تقرير اخباري: العالم العربي يثمن خطاب الرئيس شي وأهمية الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي

الوقت:2018-07-12 17:01:57المصدر: شبكة شينخوا

يعقد الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي على مدى يومي 10 و11 يوليو في بكين وقد ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا خلال جلسته الافتتاحية، أعلن فيه أن الصين والدول العربية اتفقتا على تأسيس "شراكة إستراتيجية ذات توجه مستقبلي للتعاون الشامل والتنمية المشتركة".

ويرى خبراء عرب أن منتدى التعاون الصيني العربي يشكل قوة دفع جديدة لمسار العلاقات المتنامية بين الصين والدول العربية. وأشادوا بخطاب الرئيس شي؛ قائلين إنه ركز على المصالح طويلة الأجل للجانبين الصيني والعربي، وشرح الأفكار والتدابير والاقتراحات الجديدة للتعاون بين الجانبين، وحدد اتجاها ثابتا لتنمية الشراكة الإستراتيجية الصينية العربية في العصر الجديد، ورسم طريقا واضحا ومجديا للتعاون المستقبلي ولمساهمة الصين بحكمتها في تحقيق السلام والتنمية في منطقة الشرق الأوسط.

-- الارتقاء بالعلاقات الصينية-العربية إلى مستوى جديد

أكد المحلل السياسي العراقي الدكتور عبدالعزيز الجبوري أن الرئيس شي حدد في خطابه بشكل واضح سياسة الصين تجاه الدول العربية ورسم ملامح خارطة الطريق لمستقبل التعاون العربي الصيني، وهو ما يؤشر على دخول العلاقات بين الجانبين مرحلة جديدة تخدم مصالح الجانبين بشكل عملي ومتوازن.

وذكر ضياء حلمي الفقي الأمين العام لغرفة التجارة المصرية-الصينية إن إعلان تأسيس شراكة إستراتيجية ذات توجه مستقبلي للتعاون الشامل والتنمية المشتركة أمر بالغ الأهمية وله دلالاته القوية على التوجه الصيني الجاد والمتفاعل للتعاون مع الجانب العربي.

واتفق معهما في الرأي وزير الدولة بوزارة البيئة السودانية والأمين العام لأحزاب حكومة الوحدة الوطنية في السودان عبود جابر سعيد، قائلا إن خطاب الرئيس شي شكل خارطة طريق لمستقبل العلاقات بين الصين والعالم العربي، وهو ما يؤكد الرغبة القوية لدى القيادة الصينية في تعزيز تواصلها الإيجابي مع الدول العربية.

ومن جانبه، أكد يانغ قوانغ رئيس معهد بحوث غرب آسيا وإفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أن تأسيس هذه الشراكة الإستراتيجية يرسم صورة جديدة للتعاون الثنائي، بعدما حقق الجانبان تقدمات إيجابية في قطاعات الطاقة والإنتاج الصناعي والبنية التحتية والتعاون المالي، فيما ستعمل الشراكة الإستراتيجية على تعزيز الترابط والتعاون المتبادلين في قطاعات عديدة، ما يعطي زخما أكبر وفضاء أرحب لمستوى التعاون الثنائي في المستقبل.

وأضاف يانغ أن الصين والدول العربية توصلتا إلى إجماع مشترك على تعزيز التعاون الثنائي وبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية، فيما أعرب الجانب العربي خلال مراسم افتتاح المنتدى عن رغبته في تعزيز التعاون الصناعي، وهو ما يشير إلى حجم القوة الكامنة الكبيرة في مجال الصناعة خلال التعاون المستقبلي بين الجانبين.

ومن هنا تبنأ الدكتور محمد فايز فرحات رئيس وحدة الدراسات الآسيوية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بأن يصبح التعاون العربي الصيني هو العنوان الأبرز خلال السنوات العشر المقبلة، ولا سيما أن العالم العربي يسعى بالفعل لبناء وتحديث نفسه، والصين صديق مخلص وأمين يحظى بثقة العالم العربي ولايتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

-- توضيح المسار الجديد للتعاون بين الصين والدول العربية

قال الرئيس شي جين بينغ في خطابه إن الجانبين الصيني والعربي يتمتعان بتكامل في المزايا وتلاحم في المصالح، ويتعين عليهما تحقيق التنسيق بين إستراتيجياتهما التنموية للوصول إلى تقارب وثيق بين أحلام الأمتين في النهضة، وهو ما يوضح المسار الجديد للتعاون بين الصين والدول العربية.

وأشار تشو وي ليه مدير مركز بحوث منتدى التعاون الصيني العربي إلى أن شي أوضح في خطابه المجالات الرئيسية لتحقيق التنسيق بين الإستراتيجيات التنموية الصينية والعربية وأعلن سلسة من الإجراءات البراغماتية حيث قدم خارطة طريق أكثر وضوحا للتعاون الصيني العربي.

