مقالة خاصة: الصين وعمان تصدران بيانا مشتركا بشأن إقامة شراكة استراتيجية

الوقت:2018-05-28 13:41:06المصدر: شبكة شينخوا

تبادل الرئيس الصيني شي جين بينغ وسلطان عُمان قابوس بن سعيد رسائل التهنئة يوم الجمعة، حيث أعلنا عن إقامة شراكة إستراتيجية بين البلدين، وأشادا بالذكرى السنوية الـ40 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.

وفي رسالته، قال الرئيس شي إنه خلال السنوات الـ 40 الماضية، منذ أقامت الصين وعُمان العلاقات الدبلوماسية، فإن حكومتي وشعبي البلدين احترما بعضهما البعض، وعاملا كل منهما الآخر على قدم المساواة، وأقاما صداقة عميقة.

وأفاد أن العلاقات الثنائية شهدت تطورا سريعا وشاملا وحققت نتائج متينة في التعاون في مختلف المجالات ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق، التي جلبت فوائد ملموسة للبلدين والشعبين.

وأضاف الرئيس شي أنه يثمن عاليا تطور العلاقات بين الصين وعُمان، ومستعد للإعلان عن ترقية مستوى العلاقات الثنائية إلى الشراكة الإستراتيجية سويا مع السلطان قابوس، مستغلا الذكرى السنوية الـ40 لإقامة العلاقات الدبلوماسية باعتبارها فرصة سانحة.

وأعرب الرئيس الصيني عن اعتقاده بأن مثل هذه التحركات من شأنها توفير ضمانة سياسية قوية لتطوير العلاقات الثنائية، وقيادة البلدين إلى تحقيق مزيد من النتائج في مجال التعاون ضمن مبادرة "الحزام والطريق"، وحماية المصالح المشتركة للجانبين في القضايا الدولية والإقليمية من أجل الارتقاء بالعلاقات الثنائية.

من جانبه، قال قابوس إن عُمان تعلق أهمية كبيرة على علاقاتها مع الصين، وترحب بالنتائج الإيجابية للتعاون الودي الثنائي على مدى السنوات الـ 40 الماضية.

وأضاف قابوس إن عُمان مستعدة لإقامة وتقوية الشراكة الإستراتيجية مع الصين باستمرار من أجل تعزيز مصالحهما المشتركة.

أصدرت الصين وعمان يوم الجمعة بيانا مشتركا بشأن إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين.

واتفق الجانبان في الوثيقة على أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في 25 مايو 1978، استمر تعزيز الثقة السياسية المتبادلة والصداقة التقليدية، كما استمر التعاون في مجالات الطاقة والاقتصاد والتجارة والارتباطية والثقافة، ما أثمر نتائج إيجابية. وأوضحت الوثيقة أن لدى البلدين مجالات واسعة للتعاون.

وأشاد الرئيس الصيني شي جين بينغ وسلطان عمان قابوس بن سعيد بالتنمية السريعة للعلاقات الثنائية.

وعلى أساس متطلبات تنمية العلاقات الصينية-العمانية والرغبة المشتركة في تعزيز مستوى العلاقات بين البلدين، قرر رئيس الصين وسلطان عمان إقامة شراكة استراتيجية بين البلدين.

ويوضح البيان أن هذا يصب في المصلحة المشتركة للبلدين وشعبيهما ويدعم التنمية والرخاء المشتركين في البلدين.

وفي هذا الإطار، يعتزم البلدان التركيز على التعاون الذي تتضح سماته فيما يلي:

يتفق الطرفان على تعزيز التبادلات والمشاورات بين زعيمي البلدين والحفاظ على التواصل والتنسيق المنتظمين بشأن العلاقات الثنائية فضلا عن القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، كما يتفق الطرفان على الاستمرار في توسيع التوافق وفي تعزيز وتعميق الثقة السياسية المتبادلة.

ويدعم الطرفان بعضهما البعض بشأن القضايا الخاصة بالاستقلال الوطني والسيادة ووحدة الأراضي، ويؤكدان على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية الخاصة بكل بلد.

وقال البيان أن عمان تؤكد على تمسكها القوي بمبدأ "صين واحدة" وتقر بأن تايوان جزء لا يتجزأ من الأرض الصينية.

وتدعم عمان موقف الحكومة الصينية بشأن تايوان وشينجيانغ والتبت وبحر الصين الجنوبي، في الوقت الذي تدعم فيه الصين جهود عمان في حماية سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها وأمنها واستقرارها الوطنيين.

