاستقلالية. قد أصبح البلدان صديقين مخلصين يكمّل بعضهما البعض في التنمية، وشريكين مهمين للتواصل والتنسيق في الشؤون الدولية والإقليمية، لما لديهما من الرؤى التنموية المتقاربة والأهداف السياسية المتطابقة وروابط التعاون المتنامية".

وعلق الحمادي على هذا قائلا إن هذا تعبير صحيح عن واقع الحال وهذا ما تشعر به ليس قيادة الإمارات وحكومتها فقط وإنما جميع مواطنيها، لذا لا نستغرب أن يردد الجميع في الإمارات اليوم..."مرحبا بشي جين بينغ في الإمارات".

تعد الإمارات المحطة الأولى من جولة الرئيس شي الخارجية الأولى في هذا العام ،وكذلك أول دولة عربية يزورها بعد إعادة انتخابه رئيسا للصين، وفي هذا الصدد، قالت مينا العريبي رئيسة تحرير صحيفة ((ذي ناشونال )) الإماراتية "إن هذا يدل على أهمية العلاقات بين البلدين، ونتطلع كثيرا لزيارة الرئيس شي إلى الإمارات".

واستشهدت العريبي بما جاء في مقالة الرئيس شي بأن "الصداقة الصينية الإماراتية ترجع إلى زمن بعيد، وفي عام 2012، أصبحت الإمارات أول دولة خليجية أقامت علاقات الشراكة الإستراتيجية مع الصين"، مشيرة إلي أن هذا "أرسى قاعدة لعلاقات فريدة تقوم على شعبين محبين للكفاح والإبداع والحلم".

وأعرب الرئيس شي في المقالة عن أمله في أن يعمل البلدان يدا بيد لـ"يكونان شريكين استراتيجيين يربطهما الصدق والثقة المتبادلة, ويكونان شريكي تعاون يربطهما التنافع والتقاسم، ويكونان شريكي تواصل تربطهما الاستفادة المتبادلة،ويكونان شريكي ابتكار ترشدهما الممارسات الرائدة".

وتعليقا علي هذا، قال الأستاذ شربي ناصر المسؤول الإداري الكبير بقناة ((سيتروس تي في)) للتسوق التليفزيوني إنه خلال العام الذي تعاونا فيه مع الزملاء الصينيين "استفدنا من هذه الشراكة وتجاوزنا في فترة قصيرة مختلف الصعوبات في التواصل الثقافي بيننا وتكاملنا وحفزنا إمكانيات بعضنا البعض".

وأضاف بقوله "عرفت من هذه المقالة بشكل أوضح ما هى مبادرة الحزام والطريق التى تتردد على ألسنة زملائي الصينيين، و"تحدوني الثقة بأن التعاون متبادل المنفعة بين الصين والإمارات سيشهد آفاقا مشرقة، وبأن شركتنا ستركب (قطار التنمية السريع) للتعاون بين البلدين وتنمو باستمرار وتتقاسم الثمار مع الشركات المتعاونة معنا وعملائنا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا".

ومن جانبه، أشار حبيب الصايغ، أمين عام اتحاد الكتاب العرب رئيس اتحاد كتاب الإمارات رئيس تحرير صحيفة ((الخليج)) إلى "أن هذه المقالة المهمة تكشف عن روح الصين الجديدة المتوثبة نحو بناء علاقات أقوى مع منطقتنا خصوصا دولة الإمارات". مضيفا أن "مقالة الرئيس شي تتجاوز المناسبة لترسم خارطة طريق لمستقبل العلاقة، وتبث في الوقت ذاته قدرا كبيرا من الثقة والطمأنينة، انطلاقا من إيمان الصين بأهمية وضرورة علاقات حقيقية وقابلة للنمو بينها وبين الإمارات".

واستطرد قائلا "من خلال موقعي في الثقافة والصحافة، أؤكد على أن لكلمة الرئيس أصداء إيجابية واسعة في أوساط الكتاب والأكاديميين والمثقفين والإعلاميين في الإمارات، وقد لمسوا فيها وعيا واضحا بالمنطقة وهمومها وأحلامها، كما لاحظوا ثقافة الرئيس العميقة، ووعي الحاضر والمستقبل"، مؤكدا أنه "في ظل مبادرة الحزام والطريق، يجب علي شعب الصين وشعب الإمارات العمل معا نحو استكمال ما بدأ به أجدادنا قبل أكثر من ألفي عام، لتوطيد هذه العلاقة".

واختتم الرئيس شي مقالته بالقول إن "الشعب الصيني يدرك منذ القدم إن الخير لا يأتي من تلقاء نفسه، وإن السعادة تتطلب الكفاح". مذكرا أيضا بما قاله مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إن "تقدم البلد لم يأت بسبب النفط فقط، بل باجتهاد شعبه أيضا".

وفي هذا السياق، قال تشاي شاو جين المستشار بوزارة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية أنه قبل حوالي ثلاثين عاما، قام مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بزيارة الصين، وهي زيارة ساهمت كثيرا في دفع التعاون والتبادلات رفيعة المستوى بين الجانبين. والآن، يقوم الرئيس شي بزيارة دولة إلى الإمارات في الوقت الذى حققت فيه كل من الدولتين منجزاتهما الخاصة على صعيد التنمية الاقتصادية، ويتعمق ويتوسع فيه التعاون بينهما، ويتفهم ويدعم فيه بعضهما البعض في الشؤون الدولية والثنائية.

وأعرب تشاي عن يقينه بأن الجانبين الصيني والإماراتي سيعملان في المستقبل مثلما قال الرئيس شي "يدا بيد، نحو مستقبل أفضل"، مضيفا أنهما سيصبحان نموذجين للتعايش المتناغم وتحقيق الازدهار المشترك بين مختلف الحضارات ويقدمان إسهامات بارزة في هذا المجال. 

تحرير: تشي هونغ