مقالة خاصة: الرئيس الصيني في أول جولة بعد إعادة انتخابه لدفع التعاون العملي وإصلاح الحوكمة العالمية

الوقت:2018-07-17 16:35:35المصدر: شبكة شينخوا

سيبدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ قريبا أول تحرك دبلوماسي هام، خلال الفترة من 19 يوليو الحالي وحتى 28 منه، بزيارات رسمية لكل من الإمارات العربية المتحدة والسنغال ورواندا وجنوب أفريقيا، ويحضر القمة الـ10 لبريكس في جوهانسبرغ، ويزور أيضا موريشيوس خلال توقف أثناء الجولة.

هذه الجولة الخارجية، وهي الأولى له منذ إعادة انتخابه رئيسا للصين، في مارس الماضي، تهدف إلى الدفع باتجاه جهود ملموسة لتحقيق المزيد من التنمية المشتركة وتحسين الحوكمة العالمية، في ظل خلفية تغيرات عميقة في الظروف الدولية.

مبادرة الحزام والطريق

ستكون زيارة الرئيس شي للإمارات العربية المتحدة هي الأولى من نوعها لرئيس صيني منذ 29 عاما. ومن المقرر أن يلتقي بالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس وزرائها، وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة أول دولة خليجية تقيم شراكة استراتيجية مع الصين. وخلال السنوات الأخيرة، تمتع التعاون الثنائي بتنمية شاملة ومثمرة وفعالة وسريعة، بفضل توجيه ودعم قيادة كلا البلدين.

وظلت الصين أكبر شريك تجاري للإمارات على مدى سنوات كثيرة متتالية، بينما أصبحت الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري للصين، وأكبر وجهة للصادرات في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا.

ولا تغطي الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات العربية المتحدة والصين، مجالا أو مجالين، فحسب، بل تتعدى للعديد من المجالات، وفقا لما قاله السفير الإماراتي لدى الصين علي الظاهري.

وخلال زيارة شي المرتقبة للإمارات، من المتوقع أن يحقق البلدان سلسلة من النتائج الهامة في مجالات تعاونية مثل مبادرة الحزام والطريق وتطوير قدرات الإنتاج والطاقة والزراعة والمالية، ويعملان على تحقيق المزيد في شراكتهما الاستراتيجية.

إن الإمارات العربية المتحدة هي من أوائل الدول التي تبنت مبادرة الحزام والطريق الصينية، وهي أيضا عضو مؤسس للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.

وتجري الصين والإمارات تعاونا شاملا وعميقا وملموسا ضمن إطار هذه المبادرة، التي تلعب دورا حيويا هاما في التعاون بين الصين والدول العربية الأخرى، وفقا لما قاله وو سي كه، المبعوث الصيني السابق للشرق الأوسط.

زخم حيوي جديد للعلاقات الصينية-الأفريقية

لقد قال الرئيس الصيني عام 2013 خلال لقاء فطور مع قادة أفارقة في دوربان بجنوب أفريقيا "إن تطوير العلاقات الصينية - الأفريقية يمكن أن يكون فقط في صيغة المضارع المستمر، ولن يكون أبدا بصيغة المضارع التام."

وبعد خمس سنوات، سيبدأ الرئيس شي رابع جولة له في أفريقيا، وهي قارة تضم دولا نامية أكثر من غيرها، وذلك منذ أن تبوأ منصبه رئيسا للصين في عام 2013.

وستكون زيارته للسنغال، أول زيارة لرئيس صيني لهذا البلد على مدى 9 سنوات، والأولى له لهذا البلد الغرب أفريقي. وسيعقد شي محادثات مع الرئيس السنغالي ماكي سال، ويشهد توقيع سلسلة من وثائق التعاون.

لقد شهدت علاقات الصين والسنغال تطورا سليما وسلسا، منذ استئناف البلدين لعلاقاتهما الدبلوماسية عام 2005. وفي عام 2016، اتفق شي وسال على رفع مستوى العلاقات إلى شراكة استراتيجية شاملة، وذلك خلال لقائهما في مدينة هانغتشو شرقي الصين.

والصين حاليا هي ثاني أكبر شريك تجاري للسنغال، وأكبر مصدر للتمويل.

أما زيارة شي لرواندا فستكون الأولى لرئيس صيني. وسيجري محادثات مع نظيره الرواندي باول كاغامي، وسيحضر الرئيسان مراسم توقيع العديد من اتفاقيات التعاون، التي ستسهم في رفع التعاون الثنائي لمستوى أعلى .

وظلت الصين، وهي أكبر شريك تجاري لرواندا، تدعم وتساعد هذا البلد في عمليات إعادة البناء والتصنيع. وقال كاغامي "إن الصينيين يجلبون معهم ما تحتاجه أفريقيا فعلا ."

