نائب رئيس تحرير "الأهرام" المصرية: خطاب الرئيس شي يكشف عن فهم صيني عميق لقضايا الشرق الأوسط

الوقت:2018-07-13 11:29:15المصدر: شبكة شينخوا

ألقى الرئيس شي جين بينغ في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي يوم 10 يوليو الجاري خطابا هاما بعنوان " يدا بيد لدفع الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية في العصر الجديد " ما يثير ردود فعل ايجابية لدى الأوساط العربية بما فيها الاعلامي حيث أعرب بعض الإعلاميين العرب لوكالة أنباء شينخوا عن تقديرهم لخطاب الرئيس شي.

فيما يلي ملاحظات سامي القمحاوى نائب رئيس تحرير "الأهرام" المصرية ومدير الموقع الإلكترونى للصحيفة.

قرأت خطاب الرئيس شي جين بينغ باعتباره معبرا عن نهج الدبلوماسية الصينية منذ بدء العلاقات بين بكين والدول العربية قبل أكثر من 62 عاما، حينما أقامت مصر والصين علاقاتهما الدبلوماسية عام 1956، حيث كانت الصين دائما دولة صديقة للدول العربية ومساندة للعرب فى قضاياهم العادلة بالمحافل الدولية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فالصين عضو دائم بمجلس الأمن الدولي، ودولة لها ثقلها على المستوى الدولى، وتساهم بأكبر عدد من قوات حفظ السلام بالأمم المتحدة.

وقد كشف خطاب الرئيس شي عن فهم صيني عميق لقضايا وأزمات منطقة الشرق الأوسط، وسعى حثيث للمساهمة فى إيجاد حلول سياسية لها، عبر الحوار والتشاور بين الجميع وألا ينفرد طرف واحد بالقرار، وبعيدا عن التدخلات العسكرية التى تعقد تلك الأزمات ولا تقدم حلولا لها.

كما جاء تأكيد الرئيس شي على حرص الجانب الصيني على تعزيز التعاون مع الجانب العربي في مجالات كثيرة ليؤكد أن منتدى التعاون العربي الصيني الذى تأسس عام 2004 مازال يحقق الهدف منه بتطوير العلاقات بين الجانبين، وتفعيل المكاسب المشتركة لهما، خصوصا مع الاتفاق الكبير بين الجانبين فى العديد من القضايا الدولية.

ومن بين تلك القضايا الدولية ضرورة محاربة ظاهرة الإرهاب والتطرف، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وإصلاح النظام الدولى، وغيرها من القضايا السياسية، بالإضافة إلى التعاون الكبير على الجانب الاقتصادى والتبادل التجارى بين الجانبين، الذى اقترب من 200 مليار دولار أمريكي عام 2017، وهو رقم مرشح للزيادة فى الأعوام القادمة، حيث تبدى الدول العربية، وخصوصا مصر، اهتماما كبيرا بمبادرة الحزام والطريق التى اقترحها الرئيس الصيني عام 2013، وتسعى لتنفيذ أكبر عدد من المشروعات المشتركة وتنمية الاستثمارات بين الطرفين.

أرى أن من أكثر الدعوات والمقترحات، التى قدمها الرئيس الصيني فى خطابه، عملية وأهمية الخطة الخاصة لدفع إعادة الإعمار الاقتصادي المدعومة بالنهضة الصناعية في العالم العربي، حيث تملك الصين التكنولوجيا الحديثة التى يمكن أن تساعد الدول العربية على تحقيق نهضة صناعية حقيقية.

وأكثر المقترحات التى أراها فعالة ومهمة تأسيس المركز الصينى- العربى للتواصل الإعلامى، وإطلاق مشروع المكتبة الرقمية الصينية- العربية، حيث إن التواصل بين الصين والدول العربية يجب أن يحلق إلى آفاق أرحب.

ولا يوجد أجدر من الإعلام على تحقيق هذا التواصل، الذى أراه غير مناسب الآن لعمق العلاقات بين الجانبين، ربما لوجود حاجز اللغة، والذى يذوب حاليا بالزيادة الكبيرة فى عدد الصينيين الدارسين للغة العربية وعدد العرب الدارسين للغة الصينية، فعلى سبيل المثال تضاعفت أعداد المصريين من دارسى اللغة الصينية عشرات المرات خلال السنوات الأخيرة، وتم افتتاح العشرات من الكليات والأقسام التى تدرس اللغة.

وهذا التواصل الإنسانى بين الجانبين سيتبعه بالتأكيد تطور فى العلاقات الاقتصادية والتعاون فى بناء المشروعات المشتركة، لأن التفاهم والتناغم أساس لكل تطور فى العلاقات.

تحرير: تشي هونغ