ويضيف البيان أن عمان ترحب بمبادرة الحزام والطريق الصينية وتدعهما، وتعرب عمان عن استعدادها للمشاركة النشطة في المشروعات التي تتم في هذا الإطار.

وستستمر عمان في المشاركة في منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي وفي دعمه.

وتثمن الصين مشاركة عمان النشطة في بناء مبادرة الحزام والطريق وترحب بأن تصبح عمان شريكة في المبادرة.

كما يعرب الجانبان عن استعدادهما لتعزيز التواصل ودعم ربط مبادرة الحزام والطريق مع "الخطة الخمسية التاسعة" الخاصة بعمان، كما يعربان عن استعداهما للتنفيذ النشط لوثائق التعاون المتعلقة ببناء مبادرة الحزام والطريق.

ويعرب البلدان عن ايمانهما بأن التعاون في القدرة الانتاجية والاستثمار جزء هام في إطار التعاون البراجماتي بين البلدين.

وسيربط البلدان بين استراتيجيات التنمية الخاصة بكل منهما، وسيركزان على التعاون في مجالات مثل استغلال موارد الطاقة والصناعة الكيماوية والتصنيع والصناعات البحرية.

ويتفق الجانبان على الاستغلال الكامل لآلية لجنة الاقتصاد والتجارة الصينية-العمانية المشتركة، وتوسيع التعاون متبادل النفع في مجالات البنية الأساسية والمجمعات الصناعية وطرق السكك الحديد والموانئ ومحطات الطاقة واللوجيستيات، وتعزيز التنمية الشاملة للعلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية.

ويوضح البيان أن الجانبين يؤمنان بأن التعاون في مجال الطاقة محور هام للتعاون البراجماتي، كما يدعم الجانبان تعزيز التعاون في مجالات مثل التجارة في النفط الخام واستكشاف موارد النفط والغاز وتنميتها، والخدمات الهندسية وصناعات تكرير النفط والصناعات الكيماوية. كما يتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجالي الطاقة الجديدة والطاقة المتجددة.

ويعرب الجانبان عن استعدادهما لتعزيز التعاون المالي. ويدعم الجانبان مناقشة امكانية تطوير التعاون النقدي وامكانية لعب العملة الوطنية دورا في التجارة الثنائية والاستثمار.

ويحث الجانبان المؤسسات المالية في البلدين على توفير الدعم المالي للتعاون الثنائي في مجالي التجارة والاستثمار.

ويضيف البيان أن الجانبين سينفذان التبادلات الثقافية في مختلف الصيغ من أجل تعزيز الفهم والصداقة بين الشعبين.

وستعمل الصين على توفير المزيد من الفرص للطلبة العمانيين للدراسة في الصين، وعلى دعم تعليم اللغة الصينية في عمان. ويعرب الجانبان عن استعدادهما لدراسة إقامة مركز ثقافي صيني في عمان، على نحو نشط.

ويعرب الجانبان عن استعدادهما لتعزيز التبادلات والتعاون في مجالات إنفاذ القانون والأمن ومكافحة الإرهاب، وتعزيز تبادل المعلومات والتعاون الاستخباراتي وتنفيذ التعاون التقني وتدريب الأفراد.

ويعرب الجانبان عن استعدادهما للعمل معا من أجل تدعيم إقامة منطقة تجارة حرة لمجلس التعاون الخليجي والصين بأسرع وقت ممكن، والعمل من أجل تعزيز التواصل والتنسيق في إطار منتدى التعاون الصيني- العربي، وذلك في سبيل تعزيز التعاون الجماعي بين الصين ومجلس التعاون الخليجي إلى جانب البلدان العربية الأخرى.

ويؤكد البيان أن الصين وعمان بينهما إطار واسع من المصالح المشتركة في الكثير من القضايا الدولية والإقليمية وستعملان على تعزيز التعاون والتنسيق في إطار الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية.

ويؤكد الجانبان على أن إصلاح مجلس الأمن يحتاج إلى توافق من كافة الأعضاء من أجل المضي قدما في عملية الإصلاح بشكل متوازن ومن أجل التوصل إلى توافق أوسع والسعي إلى تحقيق "حل شامل".

ويشدد البيان على أن الجانبين يدعمان الحل السلمي للقضايا الساخنة الإقليمية والدولية عبر الحوار والتفاوض السياسي.

ويوضح البيان أن عمان تثمن الموقف العادل والدور الهام من جانب الصين بشأن القضايا الإقليمية، في الوقت الذي تدعم فيه الصين عمان في لعب دور أكبر في الشؤون الإقليمية. 

تحرير: تشي هونغ