تحقيق: الوخز بالإبر الصينية في تونس ليس مجرد علاج بل جسر للصداقة

الوقت:2018-03-28 11:36:54المصدر: شبكة شينخوا

تجلس فاطمة كحيلة، المُدرسة التونسية المُتقاعدة (74 سنة)، وهي تشعر بنوع من السعادة بنتائج العلاج الذي خضعت له طيلة الفترة الماضية بعد أن عانت لفترة من إلتهاب المفاصل في ساقيها، حيث تعافت بعلاج الوخز بالإبر الصينية.

ورغم أن فاطمة كحيلة تقطن في مدينة سيدي ثابت، من محافظة أريانة بشمال غرب تونس العاصمة، فإنها مع ذلك، تمكنت من متابعة علاج الوخز بالإبر في منزلها، عبر الفريق الطبي الصيني المُقيم بتونس، الذي دأب على زيارتها بعد ظهر كل يوم سبت في منزلها.

ويقطع خه شيوي شيونغ (47 عاما)، رئيس فرع طب الوخز بالإبر في البعثة الطبية الصينية لدى تونس، مسافة 30 كيلومترا كل يوم سبت، للوصول إلى مدينة سيدي ثابت، لتقديم العلاج المجاني بالوخز بالإبر إلى السكان المحليين، إلى جانب أربعة آخرين من زملائه الصينيين.

وقال خه لوكالة أنباء (شينخوا)، "في الغالب، هؤلاء المرضى يعانون من إلتهاب المفاصل الروماتويدي، وداء الفقار العنقي والقطني،...وهي أمراض ناتجة عن برد فصل الشتاء".

ويوجد في تونس "مركز الصين للوخز بالإبر" أسسته الحكومة الصينية في العام 1994 في إطار علاقات التعاون الصيني-التونسي، وهو المركز الطبي الوحيد في إفريقيا الذي يقدم التشخيص والعلاج السريري ويحمل مهمة تدريس الوخز بالإبر.

وفي نوفمبر 2014، تم الإعلان رسميا عن افتتاح عيادة خاصة أنشأها مركز الصين للوخز بالإبر في مستشفي المرسي بمدينة تونس، ما يرمز إلى تطور الوخز بالإبر الصينية في تونس.

ويحظى مركز الصين للوخز بالإبر بثقة الشعب التونسي، حيث يُقبل عليه ما يقارب ألف شخص كل شهر من جميع الفئات الإجتماعية، لتلقي الخدمات الطبية التي يُقدمها المركز الذي أصبح جسرا للصداقة بين الشعبين التونسي والصيني.

وقالت فاطمة كحيلة لوكالة أنباء (شينخوا)، "على مدى سنوات ، عالج الأطباء الصينيون السكان المحليين في مدينتها سيدي ثابت بالمجان".

وأضافت أنها قررت في نوفمبر 2016 ، فتح منزلها أمام الأطباء الصينيين ليقدموا العلاج لأبناء مدينتها سيدي ثابت، حيث مكنتهم من غرفة تحولت إلى ما يُشبه العيادة، التي تستقبل كل أسبوع العشرات من المواطنين الراغبين في الحصول على علاج مجاني بالوخز بالإبر".

وقالت"هناك ما بين 50 و60 مريضا يترددون على منزلي للقاء الأطباء الصينيين، حيث أقوم بتحضير الكراسي والأسرة والأرائك لتأمين الراحة للمرضى، ولتمكين الأطباء من الظروف المناسبة لتقديم العلاج لهم".

وأثناء تواجد فريق وكالة أنباء (شينخوا) في منزل فاطمة كحيلة، حضرت سيدة تُدعى سميرة صفرة(55 عاما) لتلقي العلاج لمرض الروماتيزم الذي تُعاني منه منذ سنوات.

وقالت لوكالة أنباء (شينخوا) إنها بدأت في تلقي علاج الوخز بالإبر منذ ثلاثة أشهر، بإعتبار إن لديها حساسية من بعض العقاقير الكيميائية ، والوخز بالإبر الصينية هو علاج طبيعي بدون مكونات كيميائية".

وخلال هذا الأسبوع، جاء معها ابنها مروان (26 عاما) الذي أكد أن والدته "تتحدث دائما عن فعالية الوخز بالإبر، فأنا أعالج الآن ألم ركبتي اليوم"، واعتقدت أن الإبر ستلحق الضرر، لكنني أشعر بالارتياح بعد جلسات العلاج التي خضعت لها".

والوخز بالإبر هو شكل من أشكال العلاج التقليدي للطب، الذي يعود إلى أكثر من 2500 سنة من الممارسة الطبية، وهو يُستخدم على نطاق واسع في الصين، واكتسب اعترافا متزايدا في جميع أنحاء العالم.

وقال خه إنه "بالإضافة إلى علاج الأمراض، يُستخدم الوخز بالإبر على نطاق واسع لعلاج السمنة".

وفي هذا السياق، أكدت أمل بن يوسف (45 عاما)، أنها فقدت حوالي 30 كيلوجراما بعد أن خضعت لعلاج الوخز بالإبر من قبل الفريق الطبي الصيني.

وتابعت قائلة لوكالة انباء (شينخوا)، إنه "مع النتائج المرضية، أشعر بصحة وسعادة الآن".

وبما أن السكان المحليين بمدينة سيدي ثابت نادرا ما يتكلمون اللغة الإنجليزية أو الفرنسية ، فإن أحمد نويرة ، الخبير الزراعي المتقاعد (70 عاما)، لعب دور المترجم المتطوع أثناء تفاعل الأطباء الصينيين مع مرضاهم.

وقال أحمد "المهمة الطبية الصينية تساعد السكان الفقراء على التخفيف من مشاكلهم الصحية وهم أصدقاء حقيقيون لنا...ما تقوم به البعثة الطبية الصينية ليس مجرد علاج ، بل هو جسر للصداقة بين تونس والصين".

تحرير: تشي هونغ