تحقيق إخباري: لمحة عن التعاون المثمر بين الصين وإفريقيا خلال قمة الاتحاد الإفريقي

الوقت:2018-01-30 15:57:09المصدر: شبكة شينخوا

أخذت الأعلام الوطنية للبلدان الأفريقية ترفرف بطول طريق المطار في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا. وهذا الطريق، المؤلف من ثمان حارات وأنشأته شركة صينية، قد تم تزيينه من أجل القمة الـ30 للاتحاد الإفريقي المنعقدة حاليا في هذه المدينة الواقعة على هضبة.

وعلى الطريق، رحبت لافتة استقبال علقت على أحد جسور شبكة أديس أبابا للسكك الحديدية الخفيفة بالمشاركين في القمة.

إن السكك الحديدية الخفيفة المكهربة التي شيدتها وتشغلها شركات صينية هي أول سكك حديدية خفيفة في القارة الأفريقية ذات خطين بإجمالي طول يصل إلى 34 كيلومترا. وقامت الصين بتمويلها بنسبة 85 في المائة.

وكان وزير النقل الأثيوبي وركينه جيبهيو قد قال خلال حفل تدشين المشروع في سبتمبر 2015 إن هذا المشروع يعد إنجازا تاريخيا في أثيوبيا ويمثل على وجه التحديد ظاهرة بارزة لقطاع النقل في البلاد.

وقال الطالب أبيل جيزاهين (19 عاما) وهو على متن القطار الخفيف "إنه أسرع وسيلة سفر في المدينة"، مضيفا "إنني أحب الصينيين، لقد جلبوا لنا التنمية". وخارج النافذة، ظهرت ناطحات سحاب شيدتها الصين وكذا شعارات شركات صينية.

وصرح سفير الصين لدى أثيوبيا تان جيان في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) في ديسمبر الماضي بأن الشراكة الصينية - الأثيوبية شراكة شاملة ويمكن اعتبارها "نموذجا للتعاون بين بلدان الجنوب".

وأضاف أن "العلاقات بين أثيوبيا والصين تقوم على شراكة إستراتيجية وتعاونية شاملة في شتي المجالات وعلى جميع المستويات".

وتعد الصين، وهي أكبر شريك تجاري لأثيوبيا، لاعبا رئيسيا في قطاعي الاستثمار والتجارة وكذا المشهد الدبلوماسي بأثيوبيا.

وفي العقدين الماضيين وحدهما، استثمرت الشركات الصينية قرابة أربعة مليارات دولار أمريكي في أثيوبيا، حسبما كشفت لجنة الاستثمار الأثيوبية في الشهر الماضي.

وأشارت اللجنة إلى أن استثمارات الشركات الصينية الخاصة كانت أكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية المباشرة بالنسبة لأثيوبيا في عام 2017.

وقال الرئيس الأثيوبي السابق جاكايا كيكويت عقب حضوره حدثا على هامش قمة الاتحاد الإفريقي في مقر الاتحاد الإفريقي الذي مولت الصين عملية إنشائه إن "الصين وإفريقيا تتمتعان بعلاقات ممتازة، واتطلع إلى أن تواصل هذه العلاقات نموها من أجل تحقيق منافع متبادلة للصين وإفريقيا".

ويتكون المشروع من مبنيين رئيسيين، أحدهما برج سكني قادر على استيعاب 700 شخص والآخر مركز للمؤتمرات مجهز بمرافق للاجتماعات رفيعة المستوى. وصممت القاعة الكبرى للمؤتمرات لتستوعب 2500 فرد، فيما تستوعب القاعة الأخرى للاجتماعات 700 فرد.

يجتمع مسؤولون من الاتحاد الأفريقي ودوله الأعضاء في مركز المؤتمرات لعقد القمة التي تستمر في الفترة من 22 إلى 29 يناير تحت عنوان مكافحة الفساد.

وذكر أبو بكر حنفي محمود مندوب مصر الدائم لدى الاتحاد الأفريقي على هامش القمة أن "الصين تعد أحد أهم شركاء إفريقيا في جميع القطاعات على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف".

وفي الوقت الذي تركز فيه إفريقيا على أجندة 2063، نأمل في أن تقوم الصين "بمساندة ودعم " هذه الأجندة.

وعلى بعد أمتار قليلة من مركز المؤتمرات، هناك مشروع قيد الإنشاء بمساعدة صينية يطلق عليه اسم مركز الاتحاد الإفريقي للخدمات المتكاملة. وسوف يشمل مرفق للاعتمادات ، وكافيتيريا، ووحدة أرشيف خاصة بالاتحاد الإفريقي، ومركز للمعارض.

وقد ذكرت الرئيسة السابقة لمفوضية الاتحاد الإفريقي نكوسازانا دلاميني - زوما في حفل وضع حجر الأساس للمشروع "إننا نرى أنها خطوة أخرى في رحلة الألف ميل التي بدأناها مع الحكومة الصينية نحو الصداقة المتبادلة والتضامن والازدهار لشعوب أفريقيا والشعب الصيني".

تحرير: تشي هونغ