وفي هذا السياق، أشار الجبوري إلى أن الرئيس شي أكد أن الصين ستساعد الدول العربية في البنية التحتية للنقل وتسريع التعاون في مجالات النفط والغاز والتمويل ومجالات التكنولوجيا الفائقة والاقتصاد الرقمي والمجالات الأخرى، وهذا يؤكد حجم التعاون الشامل بين الجانبين في مختلف المجالات وسيدفعهما إلى توسيعه وتعميقه.

وحول إعلان شي أن منتدى التعاون الصيني العربي سيوقع على مبادرة "الحزام والطريق"، أوضح الجبوري أن ما يميز العلاقات العربية الصينية هو أنها تقوم على أساس التعاون الشامل والتنمية المشتركة والتوجه نحو المستقبل، بما يخلق فرصة تاريخية جديدة للجانبين، لافتا إلى أن مبادرة "الحزام والطريق" تحظى بدعم كبير من الدول العربية حيث تؤسس لعلاقات مستقبلية متينة وتفتح الطريق أمام مزيد من الجوانب التجارية والاقتصادية.

فـ"البناء المشترك للحزام والطريق أصبح قوة دافعة رئيسية للتعاون الصيني العربي"، هكذا قال نيو شين تشون مدير معهد الشرق الأوسط بالأكاديمية الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة، مضيفا أن التعاون الشامل بين الصين والدول العربية قد دخل مرحلة جديدة ويزهر على مختلف الأصعدة بما فيها السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية.

ومن جانبه قال وو سي كه المبعوث الصيني السابق للشرق الأوسط إن المنتدى طرح فكرة جديدة وطريقا جديدا لحفز تطوير العلاقات الثنائية بين الصين والدول العربية ولا سيما في ظل الوضع الجديد، حيث تهتم الصين بدفع تحقيق التنمية المشتركة والتعاون المعمق بين الجانبين، للإسهام في حل المشكلات والتحديات التي تعيشها المنطقة قبل البدء بتحقيق التطور والتعاون.

وأكد المبعوث السابق أن الصين تقدم نفسها كدولة كبرى تضطلع بمسؤولية كبيرة، حيث شرح الرئيس شي في كلمته وجهة نظر الجانب الصيني إزاء الشراكة الإستراتيجية ووضع خريطة لتعاون مشترك وأصدر إرشادات توجيهية لأشكال التعاون الثنائي المقبل، فضلا عن طرح مقترحات جديدة وفعالة لتعميق التعاون بشأن مبادرة "الحزام والطريق" بين الصين والدول العربية، وهي مقترحات تتسم ببعد النظر والابتكار والريادة.

-- المساهمة بحكمة الصين في السلام والتنمية بالشرق الأوسط

أشار شي في خطابه إلى أن منطقة الشرق الأوسط تواجه مهمة ملحة تتمثل في تحقيق الاستقرار واختراقه في أزمة التنمية، موضحا موقف الصين وأفكارها وأهمية حكمة الصين في دفع المنطقة نحو انتهاج طريق جديد للنهوض الشامل.

وأثنى طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية في القاهرة على تركيز الرئيس شي في خطابه على القضية الفلسطينية وتقديم مساعدات واقتراحه بإقامة مؤتمر دولي لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

ورأي محمود ريا الخبير اللبناني المتخصص في الشؤون الصينية ومدير موقع "الصين بعيون عربية" إن تخصيص الرئيس شي لفقرة خاصة للحديث عن القضية الفلسطينية يشير إلى فهمه لمدى أهمية هذه القضية في وجدان المواطن العربي، مشيرا إلى أن الرئيس شي قدم خارطة عمل متكاملة لحل هذه القضية، وعبّر عن موقف متقدم جدا بين مواقف دول العالم حولها، بل ودعا إلى عقد مؤتمر دولي جديد لإحلال السلام في المنطقة ولإيجاد حل لهذه القضية، وهو بذلك يساهم في تضميد جرح عميق في المنطقة.

وأعرب المبعوث السابق وو سي كه عن تطلعه إلى أساليب تعاون جديدة في مجال الأمن والتبادلات الثنائية وغيرهما، مشيرا إلى أن الصين تهتم بالحفاظ على السلم والاستقرار في المنطقة، ما يدفعها دائما إلى مواصلة السعي إلى حل القضايا الساخنة في المنطقة عبر التنسيق السلمي والدعوة إلى الحوار.

وسلط الجبوري الضوء على أن تأكيد الرئيس شي على أن منطقة الشرق الأوسط بحاجة إلى مهمة عاجلة تتمثل في إزالة الحواجز من أجل السلام وأن الصين على استعداد لمساعدة المنطقة في الحفاظ على السلام، هو تأكيد يتلائم بشكل كبير مع حاجة الدول العربية لتحقيق الاستقرار في هذا الجزء الحيوي من العالم لكي تتجه الدول إلى التنمية الاقتصادية والصناعية والتجارية وبالتالي تتخلص من حالة الفوضى والتدهور الاقتصادي التي تعيشها.

وخلص الجبوري إلى القول بأن الصين بصفتها إحدى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي تبدى على الدوام تعاطفا واضحا مع القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وأن الصين ستواصل لعب دور أكبر لتعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

تحرير: تشي هونغ