تونس تحرص على انضمامها لمبادرة "الحزام والطريق"

الوقت:2018-07-09 11:19:42المصدر: شبكة شينخوا/ صحيفة الشعب اليومية أونلاين

 أعلنت تونس في يوم السبت، أنه سيتم التوقيع خلال الأيام المقبلة في بكين، على مذكرة تفاهم بخصوص إنضمامها لمبادرة "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري في القرن الواحد والعشرين". وذكرت وزارة الخارجية التونسية في بيان ، أن التوقيع على المذكرة سيتم على هامش مشاركة وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، في الدورة الثامنة لمنتدى التعاون الصيني العربي التي ستنطلق أعمالها يوم الثلاثاء المقبل في بكين.

وأشارت إلى أن هذه الدورة التي سيُشارك فيها وزراء الخارجية من الجانبين والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، سيسبقها اجتماع لكبار المسؤولين العرب والصينيين يوم الاثنين القادم، وكذلك الاجتماع الرابع للحوار السياسي الاستراتيجي الصيني العربي من أجل تعميق التشاور وتبادل وجهات النظر حول القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك والتطوّرات الجارية في المنطقة والعالم.

وستبحث هذه الدورة سبل تعزيز علاقات التعاون بين الصين والدول العربية في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية، والتعاون الاستراتيجي في مجالات الطاقة والطاقات المتجددة والبنية التحتية والتكنولوجيات الحديثة والصحة والإعلام والسياحة والنهوض بالمرأة والشباب والتعاون الثقافي والتربوي والحوار بين الحضارتين العربية والصينية.

ودعا وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، إلى تطوير الاستثمارات الصينية في بلاده خلال إجتماعه يوم الجمعة مع سفير الصين بتونس وانغ ون بين.

وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان نشرته في صفحتها الرسمية على شبكة التواصل الإجتماعي"فيسبوك"، عن وزير الخارجية خميس الجهيناوي، إنه دعا خلال هذا الإجتماع إلى "تطوير الاستثمارات الصينية في تونس، ودعم مشاركة الشركات الصينية في إنجاز المشاريع الكبرى للبنية التحتية المعروضة في إطار المخطط التنموي 2016-2020".

وحسب ناجي جلول، وزير التربية التونسي السابق، ومدير المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية، رغم الصعوبات التي مرّت بها المنطقة العربية وإفريقيا خلال السنوات الأخيرة، إلا أن الواقع الدولي الجديد يفتح لإفريقيا والدول العربية آفاقا واسعة. وعلى إعتبار ضعف مستوى إندماج الدول العربية وافريقيا في العولمة الإقتصادية خلال الوقت الحالي، فإن مبادرة الحزام والطريق، يمكن أن تصبح قناة هامة لإندماج هاتين المنطقتين بشكل أعمق في الدورة الإقتصادية العالمية.

وأوضح أن إختلاف أوضاع وظروف الدول العربية، يمكن أن يسمح بتطوير عدة أنماط مختلفة من التعاون بين الصين والدول العربية. مثل التعاون في مجالات الطاقة والبنية التحتية والزراعة والصناعات الجديدة والتعليم والموارد البشرية، ما سيدفع التعاون الدولي في هذه الدول إلى الخروج عن نمط "الموارد الأولية مقابل المواد المصنعة"، بإتجاه التكامل الإقتصادي.

وأشار أن تونس تأمل من خلال هذه مبادرة "الحزام والطريق " تأسيس شراكة مربحة مع الصين على أساس المصلحة المشتركة، وتعزيز التعاون في مشاريع البنية التحتية والصناعة الرقمية والثورة الصناعية الرابعة وغيرها من المجالات. وأن تستفيد من المراحل المتقدمة التي قطعتها الصين في هذه الصناعات. إلى جانب تعزيز التعاون الأمني ومقاومة الإرهاب والتعاون العلمي والثقافي، ما يوفر بيئة سليمة وخصبة لتطور التعاون متبادل المنفعة بين البلدين.

في المقابل تحدث جلول عن جملة من المزايا التنافسية التي تتمتع بها تونس، ويمكن أن تجعلها محطة مهمة على مسار الحزام والطريق.

أولا، الإبتكار: تصنف تونس في المركز الأول في إفريقيا والعالم العربي في مجال الإبتكار والتجديد، حيث تحتل المرتبة الثامنة والأربعين عالميا. وتمتلك إسطولا ضخما من الكفاءات التقنية والعلمية العالية، ونظاما بنكيا متطورا، مايمكن أن يحول تونس إلى قاعدة إستثمارية صينية في مجال المال والصناعة.

من جهة أخرى، أمضت تونس اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوربي، مايتيح لها القدرة على النفاذ إلى أكبر الأسواق الإستهلاكية العالمية. في المقابل تحتاج إلى الإستثمار والسيولة، وهو مايوفر مجالا واسعا للتعاون التونسي الصيني،" فالصين تسمى ورشة العالم وتونس يمكن أن تصبح ورشة الصين في افريقيا" يقول ناجي جلول.

ثانيا، الموانئ ومناطق التجارة الحرّة: تمتلك تونس موقعا استراتيجيا إستثنائيا في أقصى شمال إفريقيا، وتنتمي إلى 3 مجالات جيوسياسية مهمة: هي العالم العربي وإفريقيا والمتوسط، وتمتلك شريطا ساحليا طويل. في هذا الجانب، يقول ناجي جلول أن تونس تعمل حاليا على تطوير منظومة موانئها البحرية. حيث إنطلقت في إنشاء ميناء النفيضة، الذي سيحتوي على منطقة لوجستية ضخمة، وسيكون بعمق 20 مترا، وهو الميناء الأعمق في شمال افريقيا، ماسيمنحه القدرة على استقبال وإرسال البواخر التجارية الضخمة لمبادرة الحزام والطريق.

هذا إضافة إلى تطوير ميناء بحيرة بنزرت، الذي يعد أكبر ميناء طبيعي في العالم بعمق 10 أمتار. في ذات الوقت، قامت تونس بإنشاء مناطق للتجارة الحرة في مدينة بنزرت الواقعة أقصى الشمال الغربي للبلاد ومدينة جرجيس في الساحل الجنوبي لتونس. ماسيمكن تونس من لعب دورا هاما في المنظومة المينائية واللوجستية على مسار الحزام والطريق.

ثالثا، الإستقرار السياسي: يقول ناجي جلول، أن تونس ظلت دائما ملتزمة بالسياسات المناهضة للأحلاف والمحاور، وسياسة "صفر مشاكل" مع بقية الدول، العامل الذي يوفر مناخا أمنيا مستقرا على المدى الطويل. "وهذا بالضبط ما يبحث عنه المستثمر".

ويضيف، رئيس المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية، بأن تونس تضع الصين ومبادرة الحزام والطريق في موقعا مهما من تصورها لرؤية تونس 2030 وتونس 2050. وأن علاقات الصداقة التي راكمها البلدان سواء في العصور القديمة أو الحديثة، تمثل أسسا متينة لتطوير علاقات مستقبلية متميزة بين الصين وتونس، ستعود بالفائدة على الجانبين.

تحرير: وانغ بوه