تعليق: الصين وألمانيا تتجهان نحو علاقات أوثق

الوقت:2018-05-25 14:54:31المصدر: شبكة شينخوا

تقوم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بزيارة رسمية للصين يومي الخميس والجمعة، وهي الزيارة الـ11 لها إلى هذا البلد الآسيوي.

فوفقا لمكتب الإحصاءات الفدرالي الألماني، تم تداول سلع بقيمة 186.6 مليار يورو (218.74 مليار دولار أمريكي) بين ألمانيا والصين في عام 2017. وكانت الصين أهم شريك تجاري لألمانيا في عام 2017 للعام الثاني على التوالي.

وخلال رحلتها، ستزور ميركل مدينة شنتشن، وهي محور اقتصادي ذو أهمية إستراتيجية في مقاطعة قوانغدونغ بجنوب الصين وأيقونة معجزة التنمية التي حققتها الصين خلال تطبيقها لسياسة الإصلاح والانفتاح على مدى السنوات الأربعين الماضية.

إن هذه المدينة موطن لمقار عدد من الشركات الصينية الرائدة في مجالي التكنولوجيا الفائقة والابتكار، بما فيها "تينسنت" و"زد تي إي". كما أنها تذخر ببيئة ملائمة جاذبة للمستثمرين الأجانب بمن فيهم القادمين من ألمانيا.

فالابتكار والإنترنت والتصنيع الذكى والطاقة الجديدة والتنمية الخضراء تعد مجالات يمكن توسيع نطاق التعاون فيها وتقود إلى فرص للنمو الاقتصادي.

والتقدم جاري إحرازه بالفعل. ففي وقت سابق من العام الجاري، أنشأت الصين وألمانيا 11 منصة للتعاون في مجال الابتكار تغطي مجالات مثل السيارات الكهربائية والعلوم البيولوجية والمياه النظيفة والتصنيع الذكى والطاقة النظيفة.

كما أن فرصا لتحقيق تعاون أوثق مثل مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين تعمل على دفع احتمالات الاستثمار بصورة أكبر.

فقد كشف دراسة استقصائية بشأن ثقة المؤسسات التجارية أجرتها غرفة التجارة الألمانية في عام 2017 أن أكثر من ثلث الشركات الألمانية العاملة في الصين تتوقع تأثيرا إيجابيا على أعمالها المستقبلية نتيجة مبادرة الحزام والطريق. وإن 30 في المائة من الشركات الألمانية نشطة أو تدرس الإنخراط في مشروعات مبادرة الحزام والطريق. علاوة على ذلك، فإن مشروع البنى التحتية والتجارة الصيني الكبير هذا يدعم العلاقات بين الصين وأوروبا بشكل عام.

كما إن الرئيس الصيني شي جين بينغ اقترح، في كلمة ألقاها خلال الاجتماع السنوي لمنتدى بواو هذا العام والذي عقد في الشهر الماضي، اقترح مجموعة جديدة من الخطوات الطموحة لفتح باب البلاد على نطاق أوسع أمام العالم، بما في ذلك خفض التعريفات الجمركية على السيارات المستوردة وزيادة فرص وصول الشركات الأجنبية إلى الأسواق الصينية.

هذه ليست وعودا جوفاء. فقد أعلنت الصين يوم الثلاثاء أنها ستخفض التعريفات الجمركية على واردات بعض السيارات بنسبة تصل إلى 15 في المائة، بانخفاض عن 25 في المائة؛ ولا شك أن هذه الخطوة تعد بمثابة خبر جيد بالنسبة لشركات صناعة السيارات الألمانية.

وفي الوقت الذي تتشاطر فيه القوتان الاقتصاديتان الرغبة في توطيد الروابط التجارية والاستثمارية القوية بالفعل بينهما، فقد أعربتا مرارا عن استعدادهما إلى الدفاع عن نظام التجارة الحرة العالمي القائم على القواعد ومواصلة تعزيز الانفتاح في الاقتصادي العالمي. ويحمل موقفهما المتماثل معنى خاصا في عالم اليوم حيث تتعرص العولمة للتهديد.

ومن المرجح أن يُطرح موضوع التعددية خلال محادثات ميركل مع القادة الصينيين.

وقالت ميركل في بث صوتي نشر يوم السبت "نحن نريد تدعيم التعددية. وهذا سيلعب دورا في مناقشتنا".

فالصين داعم قوي للنظام العالمي متعدد الأطراف، وكذلك ألمانيا، سواء في مفاوضات اتفاقية باريس أو في محادثات الاتفاق النووي الإيراني.

وقبل عام تقريبا عندما زار الرئيس شي ألمانيا، وصف تنمية العلاقات الصينية - الألمانية على مدى عقود بـ"قصة نجاح" عادت بفوائد حقيقية على الشعبين.

وبينما يجتمع زعيما البلدين مرة أخرى، فمن المتوقع أن تساعد الزيارة على كتابة فصل جديد في قصة النجاح بين الصين وألمانيا.

تحرير: تشي هونغ