تعليق: العلاقات الصينية ـ الافريقية دخلت مرحلة ذهبية وناضجة

الوقت:2018-02-13 13:28:06المصدر: صحيفة الشعب اليومية أونلاين بقلم : خه وين بينغ

تشهد العلاقات بين الصين والاتحاد الافريقي تطورا عميقا في السنوات الاخيرة، وقد بعث الرئيس الصيني شي جين بينغ رسائل تهنئة لأربع سنوات متتالية لقمة الاتحاد الافريقي. وفي 8 فبراير الجاري، انعقد الحوار الاستراتيجي السابع بين الصين والاتحاد الإفريقي بين وزير الخارجية الصيني وانغ يي ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد في بكين، واتفق الطرفان بالإجماع على استكشاف وتوسيع التعاون الشامل بين الصين والاتحاد الافريقي في ظل عدم التأثير وعدم الاستبدال والتعاون بين الصين والدول الافريقية على اساس التعاون الفعال.

كما اتفق الطرفان على افساح المجال لمزايا مفوضية الاتحاد الافريقي الفريدة، وتركيز التنسيق والتعاون الاقليمي العابر للحدود الوطنية خارج القنوات الثنائية. كما حدد الطرفان 5 أهم مجالات للتعاون وهي بناء قدرات الاتحاد الافريقي، وبناء البنية التحتية في افريقيا، قضية السلام والامن، الصحة العامة والوقاية من الامراض، السياحة وبناء شبكة الطيران، مما سيفتح مرحلة جديدة من التعاون بين الصين والاتحاد الافريقي، وتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الصين والاتحاد الافريقي المثالية والفعالة. وبالإضافة الى ذلك، وافق الجانب الصيني أيضا على دعم الاتحاد الافريقي لإنشاء مكتب تمثيلي في الصين، ودعا موسى فقي رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي لحضور قمة منتدى التعاون الصيني الافريقي الذي سينعقد في سبتمبر من هذا العام.

وكما ذكر موسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، ينعقد الحوار الاستراتيجي بين الصين والاتحاد الافريقي عقب اختتام المؤتمر الوطني التاسع عشر للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والقمة الثلاثون للاتحاد الافريقي، وحدد المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني، اهداف التنمية في الصين بحلول منتصف هذا القرن، في حين رسم الاتحاد الأفريقي خطة للتنمية للخمسين عاما المقبلة تسمى "خطة 2063"، وكله ثقة بأن اهداف التنمية التي وضعتها الصين ستتيح مزيد من الفرص للاتحاد الافريقي لتحقيق اهداف جدول اعمال "خطة 2063" والمزيد من الفرص لعزيز العلاقات الصينية ـ الافريقية وتنمية افريقيا. والواقع أن الالتحام بين اهداف التنمية والاستراتيجية الصينية والافريقية يشبه تحويل الحلم الى الواقع، وربط "الحلم الصيني" مع " الحلم الافريقي" لتحقيق الحد من الفقر والتنمية معا من خلال " مبادرة الحزام والطريق". وقال وزير الخارجية وانغ يى فى زيارته للدول الافريقية الاربع في بداية العام الجاري:" افريقيا لا يمكن ان تكون غائبة عن إطار المبادرة المشتركة لبناء الحزام والطريق. وافريقيا حاضرة في عملية التنمية المشتركة بين الصين والعالم."

في السنوات الأخيرة، بات منتدى التعاون الصيني ـ الافريقي في الطليعة مرة أخرى مع تقدم مبادرة " الحزام والطريق"، والدفع بالتقدم المطرد للتعاون الصيني ـ الافريقي من خلال التعاون في الطاقة الإنتاجية والمواصلات. وفي وقت مبكر من يناير 2015، وقعت الصين والاتحاد الافريقي مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال بناء البنية الاساسية بين الصين وافريقيا. وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة جوهانسبرغ لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي في نهاية عام 2015 تقديم 60 مليار دولار أمريكي كدعم مالي " لعشر خطط التعاون الصيني الافريقي"، بهدف مساعدة افريقيا على حل الاختناقات الثلاثة: تأخر بناء البنية التحتية، نقص الكوادر، نقص راس المال. ووفقا لإحصاءات غير مكتملة، منذ قمة جوهانسبرغ، وصلت بنود الاتفاقيات التي وقعت بين الصين وافريقيا الى ما يقرب من 250 بند، وتضم أكثر من 50 مليار دولار امريكي. حقق التعاون بين الصين وأربع دول افريقية في الطاقة الإنتاجية أكثر من اثني عشر مشروع في التعاون القدرة الإنتاجية الرئيسية. كما تم الانتهاء من عدد كبير من المشاريع الرائدة التي دخلت موضع تنفيذ مثل السكك الحديدية أديسابا - جيبوتي وسكك الحديدية مومباسا - نيروبي، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا، وتجاوز حجم استثمارات الصين وتمويلها في افريقيا 100 مليار دولار أمريكي، خلق عددا كبيرا من فرص العمل للبلدان الأفريقية، وشجع النمو الاقتصادي المطرد في أفريقيا.

وأشار وزير الخارجية وانغ يي إلى أن العلاقات الصينية ـ الافريقية تنجح في أكثر من نصف قرن من اختبار. وأن العلاقات بين الجانبين قد دخلت فترة ذهبية من النمو السريع والنضج.

تحرير: تشي هونغ