وحول هذه الزيارة، قال هيرمان موساهارا، وهو بروفيسور في كلية الاقتصاد بجامعة رواندا إن زيارة شي ستعزز التعاون بين الصين ورواندا وبين الصين وأفريقيا في مجالات السياسة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية ، معبرا عن الأمل بأن تسهم الجولة أيضا برفع مستوى الاستثمارات الصينية في أفريقيا.

وستكون زيارة الرئيس شي لجنوب أفريقيا ثالث زيارة رسمية له لهذا البلد الأفريقي . وسيحضر الرئيس شي ونظيره الجنوب أفريقي سيريل رامافوسا، احتفالا لإحياء الذكرى الـ20 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وخلال الأعوام العشرين الماضية، تطورت العلاقات الصينية- الجنوب أفريقية من شراكة إلى شراكة استراتيجية، ثم إلى شراكة استراتيجية شاملة. وحاليا، تعتبر الصين أكبر شريك تجاري لجنوب أفريقيا، كما تعتبر جنوب أفريقيا أكبر شريك تجاري للصين، في القارة الأفريقية.

وفي موريشيوس، سيلتقي الرئيس الصيني مع رئيس وزراء موريشيوس برافيند كومار جوغنوث، لبحث العلاقات والتعاون، وقضايا أخرى عالمية وإقليمية ذات اهتمام مشترك.

إن الصين هي أكبر شريك تجاري لموريشيوس، التي تعتبر أول بلد افريقي بدأ مفاوضات تجارة حرة مع الصين.

وخلال السنوات الخمس الماضية، عمقت الصين والدول الأفريقية الثقة السياسية المتبادلة والدعم البيني في التنمية والتعلم المتبادل في الرؤى، وبذل الجانبان جهودا ملموسة في بناء الحزام والطريق ومجتمع صيني-أفريقي أكثر قربا وذي مستقبل مشترك.

وهذا العام هو عام هام للتعاون الصيني الأفريقي . فإلى جانب الجولة المقبلة للرئيس شي لأربع دول أفريقية، تستعد بكين لاستضافة منتدى التعاون الصين- الأفريقي في سبتمبر القادم.

أفق جديد للحوكمة العالمية

خلال الفترة من 25 إلى 27 يوليو الحالي، سيشارك شي مع زعماء آخرين من ((بريكس))، في قمتهم في جوهانسبرغ .وستكون هذه المرة السادسة على التوالي التي يحضر فيها الرئيس الصيني هذه الاجتماعات.

لقد برز تعاون ((بريكس)) خلال بروز قوى عالمية جديدة، ويدخل حاليا "عقده الذهبي" الثاني.

وعلى الساحة الدولية، يتمتع الاقتصاد العالمي بانتعاش مستدام، وتشهد الثورة الصناعية الرابعة انطلاقة حيوية. وفي الوقت نفسه، تواجه الحوكمة العالمية تحديات متزايدة، مع تزايد الأحادية والحمائية.

وفي ظل هذه الخلفية، هناك اهتمام عالمي يتركز على كيف تتحمل دول بريكس مسئولياتها وأي نوع من الدور ستقوم به.

قال موريسيو سانتورو، البروفيسور في قسم العلاقات الدولية لجامعة الدولة في ريو دي جانيرو "إن تصاعد الحمائية التجارية قد وجه ضربة قوية للتجارة الدولية والانتعاش الاقتصادي العالمي. والشركاء في بريكس، وكذلك المجتمع الدولي يولون اهتماما لمقترح الصين لصيانة اقتصاد عالمي منفتح."

وسيحضر الرئيس الصيني منتدى الأعمال لبريكس، ولقاءات الزعماء، ولقاء غير رسمي لإحياء الذكرى الـ10 لآلية قمة بريكس. وسيجري أيضا لقاءات ثنائية مع قادة الدول المشاركة بالقمة.

وخلال هذه الفعاليات، من المتوقع أن يطرح شي مقترحات حول سبل تعميق تعاون بريكس، وبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية.

وتأسيسا على زخم التعاون المتحقق خلال قمة شيامن في جنوبي الصين، العام الماضي، سيعتمد لقاء جوهانسبرغ، الذي يعقد تحت شعار "بريكس في أفريقيا: التعاون من أجل النمو الشامل والرخاء المشترك في الثورة الصناعية الرابعة"، سيعتمد نموذج شيامن الذي دعا المزيد من الدول النامية للمشاركة في اللقاءات، وعقد محادثات بين قادة دول بريكس وقادة من الدول الأفريقية، إضافة لحوار الزعماء "بريكس +".

قالت تشن فنغ ينغ، وهي زميلة باحثة في المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة "إن آلية تعاون بريكس هي منصة هامة لتعاون الجنوب-الجنوب. وستساعد الدول النامية على جعل صوتها مسموعا، وصيانة النظام الدولي القائم على التعددية."

وأضافت تشن "أن توطيد تعاون بريكس وتعاون الجنوب-الجنوب، سيكون المساهمة الأكبر لتحسين الحوكمة العالمية." 

تحرير: تشي هونغ